19-أكتوبر-2018

حاول سعوديون استدراج عبد العزيز إلى قنصلية بلاده في كندا (واشنطن بوست)

مع أن الصدمة قد لا تكون المفردة المناسبة، عندما يتم الحديث عن الانتهاكات السعودية بحق المعارضين والناشطين الحقوقيين، فهذا النوع من الجرائم أصبح رائجًا ومعروفًا، لكن ما يعرض هذا التقرير المترجم عن صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، صادم فعلًا. تبين الصحيفة الأمريكية من خلال تسجيلات حصلت عليها، الآليات التي تعمتد عليها السلطات السعودية لإسكات المعارضين، والإيقاع بهم، كما فعلت بخاشقجي، وإشعارهم أنهم مهددون وغير قادرين على التعبير عن آرائهم بحرية، في أي مكان كانوا.


ضغط عمر عبد العزيز زر التسجيل في هاتفه وسلَّه في جيب صدر سترته، حيث جلس في مقهى في مونتريال منتظرًا رجلين قالا إنهما يحملان رسالة شخصية من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

 تقدم التسجيلات صورة مرعبة عن الطريقة التي تحاول بها السعودية إغراء شخصيات المعارضة للعودة إلى المملكة، بتقديم وعود بالحصول على المال، وضمان السلامة

عندما وصلوا، سأل عبد العزيز - وهو ناشط سعودي معارض يبلغ من العمر 27 عامًا- عن سبب قطعهم كل هذه المسافة إلى كندا لرؤيته.  أجاب أحد المبعوثين متحدثًا عن عبد العزيز بضمير الغائب، قائلًا: "هناك سيناريوهان". الأول، يستطيع فيه العودة إلى السعودية، إلى أصدقائه وعائلته. وفي الثاني "يذهب عمر إلى السجن". ثم سألا، ماذا سيختار عمر؟

لتوضيح  مدى خطورة الوضع في الوطن، أحضر الزائران أحد أخوة عبد العزيز الأصغر منه من السعودية إلى الاجتماع. ناشد عبد العزيز شقيقه بالبقاء هادئًا.

قدّم المعارض السعودي، وهو أحد المقربين من الصحفي المفقود جمال خاشقجي، التسجيلات السرية - التي احتوت على أكثر من 10 ساعات من المحادثات - إلى صحيفة واشنطن بوست. وهي تقدم صورة مرعبة عن الطريقة التي تحاول بها السعودية إغراء شخصيات المعارضة للعودة إلى المملكة، سواء كان ذلك بتقديم وعود بالحصول على المال، وضمان السلامة. وقد تصاعدت هذه الجهود بشكلٍ حاد منذ أن أصبح محمد وليًا للعهد في العام الماضي، وفقًا لما صرحت به المنظمات الحقوقية.

قال العديد من أصدقاء خاشقجي إن كبار المسؤولين السعوديين المقربين من ولي العهد اتصلوا به في الأشهر الأخيرة، بل وعرضوا عليه شغل منصب حكومي رفيع المستوى، إذا ما عاد إلى المملكة. لكنه قال إنه لم يثق في العرض، خشية أن يكون الأمر خدعة. وبحسب التسجيلات التي رصدتها الاستخبارات الأمريكية لمسؤولين سعوديين، فقد أمر ولي العهد بالقيام بعملية لاستدراج خاشقجي من محل إقامته في ولاية فرجينيا للعودة إلى السعودية، واعتقاله.

لم يظهر لخاشقجي أثر منذ أن زار القنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من شهر تشرين الأول/ أكتوبر. وقد خلُص المحققون الأتراك إلى أنه قُتل داخل القنصلية ثم قُطّع جسده. بينما صرح المسؤولون السعوديون أنهم ليس لديهم أية معلومات عن مصيره.

