07-أبريل-2022
غاز بروم الروبل الروسي

طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسداد ثمن الغاز الروسي المباع لدول غير صديقة بالروبل الروسي بأجل أقصاه 31 آذار/مارس.

 يشكل الغاز الروسي 40% من واردات ألمانيا من الغاز

ليس واضحاً بعد إن كان في نية بوتين شطب العقود القائمة التي حددت الدفع باليورو أو الدولار، لكن ألمانيا، التي يشكل الغاز الروسي 40% من وارداتها من الغاز، لن تخاطر في هذا الأمر وحذرت كبار المستهلكين الصناعيين للغاز فيها بأن المواجهة ممكنة وأن تقنين استهلاك الغاز خيار ممكن. 

وهنا نتساءل لماذا أصبحت مسألة الدفع مقابل الصادرات الروسية بالروبل مسألة كبرى بالنسبة للكرملين، وهل سيكون بإمكان بوتين توسيع مخططه ليشمل النفط والقمح والأسمدة والفحم والمعادن والسلع الأساسية الأخرى. هذه المادة المترجمة بتصرّف عن الغارديان، توضّح الإجابة. 

لماذا يريد بوتين قبض ثمن الصادرات بالروبل الروسي؟

 

في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا تهاوى سعر الروبل الروسي، وانخفض من 85 روبل مقابل اليورو إلى 110 مقابل اليورو فور عبور الدبابات الروسية للحدود مع أوكرانيا. ولم يستقر سعره عند 94 روبل لليورو إلا بتدخل حاسم من البنك المركزي الروسي.

 

مع هذه المستويات المنخفضة لتداول الروبل الروسي، كانت الصادرات الروسية ستجلب أموالاً أقل من المتوقع لدعم الخدمات الحكومية وتمويل الحرب.


 مقالات قد تهمّك: 

ماذا يعني فرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على ابنتي فلاديمير بوتين؟

صحيفة الغارديان: كيف استخدم الروس الاغتصاب كتكتيك عسكري في أوكرانيا؟

بوتين: سنوقف العقود الحالية لشراء الغاز الروسي في حال رفض الدفع بالروبل

"الله أكبر" يحبها الغرب.. كل ما تحتاج معرفته عن المقاتلين المسلمين في أوكرانيا


لن يجلب ارتفاع ثمن الروبل مزيداً من المال فقط، بل سيكون من دواعي الفخر القومي كذلك أن تصبح الدول الأخرى مستعدة للدفع مقابل الصادرات الروسية بالعملة الروسية. وسيسمح مخزون الروبل الذي يولده الطلب المتزايد من الدول والشركات الأجنبية على السلع الروسية، لموسكو بتحدي الهيمنة الأمريكية على أسواق المال من خلال الدولار، رغم أنه ليس من الواضح بعد السبب الذي قد يدفع دولة مثل الصين لدعم مثل هذه الخطة. 

ورجح بعض المحللين أن فائدة الدولار واليورو تناقصت بالنسبة لموسكو في ظل العقوبات المفروضة عليها. على سبيل المثال، بسبب عدم قدرتها على الحصول على الدولار واليورو من خلال أسواق المال الدولية، تقترح موسكو دفع فوائد ديونها التي يهيمن عليها اليورو بالروبل الروسي. 

ما هي الدول التي يريد منها بوتين دفع ثمن الغاز بالروبل؟ 

قائمة الدول غير الصديقة بالنسبة لروسيا تشمل الدول التي فرضت عليها عقوبات. ويجب أن تحصل الصفقات التي تتم مع شركات وأفراد من هذه الدول على موافقة لجنة حكومية.

(انظر هنا قائمة الدول غير الصديقة لروسيا بحسب بيان الخارجية الروسية).

تشمل هذه الدول الولايات المتحدة والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة واليابان وكندا والنرويج وسنغافورة وكوريا الجنوبية وسويسرا وأوكرانيا. بالرغم من أن دولاً مثل الولايات المتحدة والنرويج لا تشتري الغاز من روسيا أساساً. 

