10-نوفمبر-2018

الترجي بطلاً لأفريقيا للمرّة الثالثة في تاريخه(Getty)

قلب الترجّي التونسي الطاولة على الأهلي المصري في إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا، عندما اقتنص منه اللقب الأفريقي رغم تأخّره ذهاباً بثلاثة أهداف لهدف، بعدما حقّق نتيجة تاريخيّة بالفوز بثلاثة أهداف دون رد، بذلك ثأر لاعبو المدرّب الشاب معين الشعباني من خسارة الذهاب التي أثارت بأخطائها التحكيمية الكثير من علامات الاستفهام، ومنحو مدرّبهم أوّل ألقابه كمدرّب، وما أجمل أن يكون أوّل لقب لمدرّب ما في مسيرته هو كأس دوري أبطال أفريقيا، حيث نال الترجّي هذا اللقب باستحقاق تام، بعد أن أدّى الأهلي أسوأ مبارياته هذا الموسم، وربّما أسوأها في الألفيّة الحالية، بذلك منح رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جياني إنفانتينو الترجّي كأس البطولة، والتي جعلته الممثّل الرسمي لقارّة أفريقيا في كأس العالم للأندية 2018.

 

ثأر الترجّي من هزيمة الذهاب، التي شهدت الكثير من الأخطاء التحكيمية المثيرة للجدل

دخل الترجّي أرضيّة ملعب رادس وهزيمة الذهاب بثلاثة أهداف لهدف تثقل كاهل لاعبيه، الذين بان عليهم العصبية الشديدة، فيما اتّسم لاعبو الأهلي بالهدوء والخبرة على أحداث مماثلة، فهم يلعبون أمام أكثر من 55 متفرّج تونسي لن تقف حناجرهم عن الهتاف، ولم يعكّر صفو نجوم الأهلي ما حدث قبل المباراة، عندما اعتدت الجماهير التونسية على حافلة الفريق المصري بالحجارة، ما أسفر عن إصابة لاعب خط الوسط هشام محمد بجرح في الرأس، اضطرّ على إثره الطاقم الطبي بوضع 8 غرز توقف تدفّق الدم من وجه اللاعب ورأسه.

اقرأ/ي أيضًا: الأهلي يقترب من حصد نجمته الأفريقية التاسعة.. والترجّي غاضب من التحكيم

مع بداية المباراة حاول الترجي اختراق دفاعات الأهلي دون جدوى، وعلى الرغم من استحواذ أصحاب الأرض على الكرة بنسبة 68% مقابل 32% للأهلي، إلا أن خطوط الأخير بدت أكثر تماسكاً، بينما عاب الترجي تباعد خطوطه وخسارة معركة خطّ الوسط، ولولا اكتفاء الأهلي بالالتزام بمواقعه الدفاعيّة لشكّل خطورة على الفريق المخطّط بالأحمر والأصفر، والذي لم تصل أي كرة لحارس مرماه، ومع انتظار الجميع نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي، أفرح الترجّي جماهيره في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع عندما استغلّ فرصته الوحيدة في هذا الشوط، بعدما استثمر سعيد بقير تمريرة طه ياسين الخنيسي ووضعها أرضيّة على يمين محمّد الشناوي، هدف صعق لاعبي الأهلي الذين أدركوا أن الجحيم بانتظارهم في الشوط الثاني..

نال مدرّب الترجي الشاب  صاحب الـ37 عاماً معين الشعباني أوّل بطولة له في مسيرته، وتوّج أنيس البدري هدّافاً للبطولة برصيد 8 أهداف

لم يبقَ لأصحاب الأرض سوى تسجيل هدف آخر كي يحقّقوا المعجزة، ويسلبوا اللقب من براثن بطل أفريقيا 8 مرّات، لذلك ضغطوا بشكل كثيف على مرمى الشنّاوي، و يالها من بداية رائعة للتونسيين، فما هي إلا 9 دقائق حتّى كرّر سعيد بقير ما فعله مع ختام الشوط الأوّل، وسجّل برأسه الهدف الثاني مستغلّاً كرة مرفوعة من أحد أبرز نجوم اللقاء المدافع سامح الدربالي.

اقرأ/ي أيضًا: الأهلي يضرب موعدًا مع وفاق سطيف في نصف نهائي أبطال أفريقيا

تقدّم الترجي بهدفين دون مقابل، وهي نتيجة تمنحه البطولة، لذلك بادر الأهلي للهجوم، ما نتج عنه فراغات في خطوطه الخلفيّة، وكاد أنيس البدري أن يستغلّ ذلك لولا أن جاورت تسديدته القويّة مرمى الأهلي بسنتيمترات قليلة، وبعد هذه التسديدة أقلق الأهلي أصحاب الأرض، عندما تقدّم لاعبوه للأمام في محاولة لتسجيل هدف يقلب الموازين، لكنّ انضباط دفاعات الترجي حرمهم من ذلك، واستطاع أصحاب الأرض بروحهم القتاليّة أن يكتموا صحوة الأهلي المتأخّرة التي لم تدم سوى دقائق قليلة، إلى أن أطلق أنيس البدري رصاصة الرحمة التي اخترقت تطلّعات المصريين في حصد اللقب..

استغلّ  البدري خطئاً فادحاً في خطّ الوسط، فانتشل الكرة وسار بها نحو منطقة الجزاء، وراوغ دفاعات الأهلي مسدّداً كرة لا تردّ داخل مرمى الشنّاوي، هدفٌ ثالث لفريقه وثامن له في البطولة، الأمر الذي توّج فريقه باللقب، وجعله هدّافاً للبطولة برصيد 8 أهداف، ولم تفلح محاولات المصريين من أجل تسجيل هدف تُمدّد به المباراة لأشواط إضافيّة، لأن المدرّب الشاب معين الشعباني صاحب الـ37 عاماً، استطاع أن يحدّ من خطورة لاعبي نظيره الفرنسي باتريس كارتيرون، بذلك توّج الترجّي بدوري أبطال أفريقيا للمرّة الثالثة في تاريخه، حارماً الأهلي من حمل نجمته التاسعة في البطولة، وجعل من نفسه سيّداً على أفريقيا، والتي سيمثّلها في كأس العالم للأندية 2018.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أهداف قليلة.. لعنة كوبر تصيب الدوري المصري

لماذا يبتعد لقب هدَّاف الدوري المصري عن الأهلي والزمالك؟