قال العديد من أصدقاء خاشقجي إن كبار المسؤولين السعوديين المقربين من ولي العهد اتصلوا به في الأشهر الأخيرة، بل وعرضوا عليه شغل منصب حكومي رفيع المستوى، إذا ما عاد إلى المملكة

قال عبد العزيز، الذي حصل على حق اللجوء السياسي في كندا، إنه كان يعمل على عدد من المشاريع مع خاشقجي التي ربما تكون قد أعطت القيادة السعودية مزيدًا من الأسباب الإضافية لإزاحته عن الطريق. فقد أرسل له خاشقجي مبلغ 5.000 دولار لمشروع أطلقوا عليه اسم "النحل" (the bees) - وهي مبادرة لبناء "جيش" على الإنترنت داخل السعودية للتصدي للذباب الإلكتروني/ اللجان الإلكترونية الموالية للحكومة على الإنترنت. وقال عبد العزيز أيضًا إن الثنائي كانا يعملان أيضًا على إنتاج فيلم قصير وإنشاء موقع إلكتروني يتابع شؤون حقوق الإنسان، وإطلاق مشروع لدعم الديمقراطية.

كان من المفترض أن يكون هذا العمل سريًا. إلا أن عبد العزيز قال إنه وقع ضحية لبرامج التجسس السعودية هذا الصيف. وأضاف: "كان لديهم كل شيء، لقد رأوا الرسائل المتبادلة بيننا. وتنصتوا على المكالمات التي أجريناها".

قرأ/ي أيضًا: اغتيال خاشقجي وهوس السلطة بالقتل

وقد ورد في المقطع الذي سجله عبد العزيز، قول الزائرين مرارًا إنهما مُرسلان من قِبل ولي العهد شخصيًا. كما ذكرا أيضًا أنهما يعملان تبعًا لأوامر سعود القحطاني، أحد كبار المخططين الاستراتيجيين والمنفذين لدى ولي العهد.

كان القحطاني هو من هاتف خاشقجي -حسبما قال لأصدقائه- في الأشهر التي سبقت اختفاءه، وحثه على إنهاء منفاه الاختياري والعودة إلى السعودية.

أشار عبد العزيز إلى أنه غادر السعودية  في بادئ الأمر عام 2009 للدراسة في كندا. وتمكن من الحصول على عدد كبير من المتابعات على موقع تويتر أثناء ثورات الربيع العربي، وبعد ذلك، وهو لا يزال يدرس في جامعة مكغيل، بدأ برنامجًا شهيرًا على موقع يوتيوب، واشتهر بانتقاده وسخريته من القيادة السعودية. ثم حصل على إقامة دائمة في كندا في عام 2014.

نشأت صداقة بين عبد العزيز وخاشقجي بعد انتقال الصحفي السعودي إلى واشنطن في صيف عام 2017. تحدث عبد العزيز عن ذلك قائلًا: "كان وحيدًا عندما غادر المملكة. ودار بيننا حديث عن العيش في الخارج بعيدًا عن عائلاتنا، وأحوال الحياة والمشاريع التي سنقوم بها.. فقد كان جمال بمثابة أبٍ، وصديقٍ لي".

كان "جيش النحل" فكرة عبد العزيز، لكنه قال إنها نالت استحسان خاشقجي. وبينما كان الأخير ينتقد القيادة السعودية خلال عمله ككاتب عامود مساهم في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، لاقى هجومًا من حسابات تويتر الموالية للحكومة التي يشير إليها النشطاء السعوديون باسم "الذباب الإلكتروني".

قال عبد العزيز إن "جمال تعرض للكثير من الإهانات من قبل الحسابات الآلية السعودية"، وأضاف أنهم "كانوا يركزون على جمال لأن صوته كان مسموعًا في وسائل الإعلام الغربية".  اقترح عبد العزيز تشكيل حركة مضادة على الإنترنت. بيد أنه كان يحتاج فقط إلى بعض النقود لتأسيسها بنجاح. وأضاف: "لقد أطلقنا عليهم اسم جيش الذباب، وأطلقنا على أنفسنا اسم جيش النحل".

في هذا السياق، يروي المعارض السعودي أن الخطة تضمنت شراء بطاقات تشغيل هواتف محمولة SIM بأرقام كندية وأمريكية يمكن أن يستخدمها السعوديون داخل المملكة. نظرًا لأنه يجب التحقق من حسابات تويتر برقم الهاتف، ولذلك يخشى النشطاء في السعودية من ربط أرقامهم السعودية بحساباتهم على موقع تويتر، خوفًا من تتبعهم واعتقالهم بسبب انتقاداتهم للحكومة. وبالفعل تمكنوا من تخصيص 200 بطاقة هاتف محمول للأشخاص المنوط بهم القيام بتلك المهمة.

