28-يونيو-2020

انتقادات بشأن علاقة ترامب بإدارة فلاديمير بوتين (Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير

هاجم المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، بعدما امتنع عن الرد على التقارير التي تحدثت عن تقديم موسكو مبالغًا مالية لعناصر من حركة طالبان لقاء استهداف القوات الأمريكية المتواجدة في أفغانستان، في الوقت الذي أكد فيه مسؤولون في الإدارة الأمريكية عدم إطلاعهم ترامب على التقارير الصادرة بهذا الشأن، وهو الأمر الذي نفاه مسؤولون آخرون بقولهم إن موظفين بارزين في البيت الأبيض كان لديهم علم بما ورد في التقارير.

 امتنع ترامب عن الرد على التقارير التي تحدثت عن تقديم موسكو مبالغًا مالية لعناصر من حركة طالبان لقاء استهداف القوات الأمريكية المتواجدة في أفغانستان

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير نشر قبل يومين إن مسؤولين في المخابرات الأمريكية خلصوا إلى أن وحدة المخابرات العسكرية الروسية عرضت سرًا مكافآت مالية للمقاتلين الراديكاليين المرتبطين بحركة طالبان الأفغانية، مقابل استهدافهم لقوات التحالف المتواجدة في أفغانستان، بما في ذلك القوات الأمريكية، مضيفةً أن القوات الأمريكية أعلنت عن مقتل 20 حنديًا في أفغانستان العام الماضي، دون أن يتضح ما هي العمليات التي تشتبه بها المخابرات الأمريكية.

اقرأ/ي أيضًا: المخابرات الأمريكية: بوتين أطلق حملة لدعم ترامب

وأضافت الصحيفة بأن المخابرات الأمريكية خلصت قبل أشهر إلى أن الوحدة الروسية المرتبطة بمحاولات اغتيال، وعمليات سرية أخرى في أوروبا تهدف إلى زعزعة استقرار الغرب، قد عرضت سرًا مكافآت مالية لعناصر من الحركة في مقابل تنفيذ هجمات ناجحة ضد قوات التحالف المتواجدة داخل الأراضي الأفغانية العام الماضي، مشيرةً إلى أن العناصر التي نفذت المهمة جمعت بعض أموالها من المكافآت.

وردًا على تقرير الصحيفة الأمريكية قال بايدن في لقاء افتراضي عبر الانترنت إن "دونالد ترامب لم يحجم فقط عن فرض عقوبات أو اتخاذ أي إجراءات ضد روسيا على هذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي بل واصل حملته المحرجة باحترام (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين والانتقاص من قدره الشخصي أمامه"، مشددًا على أن الفترة التي قضاها ترامب في البيت الأبيض  كانت "هدية لبوتين".

كما تشير الصحيفة الأمريكية في تقرير منفصل إلى أن مسؤولين في إدارة ترامب اطلعوا على تقييم المخابرات الأمريكية، والذي استند جزئيًا إلى استجواب المسلحين الأفغان، مضيفةً أن الإدارة قالت إن التقييم تم التعامل معه "على أنه سر"، غير أنها عملت على توسيع إحاطتها الإعلامية بشأنه الأسبوع الماضي، بما تضمن تبادل المعلومات المرتبطة بذات الشأن مع الحكومة البريطانية، التي استهدفت قواتها إلى جانب القوات الأمريكية.

يوضح التقرير أيضًا أنه مع تزايد الانتقادات لعدم تحرك الإدارة الأمريكية خلال اليومين الماضيين، فإن البيت الأبيض ادعى أن الرئيس الأمريكي لم يتم إخباره بتقييم المخابرات، إلا أن مسؤول كشف لصحيفة التايمز البريطانية أن المعلومات الاستخباراتية المرتبطة بدفع الروس مبالغ مالية لمقاتلين أفغان تم إطلاع أعلى المستويات في البيت الأبيض عليها.

وقال مسؤول آخر لديه اطلاع على القضية إن المعلومات التي حصلت عليها المخابرات الأمريكية جرى تضمينها في الإحاطة اليومية التي تقدم للرئيس الأمريكي، وهي عادة ما تكون وثيقة تتضمن معلومات تحليلية عن خصوم الولايات المتحدة، والمؤامرات التي تقوم باكتشافها المخابرات الأمريكية، إضافةً للأزمات التي تنشأ عالميًا.

وتضيف الصحيفة الأمريكية وفقًا لتقارير سابقة استندت لمقابلات أجريت مع 10 مسؤولين من المخابرات الأمريكية، أنه من الصعب إطلاع الرئيس ترامب بشكل خاص على مسائل الأمن القومي الحرجة، وإنه دائمًا ما ينحرف عن المسار العام للقضية، ما يتطلب صعوبةً في إعادته للموضوع الأساسي، فضلًا عن الإشارة إلى أن ترامب نادرًا ما يقرأ تقارير المخابرات الأمريكية، بما في ذلك ملخص الإحاطة اليومية، الذي يقرأه من مرتين إلى ثلاث أسبوعيًا بدلًا من كل يوم.

ونوهت الصحيفة الأمريكية في تقريرها إلى أن مساعدي الإدارة الأمريكية الكبار طوروا ردودًا على التقييم الاستخباراتي بالقضية ذاتها، بما في ذلك دراسة تقديم شكوى دبلوماسية لموسكو تطالبها بالتوقف عن ذلك، والدفع بحزمة عقوبات اقتصادية جديدة ضد موسكو، غير أن مسؤولين في الإدارة الأمريكية قالوا إن البيت الأبيض لم يقرر بعد اتخاذ أي خطوة، دون أن يقدم المزيد من التفاصيل عن طبيعة الرد أو توقيته.

من جهتها نفت موسكو تقرير الصحيفة الأمريكية، وفي سياق ردها على المعلومات التي كشفت عنها المخابرات الأمريكية، اتهمت السفارة الروسية في واشنطن المخابرات الأمريكية بتهريب المخدرات إلى أفغانستان، مضيفةً أنهم يحاولون تقديم معلومات خاطئة للتغطية على ذلك، كما رفض المتحدث باسم الحركة الأفغانية ذبيح الله مجاهد التقارير الواردة بذات الشأن معتبرًا أنها شائعات تهدف إلى التدخل في عملية السلام مع الولايات المتحدة لإنهاء الحرب المستمرة هناك.

وكان السيناتور الجمهوري البارز وأحد الداعمين الأساسيين للرئيس الأمريكي لندسي غراهام قد أكد في تغريدة عبر حسابه الرسمي على تويتر على ضرورة الحصول على إجابات بشأن القضية، وقال في هذا الصدد: "أتوقع من إدارة ترامب أن تأخذ مثل هذه الادعاءات على محمل الجد، وأن تبلغ الكونغرس على الفور بموثوقية هذه التقارير الإخبارية".

 

اقرأ/ي أيضًا:

 ما الذي يريده بوتين حقًا من اتفاقه مع ترامب حول سوريا؟