21-فبراير-2023
بنفيكا

"Getty" إنزو فيرنانديزقبل انتقاله إلى تشيلسي في صفقة قياسية

أصبح من الطبيعي أن ترى معركة جديدة في كل نافذة انتقالات، شتوية كانت أو صيفية، على لاعبٍ من نادي بنفيكا البرتغالي. الأمر يماثل ما يحدث في أخر عشرين عاماً، هناك دائماً لاعب قادم من أكاديمية أياكس تتنافس أندية الدوريات الخمس الكبرى على توقيعه.

بعيدًا عن الواردات الأخرى، ربح بنفيكا من انتقالات لاعبيه فقط قرابة 1.5 مليار يورو منذ بداية القرن الحالي

الآن ومع إتمام صفقاتٍ مثل داروين نونيز وإنزو فيرنانديز، يجب أن نتحدث قليلاً عن كيف تحول فريق بنفيكا لأكاديمية تقدم مواهب قوية للدوريات الكبيرة، والذي يعتبر أكبر سبيل لضخ الأموال في النادي الذي تحول تدريجياً لمصنع لاعبين من الطراز الأول.

مركز التدريب هو منزل اللاعب

من أجمل الأشياء التي تميز نادي بنفيكا الآن هو مركز تدريب “بنفيكا كامبوس"، والذي يعتبر من الأفضل في العالم، وجائزة أفضل أكاديمية كرة قدم من جلوب سكور في ٢٠١٩ شاهدة على هذا. حيث يمارس اللاعبون تمارينهم في تسعة ملاعب مختلفة بأكثر من أرضية لمحاكاة الملاعب الأوروبية بكل ظروفها، سواء كانت صناعية أو طبيعية. هذه الملاعب متاحة لجميع فرق النادي بفئات أعمارهم المختلفة، حتى يكونوا مستعدين للمنافسة والوصول إلى الفريق الأول في أي وقت.

بنفيكا

المركز أيضاً يهتم باللاعبين على صعيدٍ شخصي أيضاً، وهذا من خلال توفير الإقامة للاعبين الذين لا يملكون منزلاً في أحياء المدينة أو حتى في أوروبا، وما أكثر اللاعبين الذين يأتون من العدم أملاً في تحقيق ما هو أفضل. لكن الإعاشة والتمارين ليست كافية لكرة القدم الحديثة. معمل بنفيكا يضيف عنصرين من أهم عناصر التطوير في كرة القدم حالياً، وهما التغذية وتحليل البيانات.

يضم المعمل فرقًا مختصة في علوم التغذية والبيانات، وهذا لتغطية كل سبل تطوير اللاعبين من ناحية التغذية المفصلة لكل لاعب، وتغطية البيانات الخاصة به لكي يتم تعديل برنامج التمرين الخاص به بالشكل المناسب، والذي يسعى لتطوير أفضل ما فيه، والتغلب على نقاط ضعفه من خلال تجميع هذه البيانات بشكل يومي.

هناك مكان دائماً في الفريق الأول

من الأزمات التي تعيق الكثير من أكاديميات الأندية الكبيرة، وألمعها تشيلسي الذي يمتلك بنكه الخاص من المواهب التي ينتهي بها القدر في صفقاتٍ فقيرة، هو توافر مكان في الفريق الأول للشباب. السبب يكمن في عدم وجود مكان للاعبين جدد في التشكيلة الأساسية، وهذا ما يتغلب عليه بنفيكا في نظامه عن طريق نادي الدرجة الثانية الخاص به، والذي يلعب في دوري الدرجة الثانية البرتغالية.

