11-يناير-2019

الاردن تحقق انتصارًا تاريخيًا على منتخب سوريا 2-0 (Getty)

ردّت الأردن على طريقتها الخاصّة بتصريحات نجم منتخب سوريا الأوّل عمر السومة قبيل انطلاق البطولة، عندما نُقل عنه رغبة بلاده خوض الجولة الثالثة أمام أستراليا برصيد ستّ نقاط، معتبرًا ضمنيًّا أن المواجهتين أمام فلسطين والأردن في الجولتين الأولى والثانية سيكون الفوز فيهما شبه مضمون. لكنّ رفاق الحارس الدولي عامر شفيع أثبتوا أن النشامى فريق تسبق أفعاله أقواله، وجعلوا من نفسهم أوّل فريق آسيوي يبلغ الدور ثمن النهائي، كما تسبّبوا بإقالة مدرّب فريق سوريا الألماني بعد خسارة تاريخية عقّدت حسابات زملاء السومة.

توجّه لاعبي الفريق السوري بعد هزيمتهم نحو حافلتهم، فاقترب صحافي أردني من المهاجم عمر السومة وسأله "هل ستدخل مباراة أستراليا وفي جعبتك ست نقاط؟"..!  

رشّح الكثيرون فريق سوريا لحجز مركز متقدّم في كأس آسيا ووصل الأمر بهم إلى وضعه ضمن خانة الأربعة الكبار، وسلّم أكثر منهم باستطاعة هذا المنتخب أن يتخلّص من لعنة لازمت تاريخه الكروي، عندما فشل في تخطّي دور المجموعات في كلّ مشاركاته السابقة، وعوّل هؤلاء على الأداء المبهر الذي قدّمه الفريق في تصفيات كأس العالم، عندما وصل إلى الملحق الآسيوي، وخسر بصعوبة أمام أستراليا، والتي تأهّلت إلى المونديال لاحقاً.

على هذا الأساس ذكر نجم الفريق ومهاجمه عمر السومة في مؤتمر صحفي قبل بداية البطولة أن المنتخب السوري يطمح لبلوغ المربّع الذهبي، وينوي خوض مباراة أستراليا في الجولة الثالثة وفي جعبته ست نقاط، ما يعني أنّه سلّم بالفوز على كلّ من فلسطين والأردن، لكنّ فلسطين صدمت السوريين بعد تعادل ذهبي للفدائي، مقابل فوز تاريخي للأردن على أستراليا في الجولة الأولى، ومع انتظار الجميع ما ستسفر عنه مواجهة الأردن مع سوريا، عاد السومة وأعلن استعداد فريقه التام للفوز على الأردن، الأمر الذي أغضب الجماهير الأردنية مجدّداً، فهم وجدوا استخفافًا بقدرات فريقهم الفائز على بطل آسيا، وتصريح كهذا لا يقلّ غرورًا "حسب وصفهم" عمّا بدا من السومة نفسه في التصريح ذي "الست نقاط"، لكنّ الأردنيين ردّوا على السومة بطريقتهم الخاصّة.

اقرأ/ي أيضًا: الدورة الخامسة من كأس آسيا.. القارّة تطرد فريق الاحتلال وتحتضن العرب

استوعب الأردنيون المدّ السوري في بداية المباراة، وسط انضباط دفاعي وتكتيكي تام، واعتماد واضح على الهجمات المرتدّة، بينما سيطر السوريون على الكرة، فاستحوذوا عليها دون قدرة على اختراق الحصون الخلفيّة. ومن إحدى الهجمات المرتدّة استطاع النشامى أن يفتتحوا التسجيل عبر نجمهم الشاب موسى التعمري في الدقيقة 26، وكادت الأردن أن تعزّز بهدف ثانٍ عبر التعمري نفسه، لكنّ كرته علت العارضة. ولم يرو هدف التعمري ظمأ النشامى، فرفضوا الخروج من الشوط الأوّل دون أن يضيفوا هدفًا ثانيًا، وهو ما حدث بالفعل، عندما ارتقى طارق خطاب برأسه وأودع الكرة بالشباك، وسط ذهول تام من الفريق السوري.

