29-ديسمبر-2018

ارتفع سقف مطالب الاحتجاجات في السودان (تويتر)

ألترا صوت - فريق التحرير 

رغم ارتفاع وتيرة القمع والاعتقالات والقتل أيضًا، لم تتوقف انتفاضة الشعب السوداني ضد نظام الرئيس عمر البشير، وقد دخلت أسبوعها الثاني بشكل عاصف، وارتفعت سقوفات المحتجين إلى مطلب تنحي البشير دون رجعة، فيما انهار جدار الخوف بالمرة.

ارتفعت سقوف مطالب المحتجين في السودان، فوصلت إلى مطلب تنحي الرئيس عمر البشير دون رجعة

مثل يوم أمس الجمعة الصورة الثائرة للمصلين، وتناولت بعض خطب المساجد في العاصمة الخرطوم عنف الشرطة والقوات الأمنية ضد المتظاهرين بالنقد والرفض التام، وكان المقطع الأكثر تداولًا في مسجد السيدة سنهوري بضاحية المنشية، حيث صلى الرئيس البشير كما رشح في بعض المواقع الإخباربة، وتمكن بعض المصليين من الهتاف في وجهه "ارحل ارحل"، وهى المرة الأولى تقريبًا التي يستمع فيها الرئيس لذلك الهتاف عيانًا. 

تسقط بس 

تصدر هاشتاغ #تسقط_بس مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح هو الوسم الأعلى تفاعلًا في السودان، بحيث يكتب كل شخص الدافع الذي يجعله يعتقد بأهمية ذهاب هذه الحكومة فورًا، على شاكله "حكومة أجبرتني على العمل في مطعم وأنا مهندس تسقط بس، حكومة شردتني في المنافي تسقط بس، حكومة قتلت المتظاهرين السلميين بالرصاص تسقط بس"، حسب وصف أحد المشاركين. فيما أظهر مقطع فيديو آخر متداول حفلة زفاف يهتف فيها العريس وأسرته ضد القهر والغلاء، في أجواء ثورية أقرب للعرس الوطني.

اقرأ/ي أيضًا: البشير يقمع سلمية تظاهرات السودان بالرصاص والتخوين​

اختراق حساب رئيس الوزراء

تعرض حساب رئيس مجلس الوزراء معتز موسى للقرصنة، وأوضح مكتب رئيس الوزراء أن موسى لم يرسل أي منشور عبر فيسبوك منذ 9 كانون الأول/ديسمبر، وأنه أوقف استخدام الفيسبوك منذ أن لاحظ أن عددًا من الحسابات المزيفة تنشر باسمه، مؤكدًا وقوع عملية الاختراق.

تظاهرة من الانتفاضة السودانية
تظاهرة من الانتفاضة السودانية

ورغم كثير من الصور الساخرة من الأوضاع عمومَا وتصريحات المسؤولين المتناقضة حول احتواء الأزمة، إلا أن تلك السخرية بدت نوعًا من الكوميديا السوداء في التعبير عن المشهد السياسي، ولعل أكثر ما أثار مخاوف النظام نشاط حملة توثيق إطلاق الرصاص وضرب المتظاهرين وكشف وجوه وأسماء من يقومون بذلك. بينما نشطت مجموعة من الفتيات في مجموعة شهيرة في فيسبوك تحت اسم "منبرشات"، في عمل توثيقي ضخم لصالح الثورة يفضح كل من يعتدي على المحتجين، ويعريه على الملأ بكشف هويته .

إعلان تنسيقية الانتفاضة 

عطفًا على ذلك، أعلنت عديد من الفصائل والتيارات السياسية استحداث تنسيقية الانتفاضة السودانية لدعم الاحتجاج وتوفير الإطار السياسي له، وقال بيان التأسيس الذي تلقى "ألترا صوت" نسخة منه، إن المنسقية تقوم بدعوة وقيادة جماهير الشعب من أجل تصعيد واستمرار الحراك الجماهيري وتنويعه وتنظيمه عبر كل السبل السلمية مثل الاعتصامات والإضرابات والمظاهرات النهارية والليلية في العاصمة والأقاليم، وأكد البيان "على أن كل كوادر الكيانات المكونة لمنسقية الانتفاضة السودانية ستكون في قلب كل التظاهرات، في مدن السودان المختلفة، دعمًا وتنظيمًا ومشاركة" .

