10-أغسطس-2021

صورة أرشيفية من طرابلس (Getty)

اشتدت الأزمة المعيشية التي يعيشها المواطن اللبناني وبلغت  أخطر مستوياتها، في ظل إعلان مديرية منشآت النفط عن الشح الكبير في مادة المازوت، ما زاد ساعات التقنين الكهربائي إلى معدّلات غير مسبوقة، فيما أعلن القسم الأكبر من أصحاب الموّلدات توقّفهم عن تزويد مشتركيهم بالكهرباء، بالرغم من الارتفاع الكبير في بدل هذه الاشتراكات بسبب عدم توفر مادة المازوت في المحطات، ولجوء معظمهم إلى السوق السوداء، للحصول على كميّات قليلة وغير كافية منه، وبأسعار مرتفعة جدًا، يدفعها المواطن اللبناني من جيبه. 

وصلت أزمة المازوت وانقطاع الكهرباء هذه المرة إلى مختلف القطاعات المهنية والعلمية والصحية في لبنان، وأعلن القسم الأكبر من أصحاب الموّلدات توقّفهم عن تزويد مشتركيهم بالكهرباء

ويتزامن انقطاع الكهرباء لساعات طويلة مع موجة الحر الخانقة التي يشهدها لبنان، بالتزامن مع معدلات الرطوبة المرتفعة، خاصةً في العاصمة والمدن الساحلية، كذلك يشلّ غياب الكهرباء عدًدا كبيرًا من القطاعات، ويمنع شرائح واسعة من القوى العاملة من إتمام عملها، في الوقت الذي أطلقت القطاعات المختلفة الصرخات التحذيرية مع استمرار  أزمة الكهرباء، وفي مقدمها المستشفيات التي دقّت ناقوس الخطر، وأعلنت أن مئات المرضى مهددون اليوم بالموت في حال لم تزوّد المرافق الطبيعية بالكهرباء الكافية سريعًا، كذلك أقفلت العديد من التعاونيات والمحال التجارية الكبرى أبوابها، في ظل غياب التبريد الضروري للمنتجات الغذائية وخاصة في فصل الصيف، فيما توقّف عدد كبير من الفنادق عن استقبال النزلاء للأسباب نفسها.

غياب الكهرباء والارتدادات الكارثية له على يوميات المواطنين، بالإضافة إلى غرق المدن والقرى في الظلام الدامس، وقيام مواطنين في معظم المناطق بقطع الطرقات احتجاجًا على عدم توفّر المازوت للمولّدات،  حاز على اهتمام واسع لدى الناشطين والوكالات والمواقع الإخبارية اللبنانية، وطغى بشكل واضح على الأزمات الأخرى التي يعيشها المواطن من انقطاع البنزين، عدم توفّر الدواء، والارتفاع الجنوني المتواصل في الأسعار.

الناشط أحمد النجار نشر صورة لطفله وهو نائّم على شرفة المنزل بحثًا عن بعض الهواء، وقال من باب التهكّم أنه يشكر الدولة التي تفعل هذا بأطفال لبنان، وأشار الناشط محمد قدّور إلى أن كهرباء الدولة والاشتراك، تنقطع عن منطقته لأكثر من 16 ساعة يوميًا، واتهم أصحاب المولّدات ببيع المازوت الذي يحصلون عليه في السوق السوداء، أو للمهربين الذين ينقلونه إلى خارج لبنان.  

أما الناشط شادي سفرجلاني فسأل عن المازوت والفيول الذي كان من المفترض أن يصل إلى لبنان، بحسب زعم المسؤولين اللبنانيين، وتساءلت الناشطة سوسن علّام عن غياب وزير الطاقة عن السمع، وطالبته بالظهور وإخبار اللبنانيين عمّا يحصل في قطاع الكهرباء، ومن باب التهكّم، سأل الناشط طوني رزق إن كان لبنان يحتفل باليوم العالمي للأرض، في إشارة إلى العتمة الدامسة التي تلفّه اليوم. 

فيما أشار موقع القرار الإخباري، إلى أن مدينة صيدا تحوّلت إلى "جهنم"، بعد انقطاع الكهرباء التام عنها لعدة أيام، وذكر أن المواطنين فيها لجأوا إلى قرع الطناجر ليلًا، احتجاجًا على ما آلت إليه الأمور، وذكر موقع صدى نيوز أن شركة كهرباء زحلة طالبت المسؤولين بالتدخل لإمداد المدينة بالمازوت، بعد نفاذ كل الكميات لديها، مع الإشارة إلى أن مدينة زحلة اشتهرت في السنوات الأخيرة بأنها المدينة الوحيدة في لبنان التي تحصل على التغذية بالتيار الكهربائي 24\24، ولم يختلف الوضع في مدينة الهرمل البقاعية، حيث ذكرت الوكالة الوطنية أن المدينة غرقت في الظلام منذ يومين، وأن أهلها يناشدون المسؤولين لتأمين مادة المازوت، وامتدت الأزمة لتشمل الصروح العلمية والتربوية، حيث أعلنت الجامعة الأمريكية في بيروت، أنها ستطفئ التكييف في الصفوف والقاعات، بسبب انخفاض منسوب المازوت في خزاناتها. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

التمييز في العمل على أساس السن.. مشكلة عابرة للأجيال

الأزياء التكيفية للأشخاص ذوي الإعاقة.. أناقة وراحة في آن واحد