17-أغسطس-2019

مقصّية رائعة من أدوريز منحت أتلتيكو بلباو الفوز في الدقائق الأخيرة (Getty)

صعق أتلتيكو بلباو ضيفه برشلونة بطل الدوري في افتتاح الليغا الإسبانيّة، عندما غلبه بهدف مقصّي قاتل في اللحظات الأخيرة من المباراة الافتتاحية لبطولة الدوري، في اللقاء الذي احتضنه ملعب سان ماميس ليلة الجمعة. بذلك كسر صاحب الضيافة صمود البارسا في المباريات الافتتاحية، حيث لم يخسر البلوغرانا في أي من مباراته الأولى بالدوري منذ 11 عامًا، كذلك نجح بلباو أخيرًا في الفوز على البارسا ضمن الليغا بعد أن فشل في تحقيق ذلك في 11 مرّة متتالية.

كان على البارسا أن يثبت لمحبّيه مدى قدرة لاعبيه على الوفاء بالوعود التي قطعوها، وهي بلا شكّ وعود مكرّرة في كلّ عام لسبب أساسي، لأن الفريق اسمه برشلونة، ونادٍ كهذا لا يروي عطش جماهيره سوى الألقاب، كلّ الألقاب الممكنة، وفقدان أيّ منها يعني نهاية الموسم بطريقة غير مثاليّة، ومع نيل الفريق الليغا الموسم الماضي والذي قبله، لم يرضَ المشجّعون عن حصيلة الموسم لأنّ خزانة الألقاب افتقدت لكأس قارّية ذات أذنين طويلتين، إضافة إلى كأس الملك.

افتتح صاحب الـ38 عامًا موسمه الأخير مع أتلتيكو بلباو بهدف أسطوري في مرمى برشلونة بتسديدة مقصّية في الثواني الأخيرة من المباراة

نشط البارسا في سوق الانتقالات الصيفية بغية تحقيق هدفه، فعزّز فريقه بصفقات أبرزها ضمّ النجم الهولندي فرينكي دي يونغ والمهاجم المتألّق أنطوان غريزمان، الصفقة الأخيرة لها مردود مزدوج، فالمهاجم الفرنسي سيتسبّب بإضافة الكثير للمردود الهجومي الخاص بالفريق، ومن ناحية أخرى سيلعب رحيل مهاجم أتلتيكو مدريد السابق دورًا مهمًّا في تحييد أتلتيكو مدريد عن الصراع على الليغا بسبب فقدان الورقة الهجوميّة الأولى له، أو هكذا يظنّ البارسا.

اقرأ/ي أيضًا: الفيفا يفتح باب التصويت على جوائز الأفضل في 2019.. قوائم المرشّحين كافة

وسط هذه الأجواء رحل برشلونة إلى ملعب سان ماميس الذي يعتبره الكثيرون بمثابة المقبرة لكبرى فرق الليغا، لكنّ البارسا لم يألف الخسارة أمام بلباو منذ 11 مباراة ضمن المسابقة، كذلك لم يُهزم في مباراة افتتاحية له بالدوري الإسباني منذ 11 عامًا، وتحديدًا أمام نومانسيا موسم 2008/2009، كلّ المؤشّرات الرقميّة تجعل كفّة النصر تميل تجاه البلوغرانا، والذين حضروا إلى الملعب دون نجمهم الأزلي ليونيل ميسي الذي غاب بسبب الإصابة.

لكنّ المباراة الأولى في الدوري الإسباني بدأت بحماس شديد من أصحاب الأرض، بادروا بخلق الفرص وقاتلوا بشراسة على الكرات المشتركة، كما تفوّقوا في معركة خط الوسط على خصومهم، والذين تلقّوا أوّل تهديد حقيقي من قبل إيناكي ويليامز، والذي سدّد كرة قويّة من خارج منطقة الجزاء تألّق تيرشتيغن في إبعادها إلى ركلة ركنيّة، لم يهدأ لويليامز بال فحاول مرّة ثانية بتسديدة أخرى أبعدها تيرشتيغن أيضًا، كلّ ذلك وما زالت المباراة في بدايتها، ومع مرور الوقت استعاد برشلونة السيطرة على مجريات اللقاء، وواصل تيرشتيغن  مهمّته في حماية مرماه وهذه المرّة من كرة لوبيز التي سُدّدت من خارج منطقة الجزاء.

