31-أكتوبر-2016

ملصق البانوراما

تنطلق الأربعاء في العاصمة المصرية القاهرة فعاليات الدورة التاسعة من "بانوراما الفيلم الأوروبي" (*)، بمشاركة 60 فيلمًا من 37 دولة أوروبية وعربية وآسيوية سيتم عرضها في 10 دور عرض بالقاهرة والمحافظات. وكانت إدارة البانوراما قد أعلنت عزمها على توسيع قاعدة البانوراما وعدم اقتصار عرض الأفلام على القاهرة فقط، فتقرر عرض الأفلام فى محافظات الإسكندرية والإسماعيلية وبورسعيد بالإضافة إلى زيادة عدد المدن في الدورات المقبلة.

وأكدت ماريان خوري، رئيسة بانوراما الفيلم الأوروبي، على أن البانوراما تعد فرصة للمهتمين بمشاهدة الأفلام التي لا تتاح لهم رؤيتها في الأوقات العادية أو في السينمات التجارية.


1- أفلام أوروبية حديثة:
تضم البانوراما 8 أقسام، أولها "أفلام أوروبية"، ويجمع هذا القسم مجموعة من الأفلام الأوروبية المنتجة خلال العامين الماضيين وحظيت بتقدير عالمي في مهرجانات دولية حول العالم، بالإضافة إلى بعض تجارب السينما المستقلة الأوروبية.

البانوراما تعد فرصة للمهتمين بمشاهدة الأفلام التي لا تتاح لهم رؤيتها في الأوقات العادية أو في السينمات التجارية

أبرز أفلام هذا القسم "حرب" للدنماركي توبياس ليندولم، والذي وصل العام الماضي إلى القائمة القصيرة لجائزة الأوسكار لفئة أفضل فيلم أجنبي. وهناك عدد من الأفلام المشاركة في الدورة الأخيرة من مهرجان كان السينمائي، مثل جديد الأخوين جان بيير ولوك داردان "الفتاة المجهولة" من بطولة الفرنسية الشابة آديل آنيل، والفيلم الروماني "سييرانيفادا" للمخرج كريستي بويو والذي اختارته رومانيا ليكون مرشحها في سباق الأوسكار لهذا العام.

اقرأ/ي أيضًا: أشرار العالم الجدد

وأخيرًا هناك فيلم "بعد الحب" للمخرج البلجيكي يواكيم لافوس من بطولة بيرينيس بيجو وسيدريك كان، وقد عُرض في تظاهرة "نصف شهر المخرجين" بمهرجان "كان". ومن كرواتيا يأتي فيلم "على الجانب الآخر" للمخرج زرنكو أجرثتا، وقد رشحته كرواتيا لتمثيلها في أوسكار أفضل فيلم أجنبي كما نال تنويهًا خاصًا في الدورة الأخيرة من مهرجان برلين السينمائي الدولي.


2- كلاسيكيات ووثائقيات وأعمال أولى:
أما القسم الثاني بالبانوراما فهو بعنوان "أفلام العمل الأول"، وهو أحد الأقسام المستحدثة منذ 4 أعوام، ويوفر هذا القسم فرصة لعرض عدة أعمال مبتكرة ومميزة للمخرجين الشباب.

دورة هذا العام تقدّم 10 أفلام لمخرجين من 7 دول مختلفة، أبرزها الفيلم التركي "رؤوف" للمخرجين بارِس كايا وسونير كانير، والذي تم عرضه في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي الدولي ٢٠١٦، كما حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان إسطنبول السينمائي الدولي ٢٠١٦.

كذلك يبرز فيلم "الانتظار" للمخرج بييرو ميسّينا من بطولة المخضرمة جولييت بينوش، وقد عُرض في المسابقة الرسمية بمهرجان فينيسيا السينمائي 2016 ونال تنويهًا خاصًا.

ومن ليتوانيا يأتي فيلم " ليلتان حتى طلوع الصباح" للمخرج ميكو كوبارينين، وقد حصل على جائزة أفضل إخراج من مهرجان مونتريال وورلد السينمائي الدولي 2015.


3- موعد مع الفيلم الوثائقي:
ويقدم هذا العام مجموعة مختارة من الأفلام التسجيلية التي تناقش موضوعات مختلفة، تعكس الطبيعة الإنسانية وأوضاع العالم المعاصر.

تتنوع تشكيلة الأفلام التي تقدمها البانوراما في هذا القسم، فهناك فيلم "حريق في البحر" للإيطالي الحائز على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين 2016، ومرشح إيطاليا في سباق الأوسكار 2017، ويناقش الفيلم مشكلات الهجرة غير المنظمة من خلال رصد الحياة على جزيرة "لامبيدوزا" اليونانية التي استقبلت على مدى الأعوام الماضية مئات المهاجرين بصورة يومية.

