في خطوة تعكس الدعم الأميركي المطلق لإسرائيل، منح الرئيس دونالد ترامب الضوء الأخضر لحكومة بنيامين نتنياهو لاستئناف هجماتها على قطاع غزة، رغم التحذيرات الدولية المتزايدة من تداعيات التصعيد.
ويُنظر إلى موقف ترامب على أنه تواطؤ واضح مع نتنياهو، الذي يسعى إلى استغلال الحرب للبقاء في السلطة وتجاوز أزماته الداخلية، بينما تواصل واشنطن غض الطرف عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين.
أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، أن واشنطن كانت على دراية مسبقة بالغارات الإسرائيلية
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب منح إسرائيل الضوء الأخضر لاستئناف الهجمات على قطاع غزة، بعد إبلاغه بذلك مسبقًا. وزعم المسؤول أن قرار ترامب جاء ردًا على رفض حركة حماس إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.
كما كشف مسؤولان إسرائيليان لموقع "أكسيوس" أن إسرائيل أبلغت إدارة ترامب مسبقًا بالغارات الجوية التي نفذتها على قطاع غزة، ووضعتها في صورة الأهداف المخطط استهدافها.
وبحسب أحد المسؤولين، تضمنت قائمة الأهداف قيادات من المستوى المتوسط في حماس، إضافة إلى كبار المسؤولين في جناحها السياسي، فضلًا عن البنية التحتية العسكرية للحركة.
وادعى المسؤول الإسرائيلي أنه في الأيام الأخيرة خلال وقف إطلاق النار، استعدت حماس لتنفيذ هجمات جديدة ضد إسرائيل واتخذت خطوات لإعادة التسلح. وقال المسؤول إن الجيش الإسرائيلي أبقى على خطة الهجوم سرية للغاية داخل دائرة صغيرة نسبيًا من أجل مفاجأة حماس.
من جهته، أعلن البيت الأبيض أن إسرائيل نسّقت مع إدارة الرئيس دونالد ترامب قبل استئناف عملياتها العسكرية في قطاع غزة فجر اليوم الثلاثاء.
وفي تصريح لشبكة "فوكس نيوز"، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، أن واشنطن كانت على دراية مسبقة بالغارات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن تل أبيب أجرت مشاورات مع البيت الأبيض وإدارة ترامب قبل تنفيذ الهجمات.
وشددت ليفيت على أن "ترامب يقف بحزم إلى جانب إسرائيل"، قائلة: "الرئيس ترامب لا يتردد في دعم إسرائيل، ولا يخشى ذلك"، مضيفة: "العالم سيشهد تحولات كبرى"، وفق قولها.
وتابعت: "كما أكد الرئيس ترامب، فإن حماس، والحوثيين، وإيران، وكل من يسعى لنشر الرعب ضد إسرائيل والولايات المتحدة، سيدفعون ثمنًا باهظًا، وستُفتح أبواب الجحيم على مصراعيها"، وفق ادعاءاتها.
أطفال شهداء، بعد قصف إسرائيلي بمحيط مسجد التوبة في حي الزهور شمال رفح. pic.twitter.com/YlNG8tOdQn
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) March 18, 2025
يتزامن استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة مع استمرار الغارات الجوية التي يشنها الجيش الأميركي على اليمن، لليوم الثالث على التوالي. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه أمر "الجيش بشن ضربات على جماعة الحوثي في اليمن، يوم السبت"، محذرًا الجماعة من "عواقب استمرار هجماتها".
وفي مقابلة مع شبكة "فوكس"، أكد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أن إدارة ترامب تشدد على أن "عصر السلام من خلال القوة قد عاد"، مشيرًا إلى أن الحملة العسكرية تهدف إلى ضمان حرية الملاحة وإعادة فرض الردع. وأضاف: "بمجرد أن يعلن الحوثيون توقفهم عن استهداف السفن في البحر الأحمر والتوقف عن إطلاق الطائرات المسيّرة، ستتوقف حملتنا العسكرية. لكن إلى أن يتحقق ذلك، سنواصل عملياتنا بلا هوادة"، وفق تعبيره.
