27-سبتمبر-2019

الاتهامات التي وجهها الإعلام المصري للطالب السوداني (يوتيوب)

أثار عرض الإعلامي المصري عمرو أديب، في برنامجه، صور طالب سوداني بعد احتجازه من قبل قوات الأمن المصرية، ردود أفعال غاضبة في الشارع السوداني، وذلك بسبب التعريض بالطالب وليد عبدالرحمن تحت مزاعم الإرهاب والانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، وتصوير ميدان التحرير، وفق سردية وصفت بـ"الساذجة".

فجر اعتقال الطالب السوداني وليد عبدالرحمن، من قبل الشرطة المصرية، غضبًا شعبيًا في السودان، خاصة بعد التعريض الإعلامي به

واتهم عمرو أديب الطالب السواني بالتحريض والمشاركة في مظاهرات الجمعية الماضية، 20 أيلول/سبتمبر 2019، حيث فجر ذلك أزمة شعبية في السودان، مع تزايد المطالبات لوزارة الخارجية السودانية بالتدخل لإنقاذ وليد عبدالرحمن، أحد ضحايا الحملة الأمنية الشرسة للشرطة المصرية، والتي وصفت أيضًا بـ"العشوائية".

اقرأ/ي أيضًا: اعتقال أجانب في مصر من بينهم أردنيان بتهم "الشمّاعة"!

"تعريض مشين"

وفي بيان مقتضب لتجمع المهنيين السودانيين، الجسم الذي قاد الثورة السودانية لإسقاط نظام البشير، طالب وزارة الخارجية السودانية بالتحرك لإنقاذ وليد عبدالرحمن من قبضة الأمن المصري. 

وقال بيان التجمع الذي نشر على صفحته بفيسبوك: "تابعنا مجريات ما حدث للمواطن السودانـي وليد عبدالرحمن حسن سليمان، من خلال الفيديو الذي تم تداوله في وسائل الإعلام المصرية بشكل مُشين وغير أخلاقي ولا يمت للمهنية بصلة".

وطالب البيان من الخارجية التدخل العاجل لمعرفة ملابسات الواقعة، والتأكد من الحفاظ على حقوق وليد وضمان عدم تعرضه للإكراه أو التعذيب، وتمكينه من الاتصال بأسرته وانتداب محامي لحضور التحقيقات معه.

#أنقذوا_وليد

وفي وقت تتنامى فيه حملات التضامن السوداني مع وليد عبدالرحمن حسن، البالغ من العمر 22 عامًا، أطلق نشطاء سودانيون نداءً إلى وزارة الخارجية السودانية، طالبوها بالتدخل العاجل والفوري لإطلاق سراح الطالب السوداني. 

ونظم المئات وقفة احتجاجية أمام الخارجية السودانية والسفارة المصرية في الخرطوم، نهار أمسٍ الخميس 26 أيلول/سبتمبر 2019. 

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، دشنت حملة مطالبة بإطلاق سراحه تحت وسم "#أنقذوا_وليد"، شارك فيها الآلاف منددين باعتقاله والتعريض به. وقد أشار البعض إلى ما بدا عليه وليد من هيئة رثة أثناء ترديده للاعترافات، معتبرين أنه أكره عليها.

وكتب الناشط والكاتب السوداني حسن عابدين، تغريدة على تويتر، حكى فيها معاناته مع الحبس في السجون المصرية، قائلًا: "أعرف أن الموت أهون من الحبس هناك. نحتاج معلومات أكثر إن كان وليد لاجئًا في مصر أم ذهب في زيارة".

من جانبه، كتب رئيس تحرير صحيفة التيار السودانية، عثمان ميرغني، تدوينة على فيسبوك، قال فيها: "قضية الشاب وليد، المعتقل في مصر، تحتاج لمعالجة حصيفة. لا يعقل افتراض أن إخراجه يتطلب إدخال العلاقات السودانية المصرية في السجن". وأضاف عثمان أن "وليد بريء والأمر مجرد سوء فهم يمكن إزالته بهدوء ليعود إلى أمه سالما بأسرع وقت".



مخاوف الأسرة  

وكانت أسرة وليد قد أصدرت بيانًا، تلقى "الترا صوت" نسخة منه، عبرت فيه عن قلقها علي ظروف اعتقال ابنها في السجون المصرية.

وشدد بيان الأسرة على عدم انتماء وليد عبدالرحمن حسن إلى أي مجموعة سياسية أو حزب. وناشد البيان وزارة الخارجية بالتدخل للإفراج عن عبدالرحمن، معربًا عن مخاوف الأسرة مما يتعرض له ابنهم من ضغوطات واتهامات وصفتها الأسرة بـ"الكاذبة".

وأوضحت الأسرة أن وليد عبدالرحمن، طالب اقتصاد في السنة الثالثة بجامعة أم درمان الأهلية بالخرطوم، وأنه سافر إلى مصر، بعد طول مدة إغلاق الجامعات في السودان، وذلك بغرض دراسة اللغة الألمانية.

ذكرى مجزرة ميدان مصطفى محمود

بالنسبة للكثيرين، بدت اتهمات الإعلام المصري لوليد عبدالرحمن بالمشاركة في الثورة ضد نظام الحركة الإسلامية في السودان، ومن جهة أخرى دعم الإخوان المسلمين في مصر، متناقضة، إلى جانب ما رشح من معلومات عن وليد بأنه لا ينتمي إلى أي كيان سياسي، وليس له علاقة بالاتهمات التي أثيرت حوله.

وأبرز اعتقال الطالب السوداني، المخاوف من تعرض السودانيين في مصر لموجة عنف أمنية أخرى. وهي المخاوف التي تضمنها بيان تجمع المهنيين، بقوله إن "عهد إذلال السودانيين قد ولى"، في إشارة إلى ذكرى مجزرة ميدان مصطفى محمود التي وقعت في كانون الأول/ديسمبر 2005، والتي سقط فيها ضحايا من اللاجئين السودانيين بعنف قوات الأمن.

وقد قدر عدد القتلى بـ24 والمصابين بـ70، وذلك عندما نفذ طلاب اللجوء وقتها اعتصامًا بالقرب من المفوضية السامية للاجئين بالقاهرة للتدخل وحل مشكلتهم، فقامت قوات الأمن المصرية بفض الاعتصام بقوة مميتة.

تحركات دبلوماسية

من جانبها، أعلنت سفارة السودان بالقاهرة، شروعها في اتصالات مع السلطات المصرية لمعرفة ملابسات احتجاز المواطن السوداني وليد عبدالرحمن. 

وأكدت السفارة في بيان لها، تلقى "الترا صوت" نسخة منه، حرصها على سلامة المحتجز، ومتابعتها اللصيقة لقضيته من باب مسؤوليتها عن الرعايا السودانيين في الأراضي المصرية.

وأشارت إلى أنها "ستعمل على إطلاع الرأي العام بآخر التطورات ومستجدات القضية لحظة بلحظة"، كأول ردة فعل رسيمة في قضية اعتقال وليد عبدالرحمن. 

بالنسبة للكثيرين، بدت اتهمات الإعلام المصري لوليد عبدالرحمن متناقضة، فضلًا عن مخالفتها للقانون إذ لا تزال التحقيقات جارية

هذا ولا زال البعض ينتظر الإجابة على السؤال المتعلق بظروف الاعتقال وظروف نشر الاعترافات، خاصة وأنها جاءت بالمخالفة للقانون في مصر، إذ لا تزال التحقيقات سارية، ولم يُبت في أمره قضائيًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الشرطة المصرية تبحث عن دورٍ بعد سنوات من فقدان "الهيبة"

الغاز خيّم على السويس ودعوات لمليونية.. ما الذي يحدث في مصر؟