20-أكتوبر-2018

الباحث الأكاديمي المسرحي أحسن تليلاني (صحف جزائرية)

لعله من النادر تحقق الإجماع الكامل بين الشعب والحكومة في الجزائر على إحدى المواقف. ويأتي الإجماع على مساندة الحقّ الفلسطيني ومقاطعة إسرائيل مقاطعة شاملة، وتجريم التّعامل معها بأيّ شكل من الأشكال؛ في طليعة المتفق عليه شعبيًّا وحكوميًّا في الجزائر.

أرغم احتجاج للباحث الجزائري أحسن تليلاني، منظمي مؤتمر باكو الدولي للمسرح بأذربيجان، على التراجع عن دعوة وفد إسرائيلي

وسبق لنخبة من الرّياضيين والفنّانين والسّياسيين ورجال المال والأعمال الجزائريين، أن قاطعوا فعاليات تشارك فيها إسرائيل. وتعدّ عبارة الرّئيس الرّاحل هوّاري بومدين: "نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، بوصلة التّعامل في هذا الباب.

اقرأ/ي أيضًا: فلسطين والجزائر.. حب على بعد آلاف الكيلومترات

قبل أيّام، أعلن الباحث الأكاديمي في مجال المسرح، أحسن تليلاني، عن تلقيه دعوة رسمية من وزارة الثقافة بدولة أذربيجان، من أجل المشاركة في تقديم محاضرة علمية ضمن أشغال المؤتمر الدّولي الخامس للمسرح بمدينة باكو، المزمع عقده يومي الخامس والسادس من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وأعرب الأكاديمي الجزائري عن تحمسه للمشاركة "خاصة وأنه يناقش إشكالية فلسفة المسرح في القرن الـ21".

غير أنّ توجيه الدّعوة لوفد مسرحي إسرائيلي، جعل الباحث الجزائريّ يرفض المشاركة في هذا المؤتمر. يقول تليلاني: "وجّهت احتجاجًا مكتوبًا للمنظّمين في أذربيجان. وما زاد في غضبي أنهم أخفوا ذلك عنّي، ولم يشيروا إليه في نصّ دعوتي، فاعتبرت ذلك احتيالًا مقصودًا".

وأربك رفض الباحث الجزائري المشاركة في المؤتمر، احتجاجًا على تواجد وفد إسرائيلي؛ منظمي المؤتمر، فراسلوه بأنهم تخلوا عن دعوة الوفد الإسرائيلي.

وقال تليلاني لـ"ألترا صوت"، إنه  يعتقد أنّ مقاطعة المؤتمرات الثقافية التي تحضرها إسرائيل بصفة رسمية، هو "واجب على أبناء الأمة العربية"، موضحًا: "لأن هذه المقاطعة تعني رفض الجلوس إلى جانب كيان يحتلّ أرضًا عربية، ناهيك عمّا يحدث من ظلم وعدوان في حقّ الشعب الفلسطيني المغدور والمقهور بسبب تسلّط الكيان الصهيوني من جهة، وبسبب تخاذل كثير من الأنظمة العربية عن نصرته من جهة ثانية".

وأكد الباحث الأكاديمي الجزائري على أن المقاطعة تعني بالنسبة إليه "رفض العدوان، والمطالبة بالحرية والدفاع عن حقّ فلسطين في الحضور وفي الوجود". 

وأضاف تليلاني: "لقد تهاوت معظم قلاع المقاومة، حتّى أنّ التطبيع مع الكيان الصهيوني صار أمرًا عاديًا بالنسبة لأغلب الأنظمة العربية، بل إنّ الكثير من المثقفين العرب صاروا يهرولون لنيل ودّ إسرائيل".

لأحسن تليلاني عدة مساهمات بحثية في القضية الفلسطينية وهو صاحب فكرة عقد مؤتمر فكري حول "فلسطين وقضية القدس في المسرح العربي"

يُذكر أنه سبق لأحسن تليلاني أن أنجز عدّة دراسات عن القضية الفلسطينية، منها دراسته العلمية "القضية الفلسطينية في المسرح الجزائري"، كما أنه كان صاحب فكرة عقد مؤتمر فكري حول "فلسطين وقضية القدس في المسرح العربي"، التي تبنّاها الباحثون العرب المشاركون في مهرجان المسرح العربي المنعقد في تونس شهر كانون الثاني/يناير الماضي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل.. انتصارات وتناقضات

في مقاطعة إسرائيل والانزعاج الصهيو-شبّيحي!