16-فبراير-2021

أفراح برشلونة الجنونيّة إثر الريمونتادا الشهيرة قبل 4 أعوام (Getty)

تتجه الأنظار مساء اليوم الثلاثاء إلى ملعب الكامب نو، حيث يواجه برشلونة نادي باريس سان جيرمان في قمّة مباريات ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، كما يرحل ليفربول إلى المجر من أجل ملاقاة لايبزيج الألماني ضمن الدور نفسه.

 

برشلونة  X باريس سان جيرمان

فور سماعك لثنائيّة برشلونة وباريس سان جيرمان، سيتبادر إلى ذهنك على الفور أعظم ملاحم دوري أبطال أوروبا في تاريخه، حينما حقّق برشلونة ريمونتادا تاريخيّة قلب فيها تخلّفه ذهابًا في دور الـ16 برباعيّة نظيفة، إلى انتصار تاريخي بستّة أهداف لواحد، وقتها اقترب الباريسيون كثيرًا من بلوغ ربع النهائي، ووصل برشلونة إلى الدقيقة 88 وهو متقدّم بنتيجة 3-1، احتاج النادي الكاتالوني إلى تسجيل ثلاثة أهداف فيما تبقّى من وقت، وفعلها كما يعلم الجميع بطريقة بقيت محفورة في الأذهان.

الأقدار وضعت الفريقين مجدّدًا في الدور نفسه، هي فرصة مثاليّة للنادي الفرنسي من أجل الأخذ بثأره من تلك الهزيمة التي مضى عليها أربعة أعوام، تبدّلت الكثير من الأمور خلالها، لم يعد برشلونة أقوى فريق في أوروبا، أو أحد أبرز المرشّحين لنيل لقب دوري الأبطال، تأهّل إلى هذا الدور وصيفًا لمجموعته، فيما اعتلى الباريسيون ترتيب مجموعتهم الحديدية، وكانوا سببًا رئيسيًا لإقصاء فريق قوي اسمه مانشستر يونايتد منها.

يقاتل باريس سان جيرمان بشراسة على صدارة الدوري الفرنسي، فيما فقد برشلونة الأمل في المنافسة على الليغا بشكل كبير، مع تغريد أتلتيكو مدريد وحيدًا وبعيدًا في المركز الأوّل، كذلك أصبح النادي الكاتالوني قاب قوسين أو أدنى من وداع مسابقة الكأس، بعدما خسر ذهاب نصف النهائي بهدفين دون رد أمام إشبيلية.

بطل الريمونتادا التاريخيّة سابقة الذكر كان البرازيلي نيمار، وحينما وضعت القرعة النادي الفرنسي أمام برشلونة، افترض الكثيرون أن نيمار سيلعب أمام فريقه السابق، وسرت خيالات بعضهم حول مراوغته لدفاعات زملاءه السابقين، وما إن كان سيتحاور مع ميسي بعد المباراة، ويهمس بأذنه مطالبًا إيّاه بالانتقال لفرنسا من أجل العودة للأيام الخوالي، لكنّ هذه الخيالات أنهتها إصابة النجم البرازيلي، والذي تأكّد غيابه عن مواجهة ناديه السابق، وزاد الأمور سوءًا إصابة النجم الأرجنتيني أنخيل  دي ماريا.

الأوضاع الراهنة العامّة تشير إلى تفوّق باريس سان جيرمان من نواحٍ عديدة، لكنّ الأحوال الآنيّة قد ترجّح كفّة البارسا، فمع إصابة نجمَي باريس سان جيرمان افتقد الفريق إلى نجميه الأوّل والثالث، وسيعوّل بالدرجة الأولى على نجمه الثاني كيليان مبابي، في وقت يشهد خلاله البارسا تحسّنًا ملحوظًا على صعيد الأداء والنتائج، نجمه ليونيل ميسي عاد إلى حاسّته التهديفية، وعجلة الإمتاع الكروي دارت مجددًا بين قدميه، وساهم ذلك بشكل كبير في تحقيق البارسا الانتصار في آخر سبع مباريات له بالليغا.

لايبريج X  ليفربول

تعذّب لايبزيج كثيرًا حتّى بلغ هذا الدور، حينما احتلّ المركز الثاني في مجموعته وأطاح بمانشستر يونايتد خارج المسابقة، بعكس ليفربول الذي تصدّر مجموعته وضمن التأهّل مسبقًا إلى ثمن النهائي، وحينما وضعت القرعة الفريقين في هذا الدور، لم يجرؤ أحدٌ على توقّع بلوغ لايبزيج الدور التالي، أو على الأقل لم يجاهر من آمن بذلك بتوقّعه، لكنّه هذه الفئة أصبحت تتحدّث عن ذلك بكلّ ثقة، وبات صوتها يسمع الكثيرين، فقد تبدّلت الكثير من الأمور منذ وقت إجراء القرعة حتّى الآن.

فليفربول حامل لقب البريميرليغ يعيش أسوأ فتراته، تراجع ترتيبه إلى المركز السادس بالدوري الإنجليزي، ودخل نفقًا مظلمًا لم يخرج منه حتّى الآن، في آخر 10 جولات من البريميرليغ لم يحصد سوى تسع نقاط، وهُزم في آخر ثلاث مباريات جميعها، بعكس لايبزيج الذي وضع نفسه كأبرز منافسي البايرن على لقب الدوري الألماني، فيحتلّ المركز الثاني خلف بطل العالم، يتخلّف عنه بفارق خمس نقاط، ويتفوّق على صاحب المركز الثالث بمثلها، كانت الانتصارات المتتالية في آخر ثلاث مراحل بالبوندسليغا سببًا رئيسيًا في تحقيق ذلك.

رغم كلّ ذلك يبقى ليفربول هو المرشّح الأبرز لخطف بطاقة التأهّل من حصيلة مواجهتي الذهاب والإياب، وربّما يجد في المنافسة الأوروبية فرصة مثاليّة لمصالحه جماهيره من جهة، وعودة الثقة من جهة أخرى، فهو يدرك جيّدًا أن لايبزيج أصبح يمتلك خبرة جيّدة في هذه المسابقة، والتي بلغ في نسختها السابقة الدور نصف النهائي، علمًا أن المجر ستحتضن مواجهة الذهاب مساء اليوم عوضًا عن مدينة لايبزيج، بسبب تدابير وقائية من فيروس  كورونا اتخذتها السلطات الألمانية، والتي تمنع بموجبها استقبال الفرق الأوروبية. 

 

اقرأ/ي أيضًا

قرعة متوازنة.. برشلونة يصطدم بباريس سان جيرمان في ثمن نهائي دوري الأبطال

خروج مدوٍّ.. لايبزيج يطيح بمانشستر يونايتد خارج دوري أبطال أوروبا