دخلت سوريا الشوط الثاني في محاولة للعودة إلى اللقاء، وكاد عمر خريبين أن يقلّص الفارق لكنّ كرته الرأسيّة علت عارضة عامر شفيع، وبدا خريبين هو السوري الأكثر حركة في المباراة لكنّ اجتهاداته تلك ابتعدت عن الفاعليّة، بل ضاعت هباءً في ظلّ تخبّط تكتيكي من المدرّب الألماني بيرند شتينغه، والذي استمرّت خطوط فريقه بالتباعد فيما بينها للمباراة الثانية على التوالي، بعكس الفريق الأردني الذي أهدر لاعبوه العديد من الفرص خلال الشوط الثاني، والتي كانت كفيلة بتسجيل نتيجة تاريخية تفوق ما آلت إليه المباراة، حيث كاد سعيد مرجان أن يسجل الهدف الثالث، لكنّ الحارس ابراهيم عالمة أنقذ الموقف، وأهدر أحمد العرسان فرصة محقّقة وظنّ الجميع أن الهدف الثالث أصبح واقعًا، لكنّ انفراده مع حارس المرمى لم يأتِ بنتيجة جديدة، لتنتهي المباراة بفوز تاريخي للأردن 2-0، ودرس تاريخي لقّنه النشامى للفريق السوري، الذي تفنّن بالتصريحات قبيل البطولة، فردّ عليهم الأردنيون في أرض الملعب.

اقرأ/ي أيضًا: النشامى يصعقون حامل اللقب.. والفدائي يرتوي بنقطة تاريخية

بذلك حجزت الأردن أول مقاعد الدور الثاني بعد أن نالت نقطتها السادسة، بينما تجمّد رصيد سوريا عند نقطة واحدة من مباراتين، بانتظار ما ستسفر عنه مواجهة فلسطين صاحبة النقطة الوحيدة مع أستراليا التي لا تملك أي نقطة. وهنا لا ينفع سوريا سوى الفوز على أستراليا في الجولة الأخيرة، من أجل ضمان مكان لها في الأدوار القادمة، في المقابل استطاعت الأردن أن تحقّق أرقامًا تاريخيّة، فالفوز في أوّل مباراتين لها بالبطولة حدث لأوّل مرّة في تاريخها، بعكس السوريين الذين كتبوا رقمًا سلبيًا في تاريخ مشاركاتهم، إذ فشلوا في الفوز بآخر 4 مباريات لهم في النهائيّات، وهو أمر لم يحدث من قبل، وحدث الآن مع جيل ظنّه الجميع أنه سيكون الجيل الذهبي.

لم يكن فوز الأردن على سوريا مجرّد حصد 3 نقاط، ولم تكن هزيمة سوريا مقتصرة على خسارة النقاط الثلاث، فتبعات زلزال ديربي الشام الارتدادية أسفرت عن إقالة مدرّب سوريا الألماني بيرند شتينغه، وتعيين السوري فجر ابراهيم بدلًاعنه، حيث أعلن الاتحاد السوري لكرة القدم بعد صفعة الأردن بساعات هذا القرار على صفحته في موقع فيس بوك، فيما تغنّى الأردنيون بفوزهم المستحق، لأن موسى التعمري ردّ لهم الاعتبار على أرض الملعب، وخيّب آمال السومة بعد تصريحاته التي اعتبروها "مستفزّة"، ومع نهاية المباراة وتوجّه لاعبي الفريق السوري نحو حافلتهم اقترب صحافي أردني من المهاجم السوري وسأله "هل ستدخل مباراة أستراليا وفي جعبتك ست نقاط"!  

 

اقرأ/ي أيضًا:

تاريخ كأس آسيا.. كيف كتبت كوريا أولى صفحات تاريخها الكروي؟

من تاريخ كأس آسيا.. تتويج ثالث لإيران وولادة جيل الكويت الذهبي