18-سبتمبر-2021

انتقادات للقرار الذي تصر عليه الحكومة الفرنسية (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

أكدت السلطات الفرنسية أن مستشفيات ودور رعاية ومراكز طبية في أنحاء فرنسا أوقفت نحو 3 آلاف موظف صحي عن العمل لعدم التزامهم بالتطعيم الإجباري باللقاحات المضادة لكوفيد-19 دون أن تدفع لهم رواتبهم.

أكدت السلطات الفرنسية أن مستشفيات ودور رعاية ومراكز طبية في أنحاء فرنسا أوقفت نحو 3 آلاف موظف صحي عن العمل لعدم التزامهم بالتطعيم

وقال وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران في حوار خاص لإذاعة "آر تي إل" الفرنسية إنه "من بين 2,7 مليون موظف، تم أمس إيقاف نحو 3000 موظف بالمؤسسات الصحية والطبية والاجتماعية ممن لم يحصلوا على التطعيم". كما أكد فيران أن عشرات العاملين في قطاع الصحة قدموا استقالتهم لرفضهم إلزامية التطعيم، لافتًا أن عددًا كبيرًا من هذه الإيقافات ستكون مؤقتة، مشيرًا إلى  أن "قلة قليلة من الأطباء والممرضات ما زالوا غير محصنين، لكن العديد منهم قرر تلقي اللقاح الآن، وأصبح الالتزام بتلقيه حقيقة واقعة".

اقرأ/ي أيضًا: رفض شعبي فرنسي لفرض التلقيح ضد كورونا وانتقادات لماكرون

 وبحسب الوزير الفرنسي فإن "استمرار الرعاية الصحية مضمون وأن هذه الإجراءات لن تؤثر عليها"، مؤكدًا أن "الوضع الصحي في البلاد تحسن وذلك بفضل حملة التطعيم الواسعة ويقظة الشعب الفرنسي والإجراءات الاحترازية، وايضًا فرض التصريح الصحي في البلاد"، مشددًا على أن "الوباء لم ينته في فرنسا ولكن نسبة الإصابات في المستشفيات شهدت انخفاضًا، حيث يوجد أقل من ألفي مريض في الرعاية المركزة، مما يشير إلى أن الدولة تسير في الطريق الصحيح الذي يجب مواصلته".

ودخل القرار في فرنسا حيز التنفيذ بعد انتهاء مهلة إلزامية تطعيم كافة الكوادر الطبية. ومع بدء سريان الأمر الخاص بالعاملين في المستشفيات ودور الرعاية، بدأ يتضح تأثيره الملموس للغاية، فالموظفون غير المطعمين منعوا من العمل، حيث أكدت السيدة ميلاني بيليسيا، وهي تغادر مستشفى سانت أنطوان وفي يدها رسالة تعليق مهامها من إدارة المستشفى: "لقد تمّ تعليق مهامي، ابتداء من اليوم أنا موقفة عن العمل، ليس لدي حقوق، ليس لدي الحق في التأمين الصحي إذا حدث لي شيء ما، لم يعد معترفًا بي في منصبي".

ووفق تقديرات هيئة الصحة الفرنسية فإن أقل من 12% من موظفي المستشفيات وحوالي 6% من أطباء العيادات الخاصة لم يجرِ تطعيمهم حتى الآن. من جانبها أعلنت منظمة مستشفيات باريس العامة، تعليق عمل 340 من موظفيها. وحصل الجنوب الفرنسي على النسبة الأعلى من أرقام الموظفين الذين شملهم قرار التعليق، فأوقف عن العمل 100 موظف في بربينيان، و76 في بريست، والعشرات في البلدات والمدن الأخرى.

وبحسب صحيفة "نيس ماتين" اليومية فإن نحو 450 عاملًا في قطاع الصحة، من بين 7500 عاملًا منعوا في مستشفى واحد من العمل في مدينة نيس بجنوب فرنسا. وقللت الحكومة الفرنسية من احتمال حدوث فوضى في المراكز الصحية ودور الرعاية بسبب عدد حالات الإيقاف، متجاهلة تأثير ذلك، ففي بعض المستشفيات كان عليها اتخاذ هذه الإجراءات بشكل سريع وتم اقتراح ساعات عمل إضافية لبقية العمال الذين تلقوا تطعيمًا ضد الفيروس.

وأدى قرار الرئيس إيمانويل ماكرون، الصادر في منتصف يوليو/ تموز باشتراط تصريح صحي يثبت أخذ التطعيم للسماح بدخول المطاعم والصالات الرياضية والمتاحف وجعل اللقاح إلزاميًا للعاملين في مجال الصحة، إلى زيادة الإقبال على أخذ التطعيم بشكل كبير. بالمقابل وعلى مدار الأسابيع التسعة الماضية، احتج مئات الآلاف من الأشخاص على هذه الإجراءات المتخذة في جميع أنحاء فرنسا في كل يوم سبت.

على مدار الأسابيع التسعة الماضية، احتج مئات الآلاف من الأشخاص على هذه الإجراءات المتخذة في جميع أنحاء فرنسا 

من جهتها أعلنت إيطاليا أن إثبات أخذ التطعيم أو الاختبار السلبي سيكون إلزاميًا لجميع العاملين في القطاعين العام والخاص، وتم إيقاف 728 طبيبًا امتنعوا عن أخذ التطعيم. في حين تعتزم هولندا اتخاذ خطوة مماثلة لكن من أجل الذهاب إلى الحانات أو النوادي الليلية فقط. كما قالت بريطانيا إنه من المحتمل جدًا طلب تطعيم العاملين في الخطوط الأمامية بمجال الرعاية الصحية والاجتماعية في إطار خطة لاحتواء تفشي الفيروس خلال فصل الشتاء.