25-أغسطس-2021

من دفتر لـ علي النجار/ العراق

يجب أن أقبلكِ الآن لا غدًا

قبل أن يصرخ الجميع

ضد كل من يحرك شفتيه،

قبل أن يترقبنا الأكاديميون

كما لو أننا في جنازة،

قبل أن تضاء الغرفة منسية كالقمر

فنتحجر كقطعتي معدن

في مداس الأرض.

يجب أن أقودك

إلى حقل مشذب العشب

إنني أحبك

بين الأزهار الخفيضة أكثر مما يتاح

لي في مكان عالٍ

وعما قريب سيجيء الليل بعجلة زورق

فيبدو كل غصنٍ ظلًا!

*

 

في زنزانة بحجم حرف جر

كان الحب أشبه بالملاطفة،

المكان معتم

وبإمكان كل واحد منا أن يحك

للآخر شيئًا قصيًا من جسده.

أحدهم ساعد رفيقه

بشأن أسفل ظهره

والآخر ساعدوه بحك ما خلف عينيه.

وأنا الكوكب البارد كجرح غابر

لا أريد لهذه الأصابع التي لم تغتسل بالنبع الهادر

أن تبلغ قلبي!

*

 

بعد أن تغمضي عينيك

تظل ثمة

عينان مفتوحتان.

بعد إنزالك يديك في القطار عند كل محطة

يظل لهما

خيالان ممدودان في البيت.

بعد أن تدفني وجهك

بين كتفيك

في زاوية الشارع

يصير المارة أشد ياسًا من الحمائم الميتة.

بعد أن تؤلفي كتابًا قصصيًا

يصبح خشب الرف الغابر

عشبًا للذكرى!

 

*

 

متغربون كأشقاء

في الرحلة، مستعدون لأن

نهب الرمال

أخف آثارنا.

علينا أن نبني بيوتنا على الأصابع

ثم نتشابك كالأطفال

بالطريقة التي تُهدَم بها الغرف!

 

اقرأ/ي أيضًا

أبي الحاضر الغائب.. أبي الغائب الحاضر

لا شيءَ يعدني بشيء