31-يوليو-2021

عناصر من فوج الإطفاء في القبيات (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

تواصل اندلاع الحرائق في لبنان لليوم الرابع على التوالي، وأتت النيران على كميّات هائلة من الغابات والمساحات الخضراء في عكار والبقاع، في ظل عجز الدولة اللبنانية التام عن التعامل معها، بسبب النقص في المعدّات والتجهيزات، ما يعكس الفساد والإهمال العميق في مؤسّسات الدولة اللبنانية، فاشتعلت مواقع التواصل بالغضب، وأعلن الناشطون عن حزنهم العميق بسبب مشاهد النيران التي التهمت الغابات والمحميات، ووصلت إلى الأحياء السكنية فهجّرت أهلها منها. 

دفعت الحرائق المنتشرة في لبنان إلى استعادة مجمل تقصيرات الدولة وملفات الفساد والإهمال العام ضمن الانتقادات الحادة التي تم تداولها باتساع عبر منصات التواصل الاجتماعي 

وقد استخدم الناشطون لهذه الغاية وسم "لبنان يحترق"، فنشر جوزيف حدّاد صورة لغابة في القبّيات قبل الحريق وبعده، وقالت ريم جهاد أن لبنان يعيش اليوم بلا طعام، ولا كهرباء أو وقود، وانتفت الحياة منه بعد تفجير مرفأ بيروت، فيما حكومة لبنان غبر المؤهلة للحكم، تحتجز أكثر من 6 مليون مواطن كرهائن. 

أما الناشطة ريم حمود فتوجّهت إلى وزير البيئة السابق فادي جريصاتي، وسألته من باب التهكّم إن كان قد اشترى طوافات إطفاء الحرائق التي وعد بها في العام 2019، وقال الناشط سلمان العنداري إنه في الوقت الذي يستمر فيه اندلاع الحرائق في لبنان، لا تزال الحياة في قصور أهل السلطة هادئة، كأنّ ما يحري في عكار لا يعنيهم، وفي الوقت الذي يحترق لبنان فيه، تجدّ الذين يتحكّمون بالبلد، يتناطحون على المناصب ويتبارزون في الشعارات، وقال إن العار سيلاحقهم دائمًا. الناشطة زينة من جهتها، نشرت صورة لعناصر الدفاع المدني، بعدما أنهكهم التعب خلال عملية إطفاء الحرائق، ودعت اللبنانيين إلى تذكر هذه الصور جيدًا، وتعليقها فوق مراكز الاقتراع في الانتخابات القادمة، ليعرف اللبنانيين جيدًا من قام بإحراقهم، ومن قام بإخماد حرائقهم. 

في حين  قالت الناشطة نور حسن إن مسؤولي لبنان دمّروا البلد وأحرقوه، وأنهم اليوم بسبب فسادهم، لا يمتلكون ما يطفئون الحرائق المستعرة به. وأشارت الناشطة سارة مراد، إلى أن الحرائق اليوم تذكّر اللبنانيين بالحرائق التي اندلعت صيف 2019، والتي مهدت بشكل أو بآخر لانتفاضة 17 تشرين، بعد ما ظهر عجز الدولة التام عن التعامل معها، وقالت إن اللبنانيين لا يكادون أن ينتهوا من مصيبة، حتى تنهال عشر مصائب أخرى فوق رؤوسهم، ومن جهته شكّك الناشط ماريو أن تكون الحرائق في الشمال والبقاع مفتعلة، حيث أن هناك من يستفيد من إحراق الغابات لتنفيذ مشاريعه، والسبب في ذلك هو تعدّد الحرائق وانتشارها السريع في مناطق متقاربة. 

وضمن النطاق نفسه، قالت الإعلامية ليال بو موسى إن السلطات اللبنانية باعت الطائرات والطوافات المخصّصة لإطفاء الحرائق، وباعوا تعب عناصر الدفاع المدني بدون إعطائهم حقوقهم، كما باعوا الأخضر واليابس وباعوا البلد للنار، بينما انتقد الناشط سعيد غياب المعدات اللازمة وكميات المياه لإطفاء الحرائق، وتساءل عن سبب عدم استعداد الحكومة اللبنانية لهذا النوع من الكوارث، بالرغم من التحذيرات الدائمة بخطر اندلاع الحرائق الكبيرة في الصيف. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تحقيق يكشف مسؤولية حكومة مالطا في اغتيال الصحافية دافني غاليزيا عام 2017

محصول المانجا في مصر.. تراجع حاد في الإنتاج وقفزات شاهقة في الأسعار