كما طلب خاشقجي من عبد العزيز مساعدته في إنتاج فيلم قصير يوضح كيف تُقسم القيادة السعودية البلاد. وطلب أيضًا مساعدته في تصميم شعار لمؤسسة جديدة كان يقوم بتشكيلها -  تحت اسم "الديمقراطية للعالم العربي الآن" (Democracy for Arab World Now). كما ساعده عبد العزيز في تصميم موقع على الإنترنت لمتابعة قضايا حقوق الإنسان.

توجس خاشقجي خِيفةً بشكلٍ خاص من مشروع بطاقات الهواتف المحمولة. وفقًا لما ذكره عبد العزيز، فقد قال له "إن هذا المشروع خطيرًا للغاية، وينبغي أن تكون حذرًا.. تويتر هو منبرنا الوحيد. ليس لدينا برلمان".

كتب خاشقجي إلى عبد العزيز في رسالة بتاريخ 21 حزيران/ يونيو، قال فيها: "سأحاول الحصول على المال.. ينبغي لنا أن نفعل شيئًا. أنت تعرف أحيانًا أنني أتأثر بهجماتهم".

بعد يومين، قام عبد العزيز بطلب شراء على موقع أمازون. وضغط على رابط أُرسِل إلى هاتفه لمتابعة توصيل الطرد. لكنه شك في أن هذا الإجراء أصاب هاتفه. حيث تلقى في شهر آب/ أغسطس الماضي،  تحذيرًا من معمل "Citizen Lab" - هو معمل متنوع التخصصات مقره كلية منك للشؤون العالمية في جامعة تورنتو، كندا، يُحقق في جرائم التجسس الرقمي ضد نشطاء المجتمع المدني- أن هاتفه ربما قد تعرض للاختراق. وقبل أسبوعين، توصلت المجموعة "بدرجة عالية من الثقة" إلى أن هاتفه المحمول قد استُهدف. وأفادت المجموعة أنها تعتقد أن المُشغل مرتبط بـ "الحكومة والأجهزة الأمنية السعودية".

قال عبد العزيز إن أحد الرجال، استمر لعدة شهور يعرض عليه عدة مبادرات من أجل إعادته إلى السعودية. ويتذكر عبد العزيز أنه قال له، إذا كان لدى الرجل رسالة، فليحضرها إلى كندا. وقالوا له إنه يمكنه أن يحظى ببداية جديدة في السعودية. وعلى ذلك، فقد أخبرهم أنه سيعود وأنشأ مجموعة على تطبيق واتساب تسمى "عهد جديد" (New Era) في الـ 30 من شهر آذار/ مارس، وفقًا لما تُظهره الصور الملتقطة للشاشة.

في ذلك الوقت، حظى ولي العهد الحازم البالغ من العمر 32 عامًا، على قدر كبير من الدعاية الإيجابية. فقد اختتم للتو زيارة رفيعة المستوى إلى الولايات المتحدة، حيث التقى بعدة مشاهير مثل بيل غيتس، وجيف بيزوس مالك جريدة واشنطن بوست والممثل والمصارع، دواين دوغلاس جونسون، والمعروف أيضًا بلقب ذا روك.

لكن الهدوء قد خيم على الجالية السعودية المتمردة. فقد ألقى الأمير القبض على النشطاء واعتقل رجال الأعمال في فندق ريتز كارلتون بالسعودية.

كما أن النشطاء الذين يعيشون خارج البلاد لم يكونوا محصنين. فقد اختُطفت إحدى أشهر الناشطات السعوديات، لجين الهذلول، من الشارع في إمارة أبوظبي، واقتيدت إلى السعودية. وعلى الرغم من أنه أُفرج عنها بعد أيام قليلة من الاحتجاز، فقد مُنعت من السفر وأُمرت بعدم التحدث علنًا. ثم اعتقلت مرة أخرى فيما بعد، وواجهت عدة اتهامات من بينها التخابر مع "كيانات أجنبية"، ولا تزال تقبع في السجن حتى الآن.