وهناك أيضًا "فيلم "أن تكون زلاتان" للمخرجين فريدريك وماغنوس غيرتن، والذي يقدّم إطلالة متفحصّة على نجم كرة القدم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش من خلال الاستعانة بأرشيف ضخم يرصد بدايات النجم السويدي مع نادي "مالمو" مرورًا بسنوات النضج والتألق مع نادي "أياكس" الهولندي وزميله المصري أحمد حسام "ميدو" ٢٠٠٥.

"أفلام العمل الأول"، وهو أحد الأقسام المستحدثة منذ 4 أعوام، ويوفر هذا القسم فرصة لعرض عدة أعمال مبتكرة ومميزة للمخرجين الشباب

وأخيرًا هناك الفيلم الفرنسي "موت الإله الثعبان" للمخرج داميان فروادفو، الحائز على جائزة أسبوع النقاد في مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي 2014.


4- كلاسيكيات البانوراما:
ويوفر هذا القسم فرصة نادرة للجمهور تتيح له إعادة مشاهدة أفلامًا أثرت في تاريخ السينما، من خلال مختارات الأفلام التي تعرض في سياق هذا القسم -والتي تم ترميمها حديثًا، وإعادتها لحالة تتناسب مع معايير العرض الحديثة- والتي تسعى البانوراما من خلال عرضها للإشادة بمن وقفوا في وجه الاستبداد، وإدانة القمع بجميع أشكاله؛ حيث تركز العروض على أفلام تناولت موضوعات تتعلق بالسعي من أجل الحرية، سواء عن طريق الدراما أو باستخدام الكوميديا. في دورة هذا العام يعرض القسم ثلاثة أفلام هي، "وداعًا بونابرت" ليوسف شاهين، و"الدكتاتور العظيم" لشارلي شابلن، و"روما، مدينة مفتوحة" للإيطالي روبيرتو روسيلليني.

اقرأ/ي أيضًا: نزهة في الغابة.. مغامرة عجوز لا تعيد شباب الحكاية


5- ملتقى طرق:
والذي يعود مجددًا في دورة هذا العام بعد الصدى الإيجابي الذي أحدثته نسخته الأولى عام ٢٠١٥، ويعرض هذا القسم أفلامًا تولَّدت كنتيجةٍ للتعاون بين الشرق الأوسط وأوروبا، وفيه يتم تسليط الضوء على القوة الحقيقية للسينما كمجال يتيح لقاءات مثمرة تخلق جسورًا تتخطى الفجوة بين واقع الأماكن المختلفة وبين الفواصل الجغرافية الاعتبارية التي تفصلها.

وسواء تم تصوير أوروبا بعيون صناع أفلام عرب، أو تم استكشاف الشرق الأوسط من منظور مخرجين أوروبيين، يعرض هذا القسم من البانوراما المجتمعات المختلفة من وجهة نظر صانع الأفلام الأجنبي، مما قد يلهم المشاهد بإعادة تأمل الوطن والذات بشكل جديد.

يحاول صناع أفلام مثل "عودي إلى الديار"، أو فيلم "باريسية" -اللذين يتناولان فكرة التهجير والاقتلاع من الجذور- أو الفيلم التسجيلي البريطاني "قصة حب سورية" -الذي يقدم علاقة عامر ورجب التي تخبو في نفس الوقت الذي يتشرذم فيه وطنهما- تصوير نبض المناطق التي تجري بها الأحداث من خلال مشوار أبطال أفلامهم، وقد يستخدمون الأسلوب الروائي أحيانًا، أو التسجيلي، أو عن طريق المزج بينهما في أحيان أخرى.


6- علامات سينمائية:
وفيه ثلاثة صنّاع أفلام مصريين باختيار ثلاثة أفلام أوروبية لعرضها من خلال البانوراما. هذا العام سيقوم كل من خيري بشارة، ومحمد حمّاد، وهالة لطفي بتقديم الـ "كارت بلانش" الخاص بهم؛ أي أن كل واحد منهم سيختار فيلمًا أثر في مشواره الإخراجي.

من ألمانيا إلى تشيكوسلوفاكيا، ومن كلاسيكيات حركة الموجة الجديدة إلى أجواء سوريالية مزدهرة، ستأخذ مختاراتهم الجمهور في رحلة عبر بلدان عديدة، وأساليب سينمائية مختلفة.

فتختار هالة لطفي فيلم "أولاندو غريب الأطوار" للمخرج الألماني أولريكه أوتينجر، ويختار خيري بشري فيلم "مراقب القطارات" للتشيكي جيري منزل، ويختار محمد حمّاد فيلم "بعيد" للتركي نوري بيلجي سيلان.