 انتظمت في العاصمة السودانية ومدن عديدة في الولايات موجة احتجاجات واسعة طالبت برحيل المجموعة الحاكمة

أما في سياق ردود الأفعال الدولية، فقد دعى الأمين العام للأمم المتّحدة، أنطونيوغوتيريس، السُلطات السودانية إلى التحقيق في مقتل متظاهرين خلال الاحتجاجات التي يشهدها السودان منذ 19 من شهر كانون الأول/ ديسيمبر الجاري، عقب زيادة أسعار الخبز، وشدد على ضمان حرية التعبير والتجمع السلمي. 

منتفض رغم إعاقته الجسدية
منتفض رغم إعاقته الجسدية

تصاعد الاعتقالات.. تصاعد الاحتجاجات 

في المقابل، انتظمت في العاصمة السودانية ومدن عديدة في الولايات موجة احتجاجات واسعة طالبت برحيل النظام الحاكم، بينما وسعت الأجهزة الأمنية حملة الاعتقالات، واقتادت مساء الجمعة رئيس حزب المؤتمر السوداني، عم الدقير، بعد اعتقالها في وقت سابق عدد من كوادر المعارضة في تنظيمات مختلفة، وأكد حزب المؤتمر السوداني في بيان له أن "وصية رئيس الحزب المعتقل عمر الدقير بأن لا نعود من منتصف الطريق. ستكون في قلوب وعقول كل منا ونحن نخوض معركتنا هذه ضد نظام الإنقاذ البائد"، على حد وصف البيان. فيما خرج مئات المصلين من مساجد بأحياء المنشية، الصحافة، بري، امتداد ناصر، الشجرة، ود نوباوي، امبدة، الثورة، شمبات، الشعبية والجريف وأحياء أخرى، في الأقاليم السودانية المختلفة، قابلتها قوات الشرطة بإطلاق قنابل الغاز.

اقرأ/ي أيضًا: احتجاجات عالمية على شروط معولمة.. السترات الصفراء أطلقت الشرارة

موكب رأس السنة  

استعدادًا لأكبر تجمع سلمي ربما يكون حاسمًا في مسيرة الانتفاضة السودانية، أطلق "تجمع المهنيين السودانيين" دعوة جديدة للتظاهر الاثنين المقبل، الذي يصادف عشية احتفال البلاد بذكرى استقلالها الـ 63 للمطالبة برحيل النظام، وأفاد بيان التجمع الذي تلقاه "ألترا صوت"، أن النظام وبعد دخول الثورة أسبوعها الثاني، بات يترنح أمام الضربات المتتالية التي يتلقاها من قوى الشعب السوداني، مناشدًا  الجميع للانضمام إلى الموكب الذي يتحرك من صينية القندول وسط الخرطوم، صوب القصر الجمهوري، وأردف: "هي جولة أخرى نؤكد فيها على مطلبنا الآني والذي لا يقبل التراجع، بتنحي البشير وزوال نظامه الغاصب، كما ندعو المواطنين جميعًا إلى جعل هذا اليوم الخاص بالاستقلال ورأس السنة الميلادية يومًا وليلة خالصة للتظاهر والاحتجاج، وحتى صباح السنة الميلادية الجديدة"، مشددًا على سلمية الاحتجاجات. 

سردية الإرهاب في قلب خطاب السلطة

حول ردة الفعل الرسمية، عقدت الحكومة مؤتمرًا صحفيًا في وقت متأخر من ليلة أمس أعلنت فيه ﺿﺒﻄﻬﺎ ﺧﻠﻴﺔ ﺗﺨﺮﻳﺒﻴﺔ ﺗﺘﺒﻊ ﻟﺤﺮﻛﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﺟﻨﺎﺡ المعارض السوداني المتواجد في باريس ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ محمد ﻧﻮﺭ، وقال وزير الدولة للإعلام، مأمون حسن، إنه و"ﺑﻌﺪ ﺍﺷﺘﺒﺎﻛﺎﺕ ﺑﺄﺣﺪ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺩﺭﻭﺷﺎﺏ، ﺃﺳﻔﺮﺕ ﻋﻦ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺃﺣﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍلأﻣﻨﻴﺔ، ﻭﻣﻘﺘﻞ ﺃﺣﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ، تم اعتقال أفراد الخلية والاستيلاء على كمية من الأسلحة والقنابل التي كانت جاهزة للاستخدام". وادعى مأمون ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺩﺍﻫﻤﺖ ﻣﻨﺰﻝ ﺑﺤﻲ "ﺍﻟﺪﺭﻭﺷﺎﺏ" الخرطومي، الذي ﺗﻮﺍﺟﺪﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﺤﺮﻛﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻧﻮﺭ، وﻛﺎﻧﺖ ﻣﻬﻤﺘﻬﺎ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ، وﺗﺨﺮﻳﺐ ﻭﻧﻬﺐ الممتلكات.