26-نوفمبر-2021

(Getty Images)

ألتراصوت-فريق التحرير

ألغت فرنسا محادثات رفيعة المستوى مع المملكة المتحدة احتجاجًا على رسالة نشرها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بشأن أزمة المهاجرين. وأبلغ وزير الداخلية الفرنسي نظيرته البريطانية بأنه لم يعد مرحبًا بها خلال الاجتماع الأوروبي حول قضايا المهاجرين المزمع انعقاده مطلع الأسبوع المقبل. بدوره قال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابريال عطال ان الرسالة ليست في مكانها من ناحية الشكل وغير لائقة في الجوهر.

 طلب جونسون من الرئيس الفرنسي استعادة جميع المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى بلاده آتين من فرنسا

وكان رئيس الوزراء البريطاني قد طلب من الرئيس الفرنسي استعادة جميع المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى بلاده آتين من فرنسا، في رسالة نشرها عبر حسابه على تويتر، وأقترح فيها على ماكرون خطة من خمس خطوات للحد من الهجرة الغير شرعية، تقضي بتسيير دوريات مشتركة للحد من القوارب التي تبحر من فرنسا نحو بريطانيا وعلى متنها مهاجرون، بالإضافة الى تعزيز التعاون بين الأجهزة المعنية في البلدين التي تراقب المياه وتنظيم المراقبة من الجو. كما اقترح جونسون الإسراع في تبادل المعلومات في إطار عمل جهاز الاستخبارات المشترك للقبض على المزيد من الأشخاص المتورطين في شبكات تهريب المهاجرين سواء في بريطانيا أو في فرنسا.

كما دعا رئيس الوزراء البريطاني الرئيس الفرنسي إلى التوصل إلى اتفاق إعادة قبول ثنائي للسماح بعودة جميع المهاجرين غير الشرعيين الذين يعبرون المانش، مذكرًا بأن الاتحاد الأوروبي أبرم اتفاقيات إعادة قبول مع دول مثل بيلاروسيا وروسيا. وأكد جونسون أن تلك الخطوات سيكون لها تأثير فوري وسيقلل بشكل كبير إن لم يكن سيوقف تمامًا عمليات العبور وينقذ الأرواح من خلال كسر نشاط عمل شبكات العصابات الإجرامية التي تقوم بتهرّيب هؤلاء المهاجرين.

وسبق رسالة رئيس الوزراء البريطاني  بوريس جونسون تحذير من الرئيس الفرنسي  إيمانويل ماكرون بعدم استخدام حادث غرق قارب المهاجرين لتحقيق أهداف سياسية. فقد أعلن قصر الإليزيه الخميس أن الرئيس الفرنسي طلب من رئيس الوزراء البريطاني خلال اتصال هاتفي التعاون بشكل تام وعدم استخدام الحالة المأساوية لتحقيق أهداف سياسية، وأكد ماكرون على ضرورة اتخاذ الإجراءات المناسبة مع احترام روح التعاون الجدي بما أن المسألة تتعلق بإنقاذ حياة الناس.

بدوره صرح المتحدّث باسم رئاسة الحكومة البريطانية مساء الأربعاء أنّ لندن وباريس اتّفقتا على الضرورة الملحّة لتعزيز التعاون بينهما لمكافحة "عمليات العبور المميتة" التي يقوم بها المهاجرون عبر بحر المانش، وقال أن الجانبين اتفقا على الضرورة الملحّة لتعزيز جهودهما المشتركة لمنع عمليات العبور وعمل كل ما بوسعهما لتوقيف العصابات التي تعرّض أرواح أناس للخطر، مشيرًا إلى أن الزعيمين كانا واضحين من أنّ الخسارة المأساوية للأرواح التي سجّلت تمثّل تذكيرًا صارخًا بضرورة إبقاء جميع الخيارات على الطاولة لوقف عمليات العبور المميتة وكسر نموذج العمل الذي تتّبعه العصابات الإجرامية التي تقف وراء عمليات التهريب.

وقضى الأربعاء 27 مهاجرًا على الأقل بعدما غرق زورقهم قبالة كاليه الفرنسية شمال البلاد من حيث انطلقوا خلال محاولتهم العبور نحو السواحل البريطانية في أكبر كارثة إنسانية غير مسبوقة في المنطقة بحسب سجلات المنظمة الدولية للهجرة.

قضى الأربعاء 27 مهاجرًا على الأقل بعدما غرق زورقهم قبالة كاليه الفرنسية شمال البلاد من حيث انطلقوا خلال محاولتهم العبور نحو السواحل البريطانية

ويعد مخيم "غابة كاليه" الذي قامت الشرطة الفرنسية بتفكيكه عدة مرات وسط تنديد من قبل المنظمات الحقوقية من سياسة الردع التي تنتهجها السلطات الفرنسية تجاه المهاجرين المنطلق الأساسي لعمليات العبور، فأصبح قبلة لآلاف منهم والذين يتواجدون بشكل دائم وينتظرون فرصة للعبور إلى بريطانيا في رحلة محفوفة بالمخاطر تتم غالبًا من خلال دفع أموال لعصابات المهربين لمساعدتهم على اجتياز واحد من أنشط الممرات الملاحية في العالم بتكديسهم في قوارب مطاطية بحمولات تزيد عن طاقتها.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

بريطانيا تطلب من قطر توقيع صفقة غاز طويلة المدى

وول ستريت جورنال: قمّة المناخ والفشل المحتوم.. توقيت كارثي وأهداف غير واقعية

ناقلة النفط الإيرانية.. ليلة غامضة وروايات متباينة من واشنطن وطهران