17-سبتمبر-2016

أدَّت دعوات الكنيسة لحشد أقباط المهجر من أجل زيارة "السيسي" إلى حالة من الجدال الساخن في صفوف المسيحيين المصريين (Getty)

قبل أن يصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى نيويورك بساعات.. طار وفد كنسي رفيع المستوى يضمّ الأنبا يؤانس، أسقف أسيوط، والأنبا بيمن، أسقف قوص، إلى الولايات المتحدة، في زيارة تستغرق أسبوعًا، لحشد أقباط المهجر في نيويورك ونيوجيرسي وكندا لاستقبال السيسي في المطار، والتجمهر خلال إلقاء كلمته في الأمم المتحدة.

أدَّت دعوات الكنيسة لحشد أقباط المهجر من أجل زيارة "السيسي" إلى حالة من الجدال الساخن في صفوف المسيحيين المصريين

وفق أكثر من مصدر رسميّ وغير رسميّ، تأتي زيارة الوفد بتكليف من البابا تواضروس. وهو ما يسير في خط واحد مع مطالبة كهنة وأساقفة الولايات المتحدة للأقباط بحسن استقبال "السيسي" بدءًا من المطار وحتى الاحتشاد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رافعين صورته، ولافتات تحمل اسمه.

اقرأ/ي أيضًا: السودان وإسرائيل.. المصالح المشتركة للأعداء

وبالتوازي مع زيارة الوفد الكنسي الأرثوذكسي، غادر القاهرة وفد آخر - إنجيلي – للمشاركة في استقبال "السيسي" لحظة وصوله إلى مقر الأمم المتحدة بالتنسيق مع الكنائس الإنجيلية بأمريكا مطلع الأسبوع المقبل، وقال في بيان رسمي: "الزيارة تأكيد من الكنيسة الإنجيلية على دعم الدولة المصرية".

وأضاف البيان: "القيادات المصرية للكنائس الإنجيلية في أمريكا طالبت أبناءها بدعم مصر والالتفاف حول الرئيس السيسي ودعمهم له وللاقتصاد المصري ودعوة العالم كله لزيارة مصر والاستمتاع بآثارها الفرعونية والدينية ومزاراتها السياحية".

بالتزامن مع البيان الإنجيلي صدر بيان آخر عن الكنيسة الأرثوذكسية تدعو فيه - أيضًا - أقباط المهجر للاحتشاد في استقبال الرئيس المصري، قال فيه: "يجب على جميع المصريين المخلصين لبلادهم الترحيب بالرئيس ودعمه في كل تحرك من أجل خير مصر".

وأضافت: "كما قام البابا بتوجيه رسالة تحثّ على عمل كل شيء ممكن لإنجاح هذه الزيارة، الأمر الذي يعود بالخير على مصر وكل المصريين".. وهو ما ترجمه الأساقفة إلى صلوات جماعية في الإيبارشيات من أجل "نجاح الزيارة".

اقرأ/ي أيضًا: تركيا ومعركة الرقة.. التحالفات الهشة

وتوفر أغلب الكنائس المصرية في الولايات المتحدة وسيلة مواصلات لنقل المواطنين المصريين، الذين سيحتشدون أمام مبنى الأمم المتحدة يوم الثلاثاء، 20 سبتمبر، في موعد كلمة "السيسي"، ردًا على ما تردد عن استعدادات إخوانيّة – سبقت الزيارة بشهرين – لإهانة الوفد المصري.

وبطريقة الحشد والحشد المضاد، أكَّد نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، إن أقباط المهجر جهَّزوا أكثر من 40 أوتوبيسًا من أنحاء الولايات المتحدة، وخاصة الولايات القريبة، ستقف من السادسة صباحًا أمام الكنائس وفي الميادين العامة حاملة المصريين، مسلمين ومسيحيين، إلى مبنى الأمم المتحدة لتحية الرئيس. وأضاف: "اتفقنا أيضًا على رحلات قادمة من كندا وألمانيا وبعض دول أوروبا".

وأدَّت دعوات الكنيسة لحشد أقباط المهجر من أجل زيارة "السيسي" إلى حالة من الجدال الساخن في صفوف المسيحيين المصريين. واعتبر نشطاء أقباط، ومن بينهم رامي كامل، رئيس مؤسسة "شباب ماسبيرو" لحقوق الإنسان، الذي قال إن حضور الأقباط إلى جلسة الجمعية العامة من عدمه يجب أن يخضع لرغباتهم الشخصية، دون توجيهات أو ضغوط أو فرض من أحد.

وعلق "كامل" على دعوة مكاريوس ساويرس، كاهن كنيسة مارجرجس بـ"نيوجيرسي" الأمريكية، بقوله: "كأنه يقول: لو السيسي زعل في الزيارة هيرجع ينتقم من الأقباط".

من البوابة الطائفية دخل هاني رمسيس، القيادي باتحاد شباب ماسبيرو، متسائلًا، في تصريحات صحفية: لماذا يطلب من المسيحيين في أمريكا الاحتشاد لاستقبال "السيسي" دون غيرهم؟ ولماذا لا يقال "المصريين" بدلًا من "الأقباط" للخروج من فخ "التصنيف الطائفي"؟

فيما هاجمت عدّة دوائر قبطية "شحن" أساقفة من قيادات الكنائس المصرية لدعوة - وتكليف - مسيحيي أمريكا باستقبال الرئيس المصري، لما رأوه من أن ذلك يجعل الأقباط يظهرون كطائفة منغلقة وذات خيارات سياسية مبنية على الأساس الديني، وهو ما قد يولد موجة من الهجوم الطائفي ضدهم.

اقرأ/ي أيضًا: 

حزب التحرير... امتحان للجمهورية الثانية في تونس

الهجمة السعودية المرتدة على الأزهر