وفي وضع شبيه، قال الأمير خالد بن فرحان آل سعود، المنشق عن الأسرة السعودية الحاكمة، واللاجئ في ألمانيا، إنه كان هدفًا لما يعتقد أنها مؤامرة مماثلة حكيت ضده في أيلول/ سبتمبر الماضي. وأضاف أن أقاربه أخبروه أنه سيحصل على شيك من الدولة لمساعدته في الخروج من الضائقة المالية التي يعاني منها، إذا سافر إلى القاهرة. لكنه لم يغادر ألمانيا لمدة سبع سنوات خوفًا من أن يتعرض للاختطاف.

تعليقًا على ذلك، قالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "ترسل السعودية إشارة واضحة ومدروسة للغاية، مفادها أنك لن تنال حريتك أبدًا. أينما كنت، لن تُصبح حرًا لقول ما تريد".

 قال الأمير خالد بن فرحان آل سعود، المنشق عن الأسرة السعودية الحاكمة، واللاجئ في ألمانيا، إنه كان هدفًا لما يعتقد أنها مؤامرة مماثلة حيكت ضده في أيلول/ سبتمبر الماضي

نصح خاشقجي عبد العزيز بالحرص على مقابلة هؤلاء الرجال في أماكن عامة وعدم العودة إلى المملكة معهم بأي حالٍ من الأحوال. وأشار إلى قول خاشقجي له، "إذا كنت ترغب في الحصول على المال، فهذا قرارك، لكن لا ترجع معهم. لا تصدقهم".

قرأ/ي أيضًا: كيف ورط خاشقجي السعودية باختفائه أكثر من مقالاته؟

عندما بدأ الزائران السعوديان عرضهما على عمر خلال المقابلة التي جرت في الـ 15 من شهر أيار/ مايو، في مقهى "جولييت إيه شوكولا" (Juliette et Chocolat) في مونتريال، كانت أغنية "سويت كارولين" (Sweet Caroline) للمغني نيل دايموند، تُغنّى في الخلفية.  وصف أحد الرجلين خاشقجي بأنه شخص مزعج، لكنه يفكر في العودة إلى السعودية. وينبغي على عبد العزيز أن يفعل ذلك أيضًا.

وقال أحدهما: "عمر، للتعامل معك، لم نأت بأوامر من وزير أو سفير. لقد جئنا بتوجيهات من قمة الهرم، الأمير شخصيًا، ولا يمكن لأحد التعامل مع هذا الموضوع بشكل أفضل من الأمير نفسه".

استمعت صحيفة واشنطن بوست إلى أكثر من 10 ساعات من التسجيلات التي قدمها عبد العزيز، والتي يقول إنها سُجّلت خلال المقابلات التي أجراها مع الرجلين على مدى أربعة أيام في شهر أيار/ مايو. تُظهر بيانات الملفات أن التسجيلات تمت في الأوقات التي حددها. كما توافق رسائل الواتساب المتزامنة مع الزيارة قصته. طلب عبد العزيز عدم إعلان هوية الرجلين. وقال إنه لا يعرف ما إذا كانوا يعملون لحساب الاستخبارات السعودية أم أن الحكومة أجبرتهم على محاولة إعادته. ولم يستجيب الرجلان، وكلاهما من الشخصيات العامة التي تتحدث لدعم ولي العهد، على المكالمات أو الأسئلة التي أرسلتها صحيفة واشنطن بوست لهما يوم الأربعاء. قال أحدهما إنه سيرسل ردًا لكنه لم يفعل. كما لم يتم الرد على المكالمات التي تلقاها المتحدث باسم وزارة الخارجية السعودية.

