15-أغسطس-2017

المعارض العائد إلى حضن النظام بسام الملك

وماذا يعني؟ لطالما كان هذا جواب الأغلبية من السوريين عندما يخرج أحدهم احتجاجاً على ما يجري في أرضه من خطايا، وهؤلاء هم "المنشقون" لغاية التغيير، والبعض ممن أعلنوا ولاءهم للدولة وللنظام يرون فيهم مجرد فاسدين وخونة أراحوها وأراحوهم من عناء الملاحقة والمحاكمة، وهم لا يقدمون ولا يؤخرون على ما يجري.

معارضون من خانة مؤيدي الشتائم يجدون في عودة بعض المنشقين إلى حضن الوطن مناسبة للتخوين والشتم

في الطرف الآخر يرى فيهم المعارضون انتصارًا لثورتهم، وإضافة لها كي تتمكن من ضم أكبر عدد ممكن من المؤثرين على حياة السوريين وآرائهم، ولطالما جرت لهم مراسم الاحتفاء والتصوير والبيانات.

اقرأ/ي أيضًا: معارضون سوريون: أعطني حضنًا... أعطيك موققًا

في الطرف الآخر يرى فيهم المعارضون انتصارًا لثورتهم، وإضافة لها كي تتمكن من ضم أكبر عدد ممكن من المؤثرين على حياة السوريين وآرائهم، ولطالما جرت لهم مراسم الاحتفاء والتصوير والبيانات.

في المقلب الآخر ستسمع نفس الإجابة الآن.. وماذا يعني أن يعود هؤلاء إلى ما يسمى حضن الوطن، أي العودة إلى "الرشد والعقل"، وهذا أصوب، وعن هؤلاء العائدين يقول بعض مؤيدي النظام ببرود: الوطن أولى بأبنائه.. فيما آخرون يسخرون: خونة وعادوا، ومن اعتادوا الشتيمة: كلاب وعادت.

المعارضون الذين انسلخ عنهم هؤلاء يرون أيضًا أنهم لم يخسروا شيئًا فهؤلاء لم يكونوا مع الثورة قلبًا، والأولى لمن قلبه معلق أن يختار مكانه النهائي في بلد يصطف الناس فيها فرقاء حولها، ويدمرونها باسم الحب الذي يكنونه لها.

معارضون أيضًا من خانة مؤيدي الشتائم يجدون في حدث عودة هؤلاء مناسبة للتخوين والشتم، فهؤلاء مدسوسون من قبل النظام، وأدوا مهامهم وها هم يعودون إلى إتمام دورهم.

مناسبة الحديث الطويل هذا عودة شخصيتين من حضن الثورة إلى حضن النظام أو الوطن.. فراس الخطيب لاعب منتخب سورية لكرة القدم الذي كان من أول مناصري المعارضة وأقسم بعدم العودة حتى النصر، والثاني التاجر بسام الملك عضو الائتلاف الذي رأى بعد سبع سنوات من خروجه أن الوطن بحاجته لأن العالم كله خذل السوريين، وفي الوطن يستطيع أن يفعل ما لم يقدر على فعله في الخارج.

انشق الملك. كان احتفاءً بانضمام رجل مال إلى ثورة فقيرة، عاد الملك لم تخسر الثورة قرشًا واحدًا فهو مثل غيره رأى فيها فرصة سانحة لمال وسلطة، وفي كلا الأمرين خسر الوطن وقتًا ومالًا وبشرًا انقسموا على حبه.. فمات من مات دفاعًا عن فكرة كان يرددها "الملك" على الشاشات نصرة للثوار، وسيرددها بعد قليل نصرة للجيش السوري.

عاد بسام الملك، عضو الائتلاف، إلى حضن النظام السوري، بحجة أنه في الوطن يستطيع أن يفعل ما لم يقدر على فعله في الخارج

اقرأ/ي أيضًا: نوبل للسلام وودّ لنظام الإرهاب!

انشق الملك... وصار في مقعد الائتلاف ناطقًا باسم كل من أطلقوا شعارات الثورة وإسقاط النظام، وحضر الملك كل مؤتمرات المعارضة ونقاشاتها، وأكل وشرب على حسابها حتى انتفخ.

عاد الملك... ربما ستفتح له قاعة الشرف في مطار دمشق الدولي أسوة بلاعب كرة قادم إلى حضن الوطن، وسيستقبله بعض رجالات الصف الأخير من الحكومة، وربما أمين (فرقة حزبية) مرحباً بعودة الفتى الضال.

أما الوطن فسيبقى ساحة صراع بين كل محبيه.. كل على مذهبه وهواه، والأيام القادمة شاهد قريب ربما على ما سيجلبه هذا الحب من خراب جديد باسم الوطن الذي علته كل رايات النفاق والوهم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أدونيس.. فهرس المذعور والأعمى

لعنة السوري