اقرأ/ي أيضًا: 10 حقائق مثيرة عن ثلاثية أفلام العراب

وتقوم البانوراما للمرة الأولى باستضافة كل من المخرج الذي قام باختيار أحد الأفلام، والمخرج الذي صنع الفيلم الذي وقع عليه الاختيار؛ حيث ستقوم بتنظيم نقاش حول فيلم "أورلاندو غريب الأطوار" يعكس التباين بين أسلوب المخرج "أولريكي أوتينجر" المميز، وبين رؤية المخرجة هالة لطفي الحداثية.


7- أقسام جديدة:
وتشهد الدورة التاسعة إضافة قسمين جديدين هما "عدسة المدينة" و"بانوراميشن". ويقوم قسم "عدسة المدينة" على استكشاف مدينة أوروبية معينة من خلال السينما. وفي نسخته الأولى سيسلط برنامجه الضوء على العاصمة الألمانية برلين المفعمة بالحيوية والمتميزة بتعدد الثقافات بها.

يهدف هذا القسم إلى استعراض السياقات التاريخية المختلفة التي شكلت هوية تلك المدينة، وسيتم استكشاف العديد من التوجهات والموضوعات السينمائية المختلفة التي تتخذ من برلين مصدر إلهامها ومنبع النبض الذي يضخ الحياة في روايتها.

ونظرًا لأن كل فيلم من الأفلام التي سيعرضها هذا البرنامج يقدم نسخته الخاصة من برلين، فبالتالي سيستقبل المُشاهد المدينة في كل مرة من خلال عيون المخرج في سياق الفترة التاريخية التي ينتمي لها.

تشهد الدورة التاسعة إضافة قسمين جديدين هما "عدسة المدينة" و"بانوراميشن"

ويرجع اختيار العاصمة الألمانية لعرض أفلام عنها في القسم الجديد إلى: "أن برلين تعد نموذجا للتكامل الأوروبي"، بحسب إدارة البانوراما، والتي أشارت إلى أنه سيتم اختيار دولة أخرى فى كل دورة من الدورات المقبلة للبانوراما.

من أهم أفلام القسم فيلم "أجنحة الرغبة" لفيم فندرز و"لولا تركض" لتوم تيكوير والفيلم التسجيلي "الشهوة والأصوات في برلين الغربية ١٩٧٩-١٩٨٩" للمخرج جورج إي هوبّيه، بالإضافة إلى فيلم "حياة الآخرين" للمخرج فلوريان هنكل فون دونيرسمارك، والحائز على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي في عام 2006.

أما قسم "بانوراميشن" فيشهد عرض مختارات من أفلام الرسوم المتحركة الطويلة والقصيرة من جميع أنحاء أوروبا في عروض جماهيرية، وتنظيم اجتماعات وحلقات نقاش يتاح حضورها للجماهير من الشباب وغيرهم.

وتقدم البانوراما لأول مرة لمحات من أساليب وتقنيات مختلفة في مجال أفلام الرسوم المتحركة، وستعرض أفلامًا تنتمي إلى أجيال مختلفة من صناع الأفلام، بالإضافة إلى العديد من القصص المتحركة التي تتراوح بين ما يعتبر من الكلاسيكيات، ووصولًا إلى أحدث ما أنتجته السينما.

وتستمر فعاليات الدورة التاسعة من بانوراما الفيلم الأوروبي من 2-12 تشرين الثاني/نوفمبر، ومن المقرر عرض الأفلام في ١٠ قاعات سينمائية، يأتي في مقدمتها القاعات الأساسية التي ستشهد عرض كل الأفلام وهي سينما "زاوية" بوسط القاهرة وسينما "كريم" بشارع عماد الدين.

وستكون هناك بعض العروض في سينما بلازا بالشيخ زايد وسينما بوينت 90 بالتجمع، بالإضافة لعروض أخرى في المراكز الثقافية بالقاهرة، وهي معهد جوتة بالدقي والمعهد الثقافي الإيطالي بالزمالك والمعهد الفرنسي بالمنيرة.

هذا إلى جانب بعض العروض التي تشهدها سينمات "أمير" و"دنيا" و"أركان" في الإسكندرية والإسماعيلية وبورسعيد على الترتيب.

 

(*) للاطلاع على الجدول الكامل لعروض البانوراما يمكنك زيارة صفحتها على "فيسبوك".

اقرأ/ي أيضًا:
بين فيلم Deepwater Horizon وفيلم sully
شجرة الحيَاة وشاعريّة ماليك التي لا تُضاهى!