17-أبريل-2018

فيليب نيتشكه (Getty)

هذه المادة مترجمة عن مقالة منشورة على موقع صحيفة "الغارديان" البريطانية، حول معرض الجنائز، الذي شهدته العاصمة الهولندية أمستردام في نسخته السنوية الثالثة، بمشاركة 80 شركة متخصصة في هذا المجال، وعرضت فيه أشكال مختلفة من التوابيت بتصاميم متنوعة، إضافة إلى بعض الأدوات الأخرى. 


عُرضت كبسولة انتحار مثيرةٌ للجدل، تُمكّن مستخدمها من قتل نفسه بضغطة زرٍ، في معرض أمستردام للجنازات يوم السبت الفائت. واخترعت الآلة التي صنعت عن طريق الطباعة ثلاثية الأبعاد والمسماة "ساركو Sarco" كناية عن "sarcophagus" أي التابوت الحجري، من قبل ناشط أسترالي مدافع عن القتل الرحيم يدعى فيليب نيتشكه، وبمساعدة المصمم الهولندي ألكسندر بانينك، وتأتي برفقة نعشٍ قابلٍ للفصل، ومٌركّبة على منصةٍ تحتوي عبوة نيتروجين.

يدافع فيليب نيتشكه عن حق الناس في الانتحار، سواء كان ذلك بسبب إصابتهم بمرض خطر أو لا

وقال نيتشكة إن "الشخص الذي يريد الموت يضغط زرًا ومن ثم تمتلئ الكبسولة بالنيتروجين. سيشعر هو أو هي بالدوار قليلًا لكنه سيفقد وعيه سريعًا ويموت". وأضاف قائلًا إن ساركو جهاز "يمنح الناس الموت حين يرغبون فيه".

عرض مخترعو الجهاز نموذجًا له، إلى جانب مجموعةٍ من نظارات الواقع الافتراضي لمنح الزوار تجربًة مشابهًة للحقيقة، توضح كيف سيكون الأمر عند الجلوس في القمرة، قبل الضغط على الزر في النهاية.

وبين نيتشكه أنه ينوي بناء أول قمرة جاهزة للعمل بشكل كامل، قبل نهاية العام. وبعد ذلك سيضع التصميم على شبكة الإنترنت، كملفٍ مفتوح المصدر حتى يكون بإمكان الناس تحميله. وأضاف نيتشكه أن هذا "سيعني أن كل من يريد بناء الآلة، بإمكانه تحميل مخططاتها وطباعة آلته الخاصة بشكل ثلاثي الأبعاد".

وحين سُئل عن الجدل المثار حول القتل الرحيم والعقبات القانونية التي تواجهه، قال إنه "في العديد من البلدان لا يعد الانتحار مخالفًا للقانون، لكن مساعدة شخص على الانتحار قد تكون كذلك. هذا موقف يختار المرء فيه أن يضغط زرًا بدلًا من أن يقف على سبيل المثال أمام قطار".

اقرأ/ي أيضًا: المغرب يشهد تزايدًا مقلقًا في حالات الانتحار.. فما السبب؟

وأضاف: "أومن بحق الإنسان الأساسي في اختيار وقت موته. هذا ليس امتيازًا طبيًا فقط للذين يعانون من المرض الشديد. إذا كنت قد مُنحت هبة الحياة، يجب أن تكون قادرًا عن التخلي عن هذه الهبة متى ما اخترت ذلك".

ويحج آلاف الزوار إلى معرض أمستردام السنوي للجنازات في كنيسة وستركيرك الشهيرة بالمدينة، حيث تعرض آخر صيحات الموت، مثل التوابيت القابلة للتحلل ونعش الجنازات المعدل على طريقة سيارات سباقات الشوارع.

لكن كبسولة ساركو جذبت جمهورًا كبيرًا، دفع الفضول العديد منهم لتجربة كرسي الآلة ونظارات الواقع الافتراضي. وقال ايت فيرستراتين، البالغ من العمر 52 عامًا والقادم من مدينة فينراي التي تقع في شرق هولندا: "كانت تجربًة فريدًة وشيئًا مثيرًا للاستغراب. لكنه جميلٌ وهادئٌ. ترى القمر، وترى البحر. الأمر مثيرٌ للاسترخاء".

لكن آخرين لم يعجبوا بالآلة. قال روب برونتيك البالغ من العمر 52 عامًا أيضًا: "حسنًا، أظن أن الأمر سخيفٌ جدًا. بل هو أمرٌ غبيٌ. لا أستطيع فهمه. لست مهتمًا بآلة ساركو هذه أبدًا".

 

اقرأ/ي أيضًا:

انتحار في العيد.. لماذا ينهي الشباب حياتهم في مصر؟

الانتحار.. غول أطفال تونس