05-فبراير-2022

تسعى الجزائر وجنوب أفريقيا لطرد إسرائيل من الاتحاد الأفريقي (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

انطلقت اليوم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أعمال القمة الأفريقية الخامسة والثلاثين بمشاركة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية، واختارت مفوضية الاتحاد لهذه القمة شعار "بناء المرونة في القارة الأفريقية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية". ويتوقع أن يناقش القادة الأفارقة عدة ملفات من بينها أوضاع الأمن والسلم ومكافحة الإرهاب، كما سيتم تناول مواضيع  للتنمية والتحديات الاقتصادية في القارة، بالإضافة لملفات الإصلاح المؤسسي للاتحاد، وتعزيز المسارات الدستورية والانتخابات في الدول الأفريقية والوضعية الوبائية.

ينتظر أن تشهد القمة مناقشة ملف طرد إسرائيل من الاتحاد الأفريقي والتي تحمل صفة مراقب، ضمن مساعٍ تقودها كل من الجزائر وجنوب أفريقيا

وينتظر أن تشهد القمة مناقشة ملف طرد إسرائيل من الاتحاد الأفريقي والتي تحمل صفة مراقب، ضمن مساعٍ تقودها كل من الجزائر وجنوب أفريقيا. حيث يتوقع أن يتم مناقشة البند التاسع  في جدول الأعمال المقرر مساء الأحد القادم باقتراح من الجزائر وجنوب أفريقيا، والمتعلق بقرار منح إسرائيل صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي من قبل رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي في تموز/ يوليو الماضي، والسجال الذي حدث. فقد اعتبرت الجزائر أن منح إسرائيل صفة المراقب كان بقرار إداري ومن دون العودة إلى المنتظم السياسي في الاتحاد أو استشارة المجلس التنفيذي للمنظمة الأفريقية.

وقادت الجزائر جهودًا دبلوماسية لرفض هذا القرار. ففي آب/أغسطس الماضي تقدمت سفارات سبع دول عربية أعضاء في الاتحاد الأفريقي في إثيوبيا وهي الجزائر ومصر وجزر القمر وتونس وجيبوتي وموريتانيا وليبيا مذكرة إلى رئيس مفوضية الاتحاد معلنة فيها اعتراضها على قراره قبول إسرائيل عضوًا مراقبًا. وأكدت أن طلب قبول إسرائيل لم يتم النظر فيه وفق نظام الاتحاد، ولم يُطرح لأي نقاش أو تشاور بين أعضائه، وهو ما يمثل "تجاوزًا إجرائيًا وسياسيًا غير مقبول من جانب رئيس المفوضية لسلطته التقديرية".

كما تزعمت الجزائر وجنوب أفريقيا مدعومة من 24 دولة أفريقية أخرى حملة داخل الاتحاد لمراجعة هذا القرار الذي اعتبر قرارًا انفراديًا اتخذه مفوض الاتحاد. وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وافق المجلس التنفيذي للاتحاد في البداية على طرح القرار للمراجعة والنقاش خلال اجتماع وزراء الخارجية الأفارقة الذي عُقد في نفس  الشهر، لكنه تقرر في  الأخير رفع الملف إلى مؤتمر القمة التي تُعقد اليوم. وقد أكد يومها وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة أن "النقاش الذي دام ساعات بين وزراء الخارجية الأفارقة بشأن القضية المثيرة للجدل حول منح صفة المراقب للكيان الصهيوني من قبل موسى فكي قد سلط الضوء على الانقسام العميق بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي". وعبر لعمامرة عن أسفه كون "اقتراح الجزائر ونيجيريا والذي يهدف إلى إعادة الوضع إلى ما كان عليه على الفور لم تقبله أقلية ممثلة بالمغرب وبعض حلفائه المقربين، بما في ذلك جمهورية الكونغو الديمقراطية التي ضمنت رئاسة متحيزة بشكل خاص".

في هذا الإطار، قاد وزير الخارجية الجزائري مشاورات مع  وزراء خارجية عدد من الدول التي تدعم منح إسرائيل صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي لإقناعها بالعدول عن موقفها والتصويت لسحب هذا القرار. والتقى وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة مع وزير الخارجية والتعاون والتكامل الأفريقي لجمهورية توغو روبرت دوسي، ووزير الخارجية التشادي شريف محمد زين، ووزير الخارجية الأوغندي هينري أوريم أوكيلو وهم وزراء خارجية دول تدعم منح إسرائيل صفة عضو مراقب في الاتحاد.

وعقد لعمامرة كذلك سلسلة من اللقاءات التشاورية مع عدد من نظرائه من الوزراء الداعمين  لقرار سحب صفة المراقب من إسرائيل كجنوب أفريقيا وأنغولا وليبيا وجيبوتي استكمالًا للعريضة التي كانت وقعتها سبع دول عربية في الاتحاد. كما أعلنت الجزائر دعم تعيين الإثيوبية ناردوس بيكيلي توماس لمنصب الأمين التنفيذي الجديد لوكالة التنمية للاتحاد الأفريقي لنيباد، حيث سيتم التصويت  لصالحها في قمة الاتحاد المرتقبة غدًا، وهي خطوة تهدف إلى دفع إثيوبيا إلى دعم مساعي الجزائر لطرد إسرائيل خاصة بعد بروز مؤشرات جدية على تحول في الموقف الإثيوبي من حصول إسرائيل على صفة مراقب، خاصة بعد عدم وفاء إسرائيل بوعودها لحكومة آبي أحمد بتسليم مساعدات عسكرية كانت وعدتها بها تل أبيب خلال الحرب الأخيرة في تيغراي.

تأمل الجزائر أن تنجح الجهود الدبلوماسية في تحقيق هذه الغاية لتثبيت استعادة دورها الإقليمي وموقعها وفي القضايا المهمة على الساحة الدولية

وتأمل الجزائر أن تنجح الجهود الدبلوماسية في تحقيق هذه الغاية لتثبيت استعادة دورها الإقليمي وموقعها وفي القضايا المهمة على الساحة الدولية. ويتوقع المطلعون على الملف أن يتم  سحب صفة المراقب من إسرائيل في ظل توافق دول أفريقية كبرى وهي الجزائر ومصر ونيجيريا وجنوب أفريقيا بخصوص هذا الملف.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

إسرائيل وعضوية الاتحاد الأفريقي: احتمالات وتداعيات

نتنياهو يفتح إفريقيا.. سر الزائر والزيارة