بنفيكا

من ناحية اللاعب، فهو ينافس في مسابقة مستمرة على مدار السنة ويسلط الضوء عليه من الفريق الأول لكي يدخل اللاعب في المداورة بعدها بموسم كبديل، وهذا لأن نادي بنفيكا يشارك دائماً في بطولة أوروبية ويحتاج لمداورة لاعبيه لكي ينافس في كل بطولاته الممكنة. بما أن النادي يصدر اللاعبين دائماً، فهذا يفتح مساحة لدخول لاعب في التشكيل الأساسي ويأخذ مكانه لاعباً على دكة الاحتياط، واللاعب الذي ذهب للاحتياط ترك مكانًا للاعب في فريق الدرجة الثانية وتدور العجلة كل موسم.

أسماءٌ رفعت سمعة النادي في سوق اللاعبين

ما ميز أياكس في الماضي كان سمعة اللاعبين الذين خرجوا من النادي في السابق. أسماءٌ تجعل أي نادي يثق في أياكس، وهذا ما فعله بنفيكا بالضبط. النادي لعب على نقطة لاعبيه السابقين، ومنهم أسماء مثل دي ماريا، ماتيتش، أوبلاك ودافيد لويز.

بنفيكا

هذا مع ظهور مواهب رائعة من النادي بعدها، وهذه المواهب كانت تخرج كل عام وأحدها دائماً يخرج لناد يصبح فيه عنصراً مؤثراً. نتحدث هنا عن بيرناردو سيلفا، خواو كانسيلو، روبن دياز وخواو فيلكس الذين قدموا أداءً ممتازاً مع النادي وذهبوا في طريقهم للأندية الكبرى بعدها.

بنفيكا

النوادي الكبيرة ركزت مع أكاديمية بنفيكا وقتها، وخرجت هذه الأندية بلاعبين مثل داروين نونيز وإنزو فيرنانديز في الموسم الحالي، والنادي لن يتوقف عن تنمية ناشئين جدد للخروج إلى الأندية الكبيرة مع مرور الوقت.

رحلة الـ 1.5 مليار يورو منذ بداية القرن

كل هذه الأسباب جعلت النادي قادرًا على إخراج 1.5 مليار يورو منذ بداية القرن الحالي، وهذه الأرقام من الانتقالات فقط، وبعيدة عن الأموال التي تضخ من خلال حقوق البث أو نتائج النادي في البطولات المحلية والأوروبية. أعلى عشر انتقالات للنادي كانت كفيلة بأن تدخل 623 مليون يورو لخزائن النادي منذ 2016، وهؤلاء اللاعبون هم:

  • خواو فيلكس - 127.2 مليون يورو
  • إنزو فيرنانديز - 121 مليون يورو
  • داروين نونيز - 80 مليون يورو
  • روبن دياز - 71.6 مليون يورو
  • إيديرسون - 40 مليون يورو
  • أكسيل فيتسل - 40 مليون يورو
  • راؤول خيمنيز - 38 مليون يورو
  • نيلسون سيميدو - 35.7 مليون يورو
  • فيكتور ليندلوف - 35 مليون يورو
  • ريناتو سانشيز - 35 مليون يورو

في النهاية، هي عجلة تدور في اتجاهٍ واحد

يظل بنفيكا هو النادي المحلي الذي يخرج من البطولات الأوروبية، عادةً، في مراحل ما بعد دور المجموعات. النادي لا يملك المواهب التي تمكنه من الوصول للنهائي، ومواهبه تمكنه من المنافسة في بطولة الدوري البرتغالي في أعلى المستويات.

بنفيكا

 الوقوف على أرض الواقع أمرٌ لا بد منه، وبالفعل، الدوري البرتغالي ليس من أقوى دوريات أوروبا حالياً. حتى المواهب التي نتحدث عنها لن تستطيع أن تقدم أفضل ما عندها، في منظومة معظمها هواة وبقيتها لاعبين في نهاية مسيرتهم، وهذه المواهب تخرج لتدخل المال للنادي. هذا يماثل بالضبط ما يقوم به أياكس. أموال تدخل، لاعبون يودعون النادي، وليس هناك أفضل من مثالٍ على هذا.