12-أبريل-2020

ارتبط اسم ستيفن جيرارد بليفربول، كذلك بالخيبات (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

لطالما ارتبط اسم ليفربول بفتاه المدلّل ستيفن جيرارد، هذا اللاعب الذي أخلص في الدفاع عن ألوان ناديه، وصنع معه الأمجاد غير مرّة، ولعب في صفوفه مدافعًا شرسًا عن القميص الأحمر لـ17 عامًا، خاض فيها 708 مباراة وسجّل خلالها 185 هدفًا وحقّق 10 بطولات، لن تجد في ليفربول شابًا دافع عن قميص الريدز بكلّ ما يملك مثلما فعل ستيفن جيرارد، فاستحقّ هذا اللاعب الدخول في خانة أساطير النادي التي لا تُنسى.

يشرف الآن ستيفن جيرارد على تدريب غلاسكو رينجرز الأسكتلندي، في أولى تجاربه كمدير فنّي، بعد مسيرة حافلة من الألقاب مع ليفربول كلاعب، نال خلالها دوري أبطال أوروبا موسم 2004/2005، وكأس الاتحاد الأوروبي وكأس السوبر الأوروبي، إضافة إلى كأس الدرع الخيرية، وكأس الرابطة التي أحرزها أربع مرّات، وكأس الاتحاد الإنجليزي الذي ناله مرّتين، كذلك لمع نجم خط الوسط بحضوره شبه الدائم مع المنتخب الإنجليزي، مثّل فريق الأسود الثلاثة في تصفيات ونهائيات بطولات كبرى ككأس العالم وكأس أمم أوروبا.

يحظى أسطورة ليفربول ستيفن جيرارد بمسيرة كرويّة مذهلة، لكن ثمّة هفوات ارتكبها تسبّبت بتغيير مفصلي في تاريخ اللعبة

هذه المسيرة الذهبيّة لستيفن جيرارد مع منتخب بلاده ونادي ليفربول، كان فيها الفتى الإنجليزي أحد أبرز مقوّمات النجاح وعناصره، لكنّه في الوقت نفسه ارتكب هفوات كارثيّة تسبّبت بتغيير خارطة البطولات التي يشارك بها، فبين ليلة وضحاها قد يتحوّل ستيفن جيرارد من صانع للأمجاد إلى جالب للخيبات، فكل اللاعبين معرّضون لارتكاب الأخطاء في لعبة كرة القدم، لكنّ ما ميّز هفوات ستيفن جيرارد هو توقيتها القاتل، إذ تسبّب جيرارد بشكل مباشر وغير مباشر عبر أخطائه في حرمان ناديه ليفربول من لقب البريميرليغ، كذلك شكّلت هفواته مع المنتخب الإنجليزي سببًا رئيسيًا في تغيير نتائج بعض المباريات لصالح الخصوم تارة، وتارة أخرى في وداع البطولات الهامّة ككأس العالم، نستعرض هنا أبرز خمسة أخطاء لا تغتفر في مسيرة النجم الإنجليزي المعتزل وأسطورة ليفربول ستيفن جيرارد.



1- يورو 2004:

وضعت القرعة منتخبات إنجلترا وفرنسا وكرواتيا وسويسرا بمجموعة واحدة، وجمعت المواجهة الافتتاحية في المجموعة بين المنتخبين الفرنسي والإنجليزي، كان من المنطقي أن الفريق الفائز سيحسم لاحقًا صدارة المجموعة لصالحه، ما يسهّل الأمر أمامه في الأدوار الإقصائيّة، لذلك اقتتل الفريقان على الظفر بالنقاط الثلاث، تقدّمت إنجلترا بهدف فرانك لامبارد في الشوط الأوّل، ونجح الحارس الفرنسي فابيان بارتيز في التصدّي لركلة جزاء، ليحافظ على آمال الفرنسيين في تعديل النتيجة.

اقرأ/ي أيضًا: قادة البريميرليغ ينشؤون صندوقًا خيريًا لمواجهة كورونا

 وصلت المباراة إلى الدقيقة الأخيرة، وما زال الإنجليز يتقدّمون بهدف وحيد، إلى أن استثمر زين الدين زيدان ركلّة حرّة مباشرة، مسجّلًا هدف التعديل الذي أفرح الفرنسيين، ولكن مع مواصلة اللعب من على خطّ المنتصف، وصلت الكرة لستيفن جيرارد، والذي فضّل إعادتها للحارس جيمس دون أن ينظر خلفه، فكان بانتظار الكرة تيري هنري الذي انفرد تمامًا بالحارس وحصل على ركلة جزاء، ترجمها بنجاح زيدان، ليقلب المهاجم الفرنسي الطاولة على الإنجليز في الوقت بدل الضائع، ويساهم جيرارد بخسارة إنجلترا المباراة، وتصبح إنجلترا لاحقًا وصيفة في المجموعة الثانية بعد فرنسا، وتواجه البرتغال صاحبة الضيافة في الدور ربع النهائي، وتخرج بركلات الترجيح.

