10-نوفمبر-2017

تكشف وثائق مسربة عن خطة إماراتية لضرب الاقتصاد القطري (ديلوريس جونسون/ The National)

تسريبات جديدة من البريد الإلكتروني لسفير أبوظبي في واشنطن، يوسف العتيبة، تكشف عن فضيحة مؤامراتية أخرى للإمارات، تستهدف الاقتصاد الوطني القطري عبر التلاعب في الأسواق المالية، الأمر الذي يُعد مخالفًا تمامًا لأي أعراف دولية، حتى في حالات الحروب. موقع ذا إنترسيبت أعد تحقيقًا مطولًا عن هذه الدفعة الجديدة من التسريبات، ننقله لكم مترجمًا على جزئين، وفي السطور التالية الجزء الأول.


اكتُشفت مؤامرة إمارتية مخططة، لشن حرب مالية ضد قطر. وقد عُثر على هذه الخطة المؤامراتية ضمن مجلد "المهام" في البريد الإلكتروني لسفير أبوظبي في واشنطن، يوسف العتيبة.

كشف تسريب جديد من البريد الإلكتروني ليوسف العتيبة، عن مؤامرة إماراتية مخططة لضرب الاقتصاد القطري

تضمنت الخطة المؤامراتية التي تسربت ضمن ما تسرب من بريد العتيبة، هجومًا على العملة القطرية، من خلال التلاعب بالسندات وسوق المشتقات المالية. وإجمالًا، تهدف الخطة إلى ضرب الاقتصاد القطري.

اقرأ/ي أيضًا: تسريبات جديدة للعتيبة تفضح المفضوح: أبوظبي غاضبة من دعم الدوحة لمقاطعة إسرائيل

وضع الخطة وحدد استراتيجياتها بنك "هافيلاند" الخاص، ومقره لوكسمبورغ، وتملكه أسرة المستثمر البريطاني المثير للجدل، ديفيد رولاند. ومن بين استراتيجيات الخطة، تخفيض قيمة سندات قطر، وزيادة تكلفة تأمينها، ما يخلق أزمة عملة تستنزف احتياطيات البلد من النقد.

صورة لمجلد المهام على البريد الإلكتروني للعتيبة
صورة لمجلد المهام على البريد الإلكتروني للعتيبة

ولطالما كان رولاند على علاقة وثيقة بالسلطات الإماراتية، خاصة بولي عهد أبوظبي محمد بن زايد. ويعمل بنك رولاند حاليًا على إنشاء مؤسسةٍ مالية جديدة باسم "أنجلو جولف"، بالتعاون مع شركة إماراتية مملوكة بالكامل لحكومة أبوظبي. وجديرٌ بالذكر أن هذا المشروع مُنفصل المؤامرة التي تستهدف الاقتصاد القطري، لكنه يعكس في الوقت نفسه مدى قوة العلاقات بين بنك رولاند وسلطات أبوظبي.

هذا وكانت طموحات مؤامرة استهداف الاقتصاد القطري، كبيرة جدًا، إذ ترمي الخطة إلى التحكم في منحى العائد وتقرير مستقبل قطر اقتصاديًا. وتُشير وثيقة المخطط إلى الرسم البياني المعياري للصناعة المالية، التي من خلالها يتم توضيح تكاليف اقتراض قطر للديون المستحقة في التواريخ المختلفة. ويُعتقد أن ارتفاع وشكل منحنى العائد، هو انعكاس لمدى صحة الاقتصاد والتأثير على خيارات التمويل المتاحة لبلدٍ ما.

استهداف اقتصاد بلد ما عبر التلاعب المالي، أمرٌ منافٍ تمامًا لأي أعراف دبلوماسية، حتى في حالات الحرب!

ويُعد استهداف اقتصاد بلد ما، باستخدام التلاعب المالي، بمثابة قطيعة جذرية، ليس فقط مع المعايير التقليدية للدبلوماسية، بل وكذا التعامل بين البلدان في حالة الحروب!