بدت نبرة أغلب الحديث مرحة وودية. يقول عبد العزيز"لقد بدأوا بالجزرة، محاولين إقناعي بالعودة، وجلب أخي". ووضح أنه ظنَّ في ذلك الوقت أنهم يريدون إعادته إلى المملكة، ورشوته، ثمّ استخدام متابعيه الكُثُر على وسائل التواصل الاجتماعي في الدعاية للسعودية. إلا أنه في خضم المحادثة، حثه الرجال على زيارة السفارة السعودية معهم للحصول على جواز سفر جديد - وهو طلب يعدّه الآن ذا دوافع شريرة منذ اختفاء خاشقجي داخل القنصلية في اسطنبول.

بَيّن له الرجلان خياراته في المقهى. قال أحدهم إنه في أحد السيناريوهات، سيعود عبد العزيز إلى السعودية، ويصبح الوضع مربحًا للجانبين، "فعمر مستفيد، لأنه سيعود إلى وطنه، وعلى الجانب الآخر، فالدولة رابحة وسعيدة أيضًا". وأضاف أن عودته للملكة، يمكن أن تساعد في تلميع صورتها. فقد انفقت الحكومة بالفعل ملايين الدولارات خلال زيارة ولي العهد لواشنطن لتعزيزها. "وهذا يدل على استعداد المملكة لاتخاذ مثل هذه الخطوة".

واصل الرجل حديثه قائلًا: أما في السيناريو الثاني، فسيخسر الجميع. "سيخسر عمر لأنه سيذهب إلى السجن، إذ سيُلقى القبض عليه في المطار". وستخسر الحكومة أيضًا. وبما أن عبد العزيز ليس رمزًا معارضًا كبيرًا، فإن أي "معلومات" يُحصَل عليها منه حال احتجازه "لن تكون ذات فائدة كبيرة للدولة". ثمّ إن "الدعاية السيئة" من جماعات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام التي سَتغطي اعتقاله، سَتضُرّ الحكومة.

تتحول المحادثة في بعض مراحلها إلى مقدار المال الذي يمكن أن يكسبه عبد العزيز إذا قبل عرضهم. يقول عبد العزيز إن السعودية تدين له بمبلغ 412 ألف دولار كندي لقيامها بقطع المدفوعات الحكومية لمنحته الدراسية.  ويضيف في مقابلة أخرى: "سوف آخذ المال. سوف أعطيه للمشردين في مونتريال، أو لمستشفى سرطان أو أشتري ساعة جديدة ثم أكسرها، لا يخص هذا أحدًا غيري".

خلال المناقشات، استمر تواصله مع يحيى العسيري، وهو ناشط سعودي في مجال حقوق الإنسان يعيش في لندن. يقول العسيري: "ظللت أسأله هل تريد أي شيء؟ هل تريد أن تجد حلًا وسطًا معهم؟ لكنه قال: لا، لا، لا، أريد أن أعرف فقط ماذا يُريدون مني. في رأيي، كان ما يريدونه واضحًا. أرادوا منه أن يعود. للتخلص من عمله وإسكاته".

يضيف عبد العزيز أنه لم تساوره أية نوايا للعودة. وقال الرجال إنهم لن يُحولوا أية أموال قبل عودته. رفض العرض، وفي نهاية المطاف غادر الرجال مونتريال بدونه. يتابع عبد العزيز أنه في أوائل آب/ أغسطس، أُلقى القبض على أخويه الصغيران  في السعودية، بالإضافة لثمانية من أصدقائه، ثم توقف محاولًا منع دموعه من الانهمار. بعدها راسل أحد الرجلين الذين زاراه في أيار/ مايو. قال له، وفقًا للقطات المؤخوذة من على شاشة هاتفه: "أفهم أنك مجرد وسيط، اسألهم عن مطالبهم".

أتى الرد، مشيرًا إلى مشروع النحل؛ "تحدثت المجموعة كثيرًا عن حسابات وسائل التواصل الاجتماعي. وهم يعرفون أنك تملكها". لكن عبد العزيز قال إنه لن يستسلم. "لقد اخترقوا هاتفي وسجنوا أشقائي وخطفوا وربما قتلوا صديقي، لكنني لن أتوقف".

 

قرأ/ي أيضًا:

دفاعًا عن حقوق المرأة أم تطلعات ابن سلمان؟!

محمد بن سلمان.. قمع وابتزاز نحو العرش بمشورة حبيب العادلي!