2- هنري مجدّدًا:

بعد أقلّ من عامين على هفوة جيرارد في صفوف منتخب الأسود الثلاثة أمام فرنسا، والتي استغلّها تيري هنري أحسن استغلال، تواجه فريقا آرسنال وليفربول ضمن المرحلة الـ29 من الدوري الإنجليزي الممتاز، موسم 2005/2006، الفريقان يصارعان على الظفر بمراكز مؤهّلة لدوري أبطال أوروبا، مع ابتعاد تشيلسي في صدارة الترتيب، الفريقان متعادلان بهدف لكلّ منهما، وليفربول يتلقّى ضربة موجعة بطرد لاعبه تشابي ألونسو في الدقيقة 81، دقيقتان بعد ذلك ويضرب جيرارد فريقه  بإصابة أشدّ إيلامًا، حينما كرّر خطأه أمام فرنسا في يورو 2004، وأعاد الكرة لحارس مرماه دون أن يلحظ وجود تيري هنري، الأخير تلقّى الكرة بصدر رحب، وأودعها في المرمى بسهولة، ليعلن فوز فريقه في المباراة بهدفين لواحد.

 3- هدف في مرماه حرم الريدز من كأس الرابطة:

واجه ليفربول فريق تشيلسي في نهائي كأس رابطة المحترفين، موسم 2004/2005، وفي هذا اللقاء اقترب الريدز كثيرًا من حصد اللقب، بسبب تقدّمه منذ بداية المباراة بهدف للنرويجي جون آري ريزه، وقبل نهاية المباراة بعشر دقائق منح جيرارد فريق تشيلسي الأمل في العودة للقاء، حينما سجّل في مرماه بالخطأ هدف التعديل، عندما أخطأ في إبعاد كرة مرفوعة داخل منطقة الجزاء، وحوّلها برأسه في مرمى فريقه، انتهت المباراة في وقتها الأصلي بالتعادل، وانتصر تشيلسي بالوقتين الإضافيين بنتيجة 3-2، ونال اللقب على حساب الريدز.

4- ركلة ترجيح مهدرة أمام البرتغال:

شاركت إنجلترا في مونديال ألمانيا 2006 بجيل ذهبي، فريق يمتلك نجومًا أمثال ديفيد بيكهام وواين روني وستيفن جيرارد وفرانك لامبارد وجون تيري والكثير من نجوم اللعبة، سيكون مرشّحًا بالتأكيد لنيل كأس العالم، مسيرة منتخب الأسود الثلاثة كانت مثاليّة للغاية، سواء كان ذلك في التصفيات أو دور المجموعات بالنهائيات، تصدّرت إنجلترا مجموعتها وخاضت مع الإكوادور دور الستة عشر، وخرجت منتصرة بهدف وحيد، لتواجه البرتغال في الدور ربع النهائي، الأخيرة طردت إنجلترا من ربع نهائي يورو 2004 قبل عامين بركلات الترجيح، تكرّر السيناريو من جديد الآن، والفرصة مواتية للإنجليز من أجل النيل بثأرهم، وصلت المباراة لركلات الترجيح، لكنّ فرانك لامبارد وستيفن جيرارد فشلا في تسجيل ركلتيهما، ليتسبّبا بشكل مباشر في وداع ثان على التوالي لإنجلترا من بطولة كبرى عبر ركلات الترجيح، أمام منافس واحد اسمه البرتغال.

5- غلطة حوّلت حلم البريميرليغ إلى كابوس:

هي اللحظة الأسوأ بمسيرة قائد ليفربول بالتأكيد، الريدز يتصدّرون الدوري الإنجليزي الممتاز قبل ثلاثة مراحل من نهاية المسابقة، هم قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلم طال انتظاره، ألا وهو نيل اللقب الأوّل لهم بمسمّى البريميرليغ، الخصم هنا نادي تشيلسي الذي دخل ملعب الأنفيلد وعينه على تحقيق المفاجأة، الأمور سارت على ما يرام إلى أن أتت الكارثة مع غروب شمس الشوط الأوّل.

 حينها مرّر مامادو ساكو كرة لزميله جيرارد الذي كان آخر لاعبي فريقه في الخط الخلفي، لكنّ قائد ليفربول تزحلق فجأة وفشل في السيطرة على الكرة، لينقضّ مهاجم تشيلسي ديمبابا على الكرة ويسجّل هدفًا قاتلًا، حاول أصحاب الأرض كثيرًا تعديل النتيجة دون جدوى، بل نجحوا في تعزيز النتيجة ثواني المباراة الأخيرة من هجمة مرتدّة، لتحرم هذه الغلطة القاتلة فريق ليفربول من نيل لقب البريميرليغ الأوّل، ويتحوّل هذا الحلم إلى كابوس بالنسبة لستيفن جيرارد، والذي اعتزل اللعب دون أن يلامس كأس البريميرليغ.

اقرأ/ي أيضًا:

جوهرة أفريقيا ساديو ماني.. قصّة كفاحٍ أوصلته من العدم إلى النجوميّة

الآنفيلد لم يعد مرعبًا