اقرأ/ي أيضًا: تسريبات العتيبة.. إرهاب أبوظبي "الدبلوماسي" برعاية إسرائيلية

وعلى كل، تبدو الخطة التي تعرضها الوثيقة، بعيدة المنال، ويبدو أن من وضعها هو شخص ذو خبرة قليلة وربما معدومة، في أسواق الائتمان والعملات، وذلك وفقًا لما ذكره اثنان من الاقتصاديين الخبراء ممن راجعوا الخطة واطلعوا عليها. يقول أحدهما: "لا أستطيع تصديق أنهم وضعوا مثل هذا الكلام على الورق"، مُضيفًا بتعجب: "إنهم يتحدثون عن التواطؤ للتلاعب في الأسواق!".

ولا تُوجد أدلة قاطعة حتى الآن على أن الخطة قد بدأت بالفعل. ولا يُعرف على وجه الدقة إذا ما كانت ستنفذ بالفعل، خاصة بعد قرصنة بريد يوسف العتيبة.

واستطاع ذا إنترسيبت الوصول إلى نجل ديفيد رولاند، إموند رولاند، الرئيس التنفيذي لبنك هافيلاند في بريطانيا، وذلك عبر رقم هاتف محمول مدرج في الوثائق المسربة. توجه ذا إنترسيبت بالسؤال لرولاند الابن، عن وضع الخطة في الوقت الحالي، مع الإشارة إلى أنّها قد سُربت بالفعل، ليجيب بالنفي: "لم نفعل شيئًا من هذا القبيل". وحين سُئل عن مزيدٍ من التفاصيل، أجاب:"لا أستطيع إعطاء أي تعليق". وبعد المكالمة التي أجريت مع رولاند الابن، اتصل هربرت كوزولوف، المحامي بمكتب محاماة ريد سميث، وحاول، بالنيابة عن البنك، أن يشدد على نفي أي صلة للبنك بالخطة المسربة!

هذا وتشير البيانات الوصفية الموجودة في التسريبات، إلى شخص يُدعى فلاديمير بوليلي، يعمل محللًا في البنك، وهو الذي أعدّ تلك الخطة. رفض بوليلي استقبال أي مكالمة من ذا إنترسيبت، وبحسب موظف الاستقبال الخاص به، فقد أكّد المحامي كوزولوف على عدم استقبال أي مكالمة من ذا إنترسيبت، علمًا بأن ذا إنترسيبت لم تُبلغ كوزولوف بأن اسم بوليلي مُدرج في الوثيقة المسربة، وكان كوزولوف قد نفى أي علاقة بين البنك وبين هذه الوثيقة!

بيان مخطط المؤامرة الإماراتية لضرب الاقتصاد القطري
بيان مخطط المؤامرة الإماراتية لضرب الاقتصاد القطري

وفي حال تنفيذ هذا المشروع الجديد، فإنه يُنذر بتصعيد رهيب في الأزمة الواقعة بالفعل في المنطقة، والتي وصلت لمستويات غير مسبوقة، منذ حزيران/يونيو الماضي، عندما فرضت الإمارات والسعودية والبحرين ومصر حصارًا على قطر.

لا توجد أدلة قاطعة على بدء تنفيذ الخطة لكن مؤامرة حصار قطر تعد تخريبية أكثر من الخطة التي وصفها خبراء بأنها من شخص منعدم الخبرة

وكان وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تريلسون، قد أدان الحصار ودول الحصار، ووصفها بـ"المتعنتة". لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اتخذ موقفًا مغايرًا بدرجة كبيرة، ما شجع دول الحصار على الاستمرار في حصارها للدولة التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الخارج.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ولعٌ بالجنس والعاهرات ونوادي التعري.. شذرات من "الحياة القذرة" ليوسف العتيبة

جولة أمير قطر الخارجية.. استمرار تحقيق المكاسب وزيادة في إحراج دول الحصار