اقرأ/ي أيضًا: الميركاتو الصيفي في إسبانيا.. صفقات نارية لاستعادة الألق

  احتاج برشلونة لأكثر من نصف ساعة حتّى يبدأ بتهديد مرمى خصمه، وكان ذلك من خطأ دفاعي كبير، عندما حوّل المدافع كرة لحارس المرمى دون أن ينظر للوراء، فتهادت الكرة عند قدمي المهاجم لويس سواريز، الأخير وجد نفسه منفردًا بشكل تام أمام الحارس سيمون، لكنّه كرته ارتطمت بالقائم، وللمفارقة شكّلت هذه الفرصة الحضور الأوّل والأخير لسواريز في المباراة، إذ خرج اللاعب الأوروغوياني مصابًا بعضلات الفخذ، وحلّ بديلًا عنه رافينيا ألكانتارا، هذا الأخير كاد أن يختم الشوط الأوّل بهدف التقدّم، لولا تصدّي الحارس والعارضة لكرته القويّة.

أدرك فالفيردي مدرّب برشلونة أن فريقه تاه في وسط الميدان خلال الشوط الأوّل، فدفع بورقته الرابحة في هذا المجال الكرواتي إيفان راكيتش، هذا الأخير أعاد هيمنة فريقه على المباراة، وحسّن من نسق الأداء الذي انقلب لصالح فريقه في الشوط الثاني، فيما عمد أصحاب الأرض على اللجوء للهجمات المرتدّة مع إقفال المناطق الخلفية بجدران دفاعية صلبة، أبرز أركانها الحارس أوناي سيمون الذي تألّق في إبعاد كرة رافينيا، وأبطل مفعول كرة راكيتش الرأسية، ولم ينجح غريزمان في فعل ما فشل به رفاقه، فاضطر مدرّب أتلتيكو بلباو لإشراك نجمه العجوز ذي الـ38 عامًا في الدقائق الأخيرة، علّ خبرته تنقذ الفريق من ضغط برشلونة المتواصل.

قبل أيام قليلة أعلن المخضرم أريتز أدوريز أنّ عامه الأخير مع كرة القدم سيكون الموسم الحالي، إذ سيختم مشواره الكروي كمحترف وهو في سنّ التاسعة والثلاثين، وفي أوّل مباراة له بموسمه الأخير دفع المدرّب به في اللحظات الأخيرة من المباراة، ثوان قليلة بعد ذلك وينجح اللاعب العجوز في تسجيل هدف تاريخي بمرمى برشلونة في الدقيقة 89، عندما تلقّى كرة عرضية مرفوعة وأودعها مقصّية لا تُرد في الشباك، على يسار الحارس الألماني تيرشتيغن، فكم هو رائع أن يكون أوّل أهداف الليغا بهذه الطريقة.

ليعادل أدوريز رقم ليونيل ميسي القياسي بتسجيله الأهداف في الليغا للموسم الخامس عشر على التوالي، ويمنح فريقه النقاط الثلاث الغالية على حساب برشلونة الذي لم يألف الهزيمة في المباريات الافتتاحية منذ 11 عامًا، كما أوقف أدوريز مسلسل صمود البارسا أمام أتلتيكو بلباو في الليغا عند الحلقة 11.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

من هم الضيوف الجدد على البطولات الـ5 الكبرى في أوروبا؟

ميسي يتخطى حاجز 400 هدف في الليغا.. الحكاية الكاملة