31-ديسمبر-2021

(Getty) عمرو دياب

ذكرت وكالة "بي بي سي" أنّ شركة السيارات الفرنسية "سيتروين" سحبت إعلانا مصريًا لسيارتها الجديدة، بعد الانتقادات التي تعرّض لها فور نشره، من قبل ناشطي وروّاد مواقع التواصل الاجتماعي بسبب ما اعتبروه تحريضًا وتشجيعًا على التحرّش بالنّساء.

وقالت سيتروين في بيان لها نشرته الخميس في الـ30 من كانون الأول/ديسيمبر،  إنّها اتخذت قرارًا بسحب هذا الإعلان التّجاري، مقدّمةً اعتذارها من جميع المجتمعات المتضررة من هذا الإعلان.

الإعلان الترويجي الجديد ركّز على تقنية التقاط صور فوتوغرافية من خلال المرآة الأمامية للسيّارة، ويظهر فيه الفنان المصري عمرو دياب وهو يقود سيارة سيتروين، ويلتقط صورة لفتاة تمرّ أمام سيّارته ثم يتطور الأمر بينهما إلى موعد غرامي، ما أثار حفيظة المتابعين وغضبهم إذ اعتبروا أنّ الإعلان يشجع على التّحرّش.

بعد انتشار الإعلان على صفحة سيتروين على موقع انستغرام، نبّه أحد المستخدمين الشركة من أنّ الرّجال الذين سيشاهدونه، سيظنّون أنّ بإمكانهم مواعدة الفتاة التي يلتقطون لها صورة دون إذنها في الشارع، بينما هم في الحقيقة يستحقّون الدخول الى السجن، لتنطلق بعدها عاصفة من الانتقادات للإعلان.

صحيفة الغارديان البريطانية تحدّثت عن الانتقادات التي واجهها الإعلان في مصر، البلد الذي تعرض 90 بالمئة من نسائه في سنّ بين 18 و39 سنة للتحرش في العام 2019 بحسب شبكة أبحاث باروميتر.

في أبرز التعليقات المنتقدة للإعلان، قالت الناشطة الأمريكية _ المصرية ريم عبد اللطيف، إن كثيرون في مصر يحبون الأقوياء كعمرو دياب ومحمد صلاح، لكنهن كنساء ناجيات من التحرش والاعتداءات الجنسية، لم يكونوا ليتوقعوا بأن عمرو دياب سيقف إلى جانبهم، لكنها على الأقل تطلب منه إذا كان لا يملك أي شيء إيجابي ليقدمه للمرأة، أن يلتزم الصمت على الأقل.

واعتبرت ريم عبد اللطيف في تغريدة أخرى، أن التقاط صورة لفتاة ما دون موافقتها، هو أمر مخيف وأن عمرو  دياب وسيتروين من خلال الإعلان يروجان للتحرش الجنسي.

المدير التنفيذي في مجموعة سميكس محمد نجم، قال إن سيتروين استعانت بنجم مشهور هو عمرو دياب لتنفيذ الإعلان، ليبدو الأمر وكأنه تشجيع على المضايقة وخرق الخصوصية، وسأل : " متى ستتوقف هذه الإعلانات في منطقتنا؟"

واستغربت إحدى الناشطات النسويات من مصر، كيف أن فريق عمل كامل " شاف إن الإعلان حلو " في بلد تتعرض فيه 99 بالمئة من النساء للتحرش في الشوارع من المارة ومن السائقين.

فيما استنكرت المغردة أمينة زين الدين، موافقة وكيل أعمال عمرو دياب على الإعلان بعد عرضه عليه.

ورأى الناشط أحمد مجدي توفيق، أن فكرة الإعلان تليق تمامًا بمجتمع مريض ومخرج إعلانات من قعر هذا الجهل.

الباحث والناشط المصري عمرو علي، قال إن من بين كل الإعلانات التي يمكن أن تنتجها، اختارت سيتروين نهج التحرش الجنسي والمطاردة، وأعطت دفعة للسلوك العدواني في بلد يشتهر بالتحرش الجنسي، واستغرب كيف أن قسم التسويق في الشركة ناقش باستفاضة هذا العمل ووافق في النهاية على إنتاجه.

الصحفية في " بي بي سي " شيماء خليل، استغربت كيف أن فريق عمل كامل في سيتروين، وافق على فكرة قيام رجل بالتقاط صورة لامرأة بدون موافقتها، ثم عرضت الفكرة على عمرو دياب  أكبر نجم في الشرق الأوسط وفريقه ووافقوا عليها، مشيرة إلى أنه يتوجب على سيتروين أن تشرح كيف تمّ ذلك.

 

اقرأ/ي أيضًا:

اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء. جائحة لا تنتهي

كيف يفلت المتحرش من العقاب ويتحول إلى ضحية؟