18-مارس-2020

أصل كلمة فيروس لاتيني ومعناه السم (Getty)

بدأت الفيروسات حربها منذ ملايين السنين، تهاجم أي خلية حية نباتية أو حيوانية أو حتى بكتيرية تستطيع اختراقها. تابع العلماء دراسة الفيروسات بدأب، وطوروا المعامل والأدوات على مرِّ عقود مضت لفهم تطور الفيروسات السريع وتسببها بأمراض جديدة هدد بعضها البشرية بشكل خارج عن السيطرة.

شوهدت الفيروسات لأول مرة باستخدام الميكروسكوب الإلكتروني عام 1932

أصل كلمة فيروس لاتيني ومعناه السم. شوهدت الفيروسات لأول مرة باستخدام الميكروسكوب الإلكتروني عام 1932. اختلف العلماء على تصنيف الفيروسات فمنهم من اعتبرها جماداً ولا ترقى لرتبة الكائن الحي، لأنها تتكون من غلاف دهني أو بروتيني يُدعى كبسولة لها زوائد تشبه الخطاطيف تمكِّن الفيروس من انتقاء الخلية الهدف. يحيط الغلاف بحمض نووي يحمل الشيفرة الوراثية للفيروس الذي لا يمارس أي نشاط يدل على الحياة إلى أن يتمكن من اختراق خلية مضيفة فيستعمر هذه الخلية ويسيطر على عضيات التكاثر فيها ويبدأ باستنساخ نفسه بسرعة هائلة حيث يمكن أن يتضاعف الفيروس مليون مرة خلال يوم واحد.

بساطة تركيب الفيروسات التي تجعلها معتمدة على عضيات الخلية المضيفة في تكاثرها هي ذاتها سبب صعوبة القضاء عليها باستخدام الأدوية، وعدم فعالية المضادات الحيوية في مقاومتها، وقلة عدد الأدوية المكتشفة كمضادات للفيروسات. فالقضاء على فيروس HIV المسبب للإيدز مثلاً يتطلب قتل الخلايا المضيفة له وهي خلايا جهاز المناعة عند الإنسان.

ورغم تطور علم الأحياء الجزيئي، والتقدم المذهل في علوم الهندسة الوراثية، وتصنيع عدد من المطاعيم التي خلصت البشرية من بعض الأمراض الخطيرة كالحصبة وشلل الأطفال، إلا أن العلماء عجزوا عن إيجاد مطاعيم أو أمصال تساعد في منع الإصابة بعدوى الكثير من الفيروسات لقدرتها على إحداث طفرات تغير شيفرة أحماضها النووية، كما حدث في عائلة الفيروسات التاجية التي اكتُشِفت في أوائل ستينات القرن الماضي وكانت سبباً في التهابات بسيطة في الجهاز التنفسي العلوي، حتى بداية الألفية الثالثة عند اكتشاف طور جديد من هذه الفيروسات التاجية ( SARS1 coronavirus ) الذي كان قادراً على إحداث التهابات رئوية  شديدة وقاتلة في بعض الحالات، ثم ظهر حديثا طور آخر وهو ( SARS 2 coronavirus ) أو ما يدعى COVID-19.

القضاء على فيروس HIV المسبب للإيدز مثلاً يتطلب قتل الخلايا المضيفة له وهي خلايا جهاز المناعة عند الإنسان

لكل ما ذكر سابقاً، فالكلمة الفصل في حسم المعركة ضد الفيروسات تكون أولاً وآخراً لجهاز المناعة وقدرته على مقاومة ضراوة هجومها، وليتمكن الإنسان من الحفاظ على صحة جهازه المناعي عليه الالتزام بخمس عادات صحية وجعلها جزءاً من روتينه اليومي، وترك خمس عادات سيئة يمارسها كثيرون. أما العادات الصحية فهي:

١- تناول الأغذية المتوازنة والتقليل قدر الإمكان من تناول الوجبات السريعة.

٢- النوم باكراً ولساعات كافية، ٦-٨ ساعات في الليلة.

٣- شرب كميات وفيرة من الماء.

٤- الإكثار من تناول الفاكهة والخضار خاصة الحمضيات، والعصائر الطبيعية الطازجة.

٥- ممارسة التمارين الرياضية مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع.

والعادات السيئة الواجب تركها هي:

١- استهلاك كميات كبيرة من السكر في الشاي والقهوة والحلويات والمشروبات الغازية.

٢- استعمال المضادات الحيوية بشكل عشوائي دون اللجوء للطبيب.

٣- التهاون في أداء سلوكيات النظافة الشخصية وعدم إدراك أهميتها.

٤- لا مبالاة للوزن الزائد والدهون المتراكمة.

٥- الكسل والجلوس لساعات طول اليوم أمام الشاشات الصغيرة.