بدأت السلطات المكسيكية في مدينة سيوداد خواريز بناء ملاجئ خيام عملاقة، استعدادًا لتدفق كبير محتمل للمكسيكيين المرحّلين من الولايات المتحدة، تنفيذًا لعمليات الترحيل الجماعي التي وعد بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وصرّح مسؤول بلدية سيوداد خواريز، إنريكي ليكون، أن هذه الملاجئ ستكون قادرة على إيواء آلاف الأشخاص، ويتوقع أن تكون جاهزة خلال أيام قليلة، وفق ما أفادت وكالة "رويترز". وأوضح ليكون أن العمل جارٍ بوتيرة متسارعة، حيث يجري تفريغ المواد اللازمة للبناء في الأراضي الفارغة بالقرب من نهر ريو غراندي، الذي يفصل المدينة عن إل باسو في ولاية تكساس الأميركية.
وتأتي هذه الملاجئ كجزء من خطة حكومية أوسع تُعرف باسم "المكسيك تحتضنكم"، تهدف إلى توفير الطعام، السكن المؤقت، الرعاية الطبية، والمساعدة في استصدار وثائق الهوية للمرحّلين. بالإضافة إلى ذلك، تخطط الحكومة لتجهيز أسطول من الحافلات لنقل المرحّلين من مراكز الاستقبال الحدودية إلى مدنهم الأصلية.
بدأت السلطات المكسيكية في مدينة سيوداد خواريز بناء ملاجئ خيام عملاقة، استعدادًا لتدفق كبير محتمل للمكسيكيين المرحّلين من الولايات المتحدة
ووعد ترامب بتنفيذ أكبر عملية ترحيل جماعي في تاريخ الولايات المتحدة، والتي يُتوقع أن تستغرق سنوات طويلة وتكون مكلفة للغاية. ووفقًا لتحليل أجرته مؤسسة El Colegio de la Frontera Norte، يعيش حوالي 5 ملايين مكسيكي دون تصريح إقامة في الولايات المتحدة، يأتي العديد منهم من مناطق مزقها العنف والفقر مثل ميتشواكان، غيريرو، وتشياباس.

وبينما تعلن الحكومة المكسيكية استعدادها لاستقبال المرحّلين، يخشى المدافعون عن حقوق المهاجرين أن تؤدي هذه العمليات إلى تشبع المدن الحدودية المكسيكية سريعًا، خاصة مع تعليق برنامج CBP One وإعادة العمل ببروتوكولات حماية المهاجرين، مما يجبر طالبي اللجوء غير المكسيكيين على الانتظار في المكسيك.
وقد أثار بعض المسؤولين مخاوف علنية حول نقص التنسيق الحكومي لاستقبال المرحّلين. من بينهم خوسيه لويس بيريز، مدير شؤون الهجرة في تيخوانا، والذي أُقيل من منصبه بعد تصريحاته حول ضعف الاستعدادات.
كما تعهدت وزيرة الداخلية المكسيكية، روزا إيسيلا رودريجيز، بأن تبذل الحكومة كل ما بوسعها لرعاية مواطنيها المرحّلين، رغم تباطؤ النمو الاقتصادي المتوقع. وحذّر خبراء من أن انخفاض التحويلات المالية التي يعتمد عليها العديد من المجتمعات المكسيكية قد يسبب اضطرابات اقتصادية خطيرة.
وبدأت فرق من الجنود المكسيكيين في بناء مطابخ صناعية في أحد ملاجئ الخيام الجديدة بمدينة سيوداد خواريز، بجوار معلم تاريخي صلّى فيه البابا فرانسيس عام 2016 محذرًا من أزمة إنسانية. ومع هذه الجهود المستمرة، يبقى السؤال حول مدى قدرة المكسيك على استيعاب ملايين المرحّلين في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة.