27-ديسمبر-2017

أخبار تسجيل حالات وفاة متكررة بإنفلونزا الخنازير أثارت مخاوف التونسيين (سكوت أولسون/Getty)

سجّلت تونس ما لا يقلّ عن 11 حالة وفاة خلال الفترة الماضية بسبب انتشار إنفلونزا الخنازير وهو ما دقّ ناقوس الخطر ودفع بوزارة الصّحة للتجنّد للتوقّي من هذه الإنفلونزا سواء عبر تحسيس المواطنين باتخاذ الإجراءات الاحترازية أو عبر توريد المزيد من التلاقيح الموسمية ضدّ إنفلونزا ذات خطورة خاصة، لا تختلف أعراضها عن الإنفلونزا العادية. ويشكّك البعض في الأثناء من تضخيم حجم الخطر بشكل مستقصد من لوبيات تستفيد من توريد التلاقيح من فرنسا.

سجّلت تونس ما لا يقلّ عن 11 حالة وفاة خلال الفترة الماضية بسبب انتشار إنفلونزا الخنازير، وهوما خلق بلبلة في أوساط التونسيين ودعا وزارة الصحة لتكوين خلية أزمة

اقرأ/ي أيضًا: القمل يغزو مدارس المغرب

هل تتحول الإنفلونزا إلى وباء؟

أقض مضجع التونسيين أخبار تسجيل حالات وفاة متكررة، وتكوين وزارة الصحة لخلية أزمة مع عرض ومضات تحسيسية للوقاية من انتشار إنفلونزا الخنازير، خشية من مرض يقول المختصون إنه يفتك بصاحبه في وقت وجيز.

ولكن قلّلت وزارة الصحة التونسية من جهتها من حجم انتشار إنفلونزا H1N1 باعتبار أن نسبة انتشارها في حدود 6.5 بالمئة، والحال أنه لا يمكن الحديث عن وباء إلا في صورة تسجيل نسبة انتشار بـ 10 بالمئة. وأكدت الوزارة سيطرتها على الوضع وأنه "لا شيء يدعو الى الذعر"، وذلك بالتوازي مع دعوتها لاتخاذ الإجراءات الوقائية.

وتنصح وزارة الصحة في ومضاتها بضرورة الغسل الدائم لليدين وتجنب المصافحات في الأماكن العامّة، ووضع اليد على الفم عند السعال أو العطس ورمي المناديل الورقية مباشرة إثر استعمالها.

من جهته، كشف الطبيب الحبيب غديرة على حسابه على فيسبوك أن انتشار الانفلونزا بشكل واسع هذه السنة يعود للانخفاض الشديد للحرارة، مشيرًا إلى أن جميع حالات الوفاة تتعلق بأشخاص يعانون من أمراض مزمنة ونساء حوامل ورضع، أي بضحايا محدودي المناعة بطبيعة حالتهم.

اقرأ/ي أيضًا: 10% من أدوية الدول الفقيرة مزيفة أو دون المواصفات

هل هي مسرحية لغايات لوبيات فاسدة؟

تتناقل وسائل التواصل الاجتماعي تحذيرات من وجود مؤامرة عبر التضخيم في انتشار انفلونزا الخنازير بهدف الترفيع في توريد تلاقيح فاسدة من مخابر فرنسية

في الوقت الذي أعلن فيه وزير الصّحة توريد حوالي 300 ألف جرعة من اللقاح هذا الموسم مع الاستعداد لتوريد كميات إضافية أخرى، تتناقل وسائل التواصل الاجتماعي تحذيرات من وجود مؤامرة عبر التضخيم في انتشار انفلونزا الخنازير بهدف الترفيع في توريد تلاقيح فاسدة من مخابر فرنسية. وتتدعّم هذه الأخبار بتأكيد مسؤولة في مرصد الأمراض الجديدة والمستجدة، تابع لوزارة الصحة، عدم وجود انفلونزا الخنازير في تونس، حيث شدّدت بأن حالات الوفاة المسجّلة تعود فقط لأشخاص ذوي مناعة محدودة بسبب النزلة الموسمية العادية.

وفي نفس السياق، أطلق رئيس الجمعية التونسية للأخطاء الطبية صابر بن عمار صيحة فزع في صحيفة محلية بسبب ما اعتبره "استعمال التلقيح المضاد الممنوع في فرنسا" مؤكدًا أن "الترويج له في تونس يأتي ضمن صفقة للوبيات الفساد".

من جهتها، ترفض وزارة الصحة التونسية هذه الاتهامات مؤكدة أن التلقيح غير ممنوع عالميًا، ونفت في بلاغ لها تنظيم حملة تلقيح إجبارية في الجامعات والمدارس، مشدّدة أن التلقيح ليس إجباريًا بل منصوحًا به فقط لذوي المناعة المحدودة وتحديدًا كبار السن والأطفال والنساء الحوامل. وأكّدت عمومًا أنّ "المؤشرات الحالية لا تدعو لاتخاذ تدابير استثنائية خارجة عن الإجراءات الوقائية المعمول بها".

اقرأ/ي أيضًا:

من هي بيل غيبسون.. نجمة "العلاج البديل" التي فبركت مرضها؟

تونسية شابة تقدم أملًا جديدًا لمرضى الزهايمر