29-أبريل-2022
محمد عبده

"Getty" محمد عبده

أطلق المطرب السعودي محمد عبده سلسلة مواقف مثيرة للجدل خلال مقابلته الاخيرة مع قناة SBC السعودية ضمن برنامج "مراحل " الذي يقدّمه الإعلامي علي العلياني، حيث وجّه انتقادات لاثنين من أهم فناني المملكة هما الراحلان طلال المداح وأبو بكر سالم. تعليقات عبده أثارت موجة ردود وانتقادات واسعة ضد عبده، قادها كتاب وناشطون سعوديون ومن مختلف دول الخليج، انتقدوا فيها أسلوب عبده وعدم احترامه لقامات فنية معتبرة في الذاكرة الخليجية والعربية. 

عبده: المداح وأبو بكر سالم لم يخلّفا إرثًا وطنيًا

المنافسة الفنية الطويلة بين محمد عبده وطلال المداح انتهت في العام 2000 بعد وفاة الأخير، لكن "فنان العرب" لم يتوانَ عن إطلاق المواقف المسيئة ضد المداح، آخرها كان في برنامج "مراحل"، حيث قال ردّا على سؤال، إن طلال المداح وأبو بكر سالم خلّفا إرثًا غزليًا، لكنهما لم يتركا أي إرث وطني، فأغنية " وطني الحبيب " واسعة الانتشار في المملكة والتي غناها طلال مداح للمرة الأولى في العام 1961 وهي من كلمات الدكتور مصطفى بليلة، مسروق لحنها من التراث الوطني بحسب عبده، كما شبّه لحن أغنية "يا بلادي واصلي" للفنان أبو بكر سالم بـ "دف عربية خربانة".

 كذلك انتقد المتابعون ما وصفوه بالنرجسية والغرور لدى فنان العرب، إذ اعتبر عبده في المقابلة نفسها، أنه لا يوجد خليفة لمحمد عبده، وأنه لا يمكن لأحد أن يلعب في ملعب "محمد عبده"، كما قال ردًا على سؤال إن أفضل من لحن لمحمد عبده هو محمد عبده.

ضمن أبرز المواقف المنتقدة لتصريحات عبده، تمنّى الصّحفي السعودي صالح الفهيد على نجلي الفنانين طلال المداح وأبو بكر سالم أن يردّا على محمد عبده، معتبرًا أن  "بيت محمد عبده من زجاج، ولديه سجِل طويل من القصائد والأغاني الملطوشة، وسجِل آخر من الأغاني التي تشبه دفدفة عربيات الحمالين في سوق الخضار" بحسب وصف الفهيد.

وتساءل الصحفي اليمني صدام الكمالي، ما إذا كانت عقدة النقص هي من تدفع فنان كبير بحجم محمد عبده للسخرية من الأرث الغنائي لعملاقين راحلين مثل أبو بكر سالم وطلال المداح. وأضاف : " عجبًا، سخرية وتطاول لا تصدر عن فنان ناشئ، فكيف بفنان كبير كمحمد عبده "

صفحة " أبو مداح " التي تجمع محبي الفنان طلال المداح، نشرت مقطع فيديو له وهو يغني " وطني الحبيب" مع تعليق: " نحب نذكركم بالاغنية الوطنية السعودية الأعظم من ٥٠ سنه وهي في قلب كل سعودي لا محمد عبده ولا غيره يقدر يغني مثلها ولا جلس قرن كبير جدا عليه اللحن ".

وضمن السياق نفسه، أشاد الكاتب السعودي المعروف تركي الحمد بموهبة وفن أبو بكر سالم وطلال المداح، ورأى أنه كان بإمكان محمد عبده أن يكتفي بالترحم عليهما، والامتناع عن الخوض في سيرتهما تقديرًا لهما.

أما المستشار الإعلامي محمد الشيخ، فإنه يرى إنه في حال كان لحن وطني الحبيب مسروقًا كما ادّعى محمد عبده، فيجب شكر ذلك "السارق الوطني الشريف الذي بفضل سرقته الذكية ألبس تلك القصيدة أجمل لحن، وزينها بأعذب صوت ليقدم للوطن تلك الأغنية الوطنية الخالدة التي لم تخلد مثلها أغنية حتى سكنت في وجدان كل السعوديين".

زلّات وأخطاء محمد عبده لا تنتهي

تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الاولى التي تثير فيها تصريحات ومواقف محمد عبده الجدل وتستدعي موجات واسعة من ردات الفعل، فالفنان المولود في العام 1949 في محافظة جيزان جنوب المملكة العربية السعودية،  عوّد المتابعين في معظم إطلالاته ومقابلاته، على إطلاق مواقف غير مدروسة، حمل بعضها الإساءة لفنانين كبار، فيما تضمن بعضها الآخر إحراجًا لعبده نفسه، أبرزها كان عندما دُعي لإحياء حفل تتويج فريق الهلال السعودي ببطولة آسيا، فقال خلال الحفل إنه يتمنى أن يتوج الهلال ببطولة آسيا! أو قوله في إحدى المقابلات إن المتنبي ولد في مدينة عنيزة السعودية، في وقت يعلم الجميع أن المتنبي من مواليد الكوفة في العراق.

جماهير ومحبّو محمد عبده يطالبونه على الدوام بالتوقف عن الإطلالات الإعلامية لتجنب ارتكاب الهفوات والزلات، أو توجيه الإهانات لزملائه الفنانين والمطربين، لكن عبده لا يستجيب لهم، خاصة بعد تحوله إلى هدف رئيسي للبرامج الحوارية التي يريد معدوها أن يعرضوا مواد تستتبع ردات فعل واسعة وترفع من نسب المشاهدة، كما هو الحال في مقابلة عبده الاخيرة مع علي العلياني.