13-فبراير-2019

ملصق مهرجان البستان للموسيقى/فيسبوك

الترا صوت - فريق التحرير

عبر المتابعة فقط، يمكن للجمهور والنقّاد والمهتمّين بالمشهد الموسيقي العربي، ملاحظة ارتفاع عدد المهرجانات الموسيقية في بعض الدول العربية بصورةٍ مستمرّة. لبنان، رغم اضطّراباته، مثالًا على ما سبق. فالتظاهرات الموسيقية في هذا البلد ارتفعت بكثرة في السنوات الأخيرة، الأمر الذي ترك الباب مفتوحًا لإمكانية ظهور مهرجانات جديدة في السنوات المقبلة. عدا عن ظهور مساحاتٍ للمنافسة بين هذه المهرجانات؛ الجديدة ببرامج متنوّعة ومعاصرة والقديمة بطابعٍ كلاسيكي وتاريخٍ طويل من التخصّص، الأمر الذي ينعكس بشكلٍ إيجابي على المشهدين الموسيقيين، العربي بصورةٍ عامّة، واللبناني بصورةٍ خاصّة.

 لم يُفقد ظهور مهرجانات موسيقية جديدة في لبنان تلك القديمة مكانتها، وإن كانت تُعاد بملامح ثابتة، دون أن يتبدّل فيها الكثير مع مرور السنوات

في المقابل، فإن ظهور مهرجانات جديدة لم يفقد تلك القديمة مكانتها، وإن كانت تُعاد بملامح ثابتة، دون أن يتبدّل فيها الكثير مع مرور السنوات، وإن كان هناك في الحقيقة ما يستحقّ التبدّل والتغيير والاستمرار. من بين هذه المهرجانات، هناك "البستان" الأكثر عراقةً بين المهرجانات الموسيقية اللبنانية من خلال تاريخٍ يمتدّ لأكثر من ربع قرنٍ من الزمن.

اقرأ/ي أيضًا: وسام محمودي.. تأنيث الوتر الخامس لزرياب

ليلة الثلاثاء، 12 شباط/ فبراير الجاري، انطلقت في قاعة "إميل البستاني" في بيت مري اللبنانية، دورة شتاء 2019 من المهرجان. كانت البداية عبر برنامج أوركسترالي وصف في بيان المهرجان بـ "شديد التنوّع". اعتلى خشبة القاعة أربعة عازفين منفردين مختلفين، يتقدّمون الأوركسترا التي يقودها جيانلوقا مرتشيانو. العازفين الأربعة تناوبوا على الأداء برفقة الأوركسترا، حيث حضرت أعمال لتشيماورزا وسان سانس وتشايكوفسكي وبرليوز، وقام بأدائها سانيا روميتش (أبوا)، وبنجامين بايكر (كمان)، وميريم براندي (تشيلو)، وماكسيم نوفيكوف (فيولا). أمّا الأوركسترا، فقدّمت بمفردها عملًا لماسكانيي.

تمتد الدورة الحالية من المهرجان على مدى 5 أسابيع تحت عنوان "كريشاندو". فيما خصص القائمون على المهرجان، هذه الدورة منها لإيطاليا، بلد الفرح والجمال والموسيقى والأوبرا والمسرح والسينما، كما جاء في كلمة ميرنا البستاني، رئيسة ومؤسسة المهرجان في مؤتمر صحفي عقد قبل مدّة للإعلان عن برنامج دورة شتاء 2019.

تزامنت انطلاقة دورة المهرجان مع وجود أصوات تُطالب القائمين عليه بضرورة إحداث تغييرات على صعيد الشكل والمضمون. والعمل على تطوير ما يتعلّق بالتنظيم الذي أكّد البعض أنّه يصلح لأن يكون قائمًا قبل عشرين عامًا من الآن، لا في الوقت الراهن. فإحداث تغييرات وتطوير برنامج العمل كاملًا بات ضرورة للحفاظ على الحضور، والاستمرار بالوتيرة نفسها المعروفة عن المهرجان منذ أن انطلق. فالعراقة وحدها باتت لا تكفي في ظلّ وجود مهرجانات أخرى بقدرٍ عالٍ من الجودة.

اقرأ/ي أيضًا: خبز دولة.. موسيقى بهيئة رغيف

بالإضافة إلى أمسية الافتتاح ليلة أمس، تحتضن الدورة الحالية 5 أمسياتٍ أخرى. وسيكون الجمهور الليلة على موعد مع مغني الأوبرا المالطي جوزيف كاليا الذي سوف يؤدّي مقتطفات من أعمال أوبرالية لفيردي. وفي سياق الحديث عن الأوبرا، تحتضن قاعة إميل البستاني في الثامن من آذار/مارس القادم أمسية للمكسيكي خافيير كامارينا الذي سيغني هو الآخر مقتطفات من ريبرتوار روسّيني.

تزامنت انطلاقة دورة مهرجان البستان مع وجود أصوات تُطالب القائمين عليه بضرورة إحداث تغييرات على صعيد الشكل والمضمون. والعمل على تطوير ما يتعلّق بالتنظيم

الأمسية الثالثة، 23/2 و5/3، خصصت لعرض أداءٍ لستة كونشرتوهات للكمان والأوركسترا من تأليف نيقولو باغانيني. أما الرابعة، 9/3، سيكون الجمهور فيها على موعد مع أوركسترا من صربيا بقيادة مارتشيانو، وبرفقة جوقة الجامعة الأنطونية. في 12/3، الأمسية الخامسة، خصص المسرح للجورجية كاتيا بونياتشفيلي. على أن تكون الأمسية الختامية مع الإيطالي أنطونيو فيفالدي والأرجنتيني أستور بياتزولًا، ويؤدّي أعمالهما "مجموعة أكاديمية مسرح لا سكالا".

 

اقرأ/ي أيضًا:

هانز زيمر: في عالم الأحلام دائمًا

مكتبة نصير شمّه