08-مارس-2021

عملية اعتقال في القاهرة (Getty)

تحتفل سيدات مصر باليوم العالمي للمرأة، في الوقت الذي تقبع فيه العشرات منهن في أقبية نظام عبد الفتاح السيسي، بسبب مواقفهن المعارضة للنظام. ولا تكاد تنتهي حكايات النساء المصريات اللواتي احتجزت حريتهن قسرًا، والممارسات التي تعرضن لها خلال التحقيق ولاحقًا خلال الاحتجاز.

أصبح الإخفاء القسري أثناء الاعتقال ممارسة أمنية شائعة بحق النساء المعارضات في مصر 

ضمن هذا الإطار نشرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، تقريرًا في الأول من شهر آذار/مارس 2021، أكّدت فيه أن السيدة منار أبو النجا، والتي اختطفتها قوات الأمن المصري مع عائلتها قبل سنتين تقريبًا، بعد توجيه التهمة المعتادة في هذا المجال، وهي الانضمام إلى جماعة إرهابية وتمويلها، بدون ذكر هذه الجماعة، وبدون أية أدّلة ملموسة، قد تم ترحيلها إلى سجن النساء في القناطر، لتبدأ رحلة جديدة مع الاعتقال. مع الإشارة إلى أن محضر التحقيق ذكر أن الأمن ألقى القبض على منار أبو النجا في 17 شباط/فبراير 2021 وليس في التاسع من آذار/مارس 2019 كما تؤكد عائلتها، في محاولة جديدة من القضاء المصري لإخفاء حدوث عملية الإخفاء القسري. وسُتجبر منار على التخلي عن ابنها الذي بلغ اليوم ثلاث سنوات، عاش سنتين منها في الإخفاء القسري، وفي ظروف لا يعرفها إلّا السجّانون.

اقرأ/ي أيضًا: عنف منزلي وارتفاع سعر الدولار.. المرأة اللبنانية تدفع ثمن الأزمة مرتين

من جانبه، كتب شقيق منار، أنس أبو النجا، منشورًا على فايسبوك، قال فيه إن ابن شقيقته ذا الثلاث السنوات عاد إليهم، لكنه يعيش حالة نفسية صعبة ولا يستطيع التأقلم مع الناس الجدد، بعدما اعتاد العيش في غرفة مغلقة لمدة سنتين. وأكّد أن مصير زوج شقيقته لا يزال مجهولًا وهم لا يعرفون شيئًا عنه. 

وتحدثت صفحة نساء ضد الانقلاب على تويتر عن حالات قام خلالها النظام المصري بإطلاق سراح بعض النساء نتيجة للضغوطات عليه، لكنه عاد وأخفاهن، كالطالبة آلاء السيد والمهندسة ريمان الحساني. وأكّدت صفحة "حريتها حقها" أن السلطات عادت وأخفت المهندسة الحساني لمدة 28 يومًا فور إطلاق سراحها في كانون الأول/ديسمبر 2020. مع العلم أن الحساني تواجه تهمًا بتمويل منظمات إرهابية، نشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

وكان الناشطون المصريون قد أطلقوا في فترات متلاحقة أكثر من وسم لتسليط الضوء على قضية النساء المسجونات كـ#حكايتي #الجبان_سجن_البنات، و#أنقذوهن لفضح الممارسات المرتكبة من طرف القوى الأمنية، القضاء، والسجانين في حقّ النساء. كذلك أطلق الناشطون حملة #freehoda للمطالبة بالإفراج عن المحامية هدى عبد المنعم، التي اختطفت في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 من منزلها في القاهرة، ووجهت إليها لاحقًا تهمة  "الانضمام لجماعة إرهابية أسست على خلاف القانون، والتحريض على ضرب الاقتصاد القومي".  وقد ذكر  زوجها خالد البدوي من خلال منشور على فايسبوك، أن زوجته تعاني من توقف الكلية اليسرى، ومن مشاكل في الكلية اليمني، وناشد السلطات المصرية بإطلاق سراحها، مع العلم أنها قضت في حبسها الاحتياطي ما يزيد عن عامين. وقد استخدم الناشطون وسم #هدى_عبد_المنعم_في_خطر بهدف الضغط على المنظمات الدولية للإفراج عنها. 

وفي ظل ارتفاع الأصوات المطالبة بإطلاق سراح السجينات السياسيات، أو على الأقل تحسين ظروف الاعتقال وخاصة الرعاية الطبية، كانت وزارة  الداخلية المصرية، عبر المصادر الأمنية،  تنفي وجود أي تقصير في هذا المجال، وتحمل الوسائل الإعلامية المعارضة مسؤولية بثّ هذه الأخبار. 

والمفارقة أنه فيما كانت النساء المصريات يعانين في معتقلات السيسي، كان شيخ الأزهر أحمد الطيب يوجّه النداء لإطلاق سراح 300 فتاة تمّ اعتقالهن في نيجيريا خلال هجوم إرهابي، ما دفع إلى صدور مطالبات بأن يولي اهتمامًا للمعتقلات المخفيات في سجون مصر بدون وجه حق. وفيما كان الإعلاميون الموالون للنظام في مصر يتغنّون بإنجازات عبد الفتاح السيسي فيما يخص تعيين بعض النساء في مناصب عالية في الدولة واصفين عهده بالعهد الذهبي للمرأة المصرية، كان الناشطون ينشرون أسماء المعتقلات والمدة التي حكم عليهن بها، وقد وصفوها بالجرائم والانتهاكات من قبل  النظام ضد المرأة المصرية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تعقيب من الصليب الأحمر على صعوبة الوضع الإنساني في سوريا

مطالبات واسعة بالإفراج عن صحفي أسوشيتد برس المعتقل في ميانمار