ما حجم الصادرات الروسية إلى الاتحاد الأوروبي؟

 

في 2020، كان الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأساسي لروسيا، والذي يستحوذ على 37% من تجارة روسيا مع العالم. في المقابل احتلت روسيا المركز الخامس في قائمة أكبر الشركاء التجاريين للاتحاد الأوروبي واستحوذت على 5.8% من تجارة الاتحاد مع العالم. لكن هذه الأرقام تخفي وراءها حقيقة هامة وهي أن الغاز الروسي مكون رئيسي في هذه التداولات التجارية، التي يتم معظمها بالدولار أو اليورو أو الجنيه الاسترليني.

الاستعمار الاستيطاني

حل الدولة الواحدة باختصار

ووفقاً لغازبروم فقد تمت 58% من مبيعاتها من الغاز الطبيعي إلى أوروبا والدول الأخرى حتى 27 يناير/كانون الثاني باليورو. و39% منها بالدولار وحوالي 3% بالجنيه الاسترليني. تجرى معظم المعاملات التجارية حول العالم بالدولار أو اليورو ومعاً يشكلان 80% من مخزون العملات في العالم. 

بعبارة أخرى، رغم عدم استقرار واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الروسي، إلا أنه يشكل 800 مليون يورو من الإنفاق اليومي للاتحاد.

 

كيف مارس بوتين نفوذه؟ 

لم يكن كافياً للبنك المركزي الروسي شراء الروبل لدعم العملة في أسوأ لحظاتها بعد الغزو. فحظر البنك من استخدام نظام دفع سويفت العالمي للوصول إلى أصوله في الخارج يعني أن قدرته على التدخل لن تدوم طويلاً. 

أراد البنك المركزي بيع استثمارات بالدولار واليورو لشراء الروبل، مما يزيد من الطلب على العملة وبالتالي يزداد سعرها، لكن دون القدرة على استخدام "سويفت" لم يستطع الاستمرار في هذه العملية بالقدر الكافي. 

الأزمة الأوكرانية

وقد وجدت الحكومة الروسية طريقاً آخر. فقد نص مرسوم فرض على المصدرين ومنتجي السلع وجوب تحويل 80% من العملات الأجنبية التي يحصلون عليها مقابل مبيعاتهم إلى الروبل. 

ويخطط الكرملين الآن لإجراء كل معاملات التصدير بالروبل، مستغلاً احتكاره للمواد الخام الأساسية في صناعات عديدة من الأسمدة وصولاً إلى السيارات. 

أحد الأمثلة على ذلك هو معدن البالاديوم، الذي تستعمله شركات السيارات لصناعة المحولات الحفازة في محركات السيارات. تنتج روسيا حوالي 40% من الإمداد العالمي من هذه المعادن و90% من الانتاج الروسي يستخدم في صناعة السيارات بحسب بول واترز، رئيس أبحاث الشركات في S&P Global Ratings.  

إذا أجبر صانعو السيارات على الاختيار بين الدفع بالروبل أو البحث عن المعدن في مكان آخر، سيخبرهم السياسيون الراغبون في عزل روسيا، بالبحث عنه في مكان الآخر، وهو ما سيؤدي بحسب واترز إلى تقنين استخدام المعدن وإغلاق عدد من مصانع السيارات. 

هل يمكن أن تؤدي الخطة إلى نتائج عكسية؟

 

في حال أصر الكرملين على تحويل العقود الحالية من اليورو والدولار إلى الروبل، سيكون ذلك خرقاً للبروتوكولات الدولية، وهذا أمر لم تقدم عليه غازبروم حتى خلال الحرب الباردة حين كانت التوترات بين الاتحاد السوفيتي والغرب في أوجها.

قالت ألمانيا إنها تفضل اقتصاد وتقنين إمدادات الطاقة عن الدفع لقاء الغاز بالروبل الروسي وهو ما قد يدفع أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي إلى حافة الركود

 

قالت ألمانيا إنها تفضل اقتصاد وتقنين إمدادات الطاقة عن الدفع لقاء الغاز بالروبل الروسي وهو ما قد يدفع أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي إلى حافة الركود، وذلك لحرمان موسكو من الأموال الإضافية. خطوة الكرملين هذه ستسرع من عملية التحول بعيدًا عن استيراد السلع الروسية والاعتماد عليها مما يفاقم من مأزق الاقتصاد الروسي في ظل الأزمة الأوكرانية المتفاقمة.