16-ديسمبر-2017

إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة، ثلاثي يهدد استقرار المنطقة (Getty/ألترا صوت)

يصف موقع "جلوبال ريسيرش" ما يحدث بأنه "واقعٌ أغرب من الخيال"، يقصد التبجح الإسرائيلي المدعوم في الخفاء المفضوح، من مملكة ابن سلمان وأمريكا ترامب، ويُشير إلى أنّ هؤلاء الثلاثة: إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة، بمثابة تهديد حقيقي للاستقرار في المنطقة. المزيد من التفاصيل التحليلية في مقال "جلوبال ريسيرش" الذي ننقله لكم مترجمًا بتصرف في السطور التالية.


وفقًا لما ذكرته وسائل إعلام، فقد دعت إسرائيل ولي العهد السعودي الطائش، محمد بن سلمان، للتفاوض بشأن محادثات السلام مع الفلسطينيين، وهي محادثات لم تأت بفائدة من قبل، وباتت الآن بعيدة المنال بعد إعلان ترامب بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي.

في حين يتعرض الفلسطينيون الآن للاعتداءات الإسرائيلية، تدعو الحكومة الإسرائيلية ابن سلمان لمحادثات سلام!

والشهر الماضي، التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بابن سلمان في الرياض، بعد أن استدعاه الأخير ليعرض عليه عرضًا لا يُمكن القبول به من أي جهة، وهو إقامة دولة فلسطينية بلا سيادة فيما يُشبه الجيتو المعزول في أرض صغيرة جدًا، هي قطاع غزة، مع التنازل عن باقي الأراضي الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي. وعرض عليه للموافقة على هذه الخطة، عشر مليارات دولار، وللموافقة أيضًا على التنازل عن حق عودة اللاجئين.

اقرأ/ي أيضًا: صورة كاملة للصفقة الكبرى.. هكذا سعى ابن سلمان للاعتراف بالقدس والضفة لإسرائيل

خطة ابن سلمان، التي تتيح أيضًا في مضمونها للإسرائيليين استغلال موارد الفلسطينيين كما هو الوضع حاليًا؛ تعكس العجز الفلسطيني الرسمي في ظل حكومة عباس التي لطالما كانت متعاونة مع إسرائيل.

إلا أن فكرة مشاركة الرياض في محادثات السلام، تضيف عنصرًا لا يُصدق في عملية الاحتيال هذه. قال وزير الاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس صحيفة إيلاف السعودية: "هذه فرصة للمملكة العربية السعودية لأخذ زمام المبادرة، وتعرض على الفلسطينيين تقديم رعايتها"، مضيفًا: "في مثل هذه الحالة، فأنا على استعداد لإجراء مفاوضات. إنني أدعو الملك سلمان إلى دعوة نتانياهو لزيارته، وأدعو ولي العهد السعودي إلى زياة إسرائيل، يستطيع السعوديون قيادة العمليات واتخاذ القرارات للمنطقة، وللفلسطينيين أيضًا حيث إنهم ضعفاء وغير قادرين على اتخاذ القرارات".

والحق أن كلًا من واشنطن والرياض، تفتقران إلى المصداقية في أي مفاوضات بشأن عملية سلام في المنطقة، إذ ترفضان العدالة والإنصاف لفلسطين وشعبها، وتميل كفتها ناحية إسرائيل.

إنهما بالفعل كدولتين مارقتين يدعمان إرهابًا من نوع مُختلف: إرهاب الأنظمة الدكتاتورية والعنصرية. وإقامة السلام وإحلال الاستقرار في المنطقة يعطل أجنديتهما وخطط أعمالهما.

يتبجح الإسرائيليون برهن محادثات السلام باستسلام الفلسطينيين وخضوعهم غير المشروط للاحتلال. وهو تبجح مدعوم من الرياض وواشنطن

وقبل أيام، قلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الحقائق على رأسها، متحديًا الواقع، قائلًا: "كلما أسرع الفلسطينيون بالاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، كلما أسرعنا في التحرك نحو السلام". خطاب مُتبجّح يدعو الفلسطينيين للاستسلام والخضوع بشكل غير مشروط للاحتلال! وهذا التبجح بالضرورة مدعوم من الرياض وواشنطن.

اقرأ/ي أيضًا: 4 تبعات كارثية لإعلان ترامب القدس عاصمةً للاحتلال الإسرائيلي

ومن جهةٍ أخرى، وردًا على الصاروخين الذين أُطلقا من غزة، واللذان لم يُصيبا أحدًا في الأراضي المحتلة، واحد منهما فقط تسبب في أضرارٍ طفيفة؛ قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصفٍ إرهابي على غزة لعدة أيامٍ وليال، مستهدفةً مواقع تقول إنها تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، على الرغم من أن جناحها العسكري كتائب القسام، لا علاقة لها بما يحدث.

ومنذ 2008، شنت إسرائيل ثلاثة حروب عدوانية على قطاع غزة، بالإضافة غلى فرض الحصار عليه، وثمة احتمال بنشوب عدوان رابع. ووفقًا لمتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي: "أي شيء أقل من الهدوء التام في غزة هو أمرٌ غير مقبول. لن نسمح باستمرار إطلاق الصواريخ".

ويقول رئيس مدينة سديروت، ألون ديفيدي، إنه يتوقع من نتنياهو، ووزير الدفاع، ليبرمان، وقائد جيش الاحتلال الإسرائيلي، قصف غزة بلا رحمة.

وفي أعقاب الغضب الفلسطيني ردًا على إعلان ترامب الخاص بالقدس، أرجأ مايك بينس، نائب ترامب، زيارته لإسرائيل والأراضي المحتلة، التي كان من المقرر إجراؤها مطلع الأسبوع المقبل.

وقد صرح مجدى الخالدي، المستشار الدبلوماسي لعباس، قائلًا: "لن نجتمع به هنا في فلسطين. لقد تخطت الولايات المتحدة كل الخطوط الحمراء بإعلانها الخاص بالقدس".

من المحتمل أن تشن إسرائيل عدوانًا رابعًا على قطاع غزة بعد تصاعد النبرة العدوانية من قبل مسؤولين إسرائيليين

ويقول رياض منصور، مبعوث فلسطين لدى الامم المتحدة، إنه يعمل على مشروع قرار "للتأكيد على مواقف مجلس الأمن بشأن القدس، ويطلب من الأمريكيين إلغاء إعلان ترامب". لكن على كل حال، يضمن حق الفيتو الأمريكي ألا يُؤثر أي شيء على إعلان ترامب بشأن القدس، وعمومًا بما يضر بمصلحة إسرائيل وفقط.

 

اقرأ/ي أيضًا:

السعودية ومسلسل التطبيع.. متى سيرفرف العلم الإسرائيلي في الرياض؟

السر المفضوح: "الود" المتصاعد بين السعودية وإسرائيل.. رحلة التطبيع الكامل