16-مايو-2022
الكتائب أكبر الرابحين في الانتخابات

تشير النتائج الأولية إلى تقدّم واسع لحزب القوات اللبنانية (Getty)

أسفرت النتائج شبه الرسمية للانتخابات النيابية في لبنان عن مفاجآت مدوية، تمثّل أبرزها في التراجع الكبير لحزب الله وحلفائه، على الرغم من التفاؤل الكبير الذي أظهروه قبيل الانتخابات بثقتهم باكتساح الانتخابات وتخطي الرقم الذي حقّقوه في الدورة الماضية خاصة مع انكفاء سعد الحريري وعدم ترشحّه. 

تشير النتائج إلى تقدّم واسع لحزب القوات اللبنانية، والذي وصف بأنه أكبر الرابحين في الانتخابات

في المقابل تشير النتائج إلى تقدّم واسع لحزب القوات اللبنانية، والذي يعد أكبر الرابحين في الانتخابات، إذ حقّق المراكز الأولى في معظم الدوائر المسيحية، وستكون كتلته هي الأكبر في المجلس النيابي القادم، كما نجحت قوى التغيير المنبثقة من انتفاضة 17 تشرين من حصد أكثر من مقعد في عدة دوائر، ما اعتبره المتابعون إنجازًا كبيرًا من الممكن المراهنة عليه في المحطات القادمة.

خرق تاريخي لمحدلة حزب الله- أمل جنوبًا

المفاجأة الأبرز تمثّلت في الخرق التاريخي الذي حققته لائحة " معًا نحو التغيير" في دائرة الجنوب الثالثة، والمدعومة من قوى التغيير والحزب الشيوعي، بواسطة المرشح الياس جرادي، على حساب المرشح عن الحزب القومي السوري أسعد حردان، الذي خاض الانتخابات على لائحة الثنائي الشيعي، ليخسر حزب الله وحركة أمل مقعدًا في أحد أبرز معاقلهما، والذي يضم مدينتي النبطية وبنت جبيل، وذلك للمرة الأولى منذ عام 1992. في ذات الوقت، تتحدث أوساط لائحة "معًا نحو التغيير" عن احتمالية حدوث خرق ثان في المقعد الدرزي، مع تواصل عملية فرز أصوات المغتربين.

جبران باسيل الخاسر الأكبر

الخاسر الأكبر في اليوم الانتخابي الطويل كان جبران باسيل وتياره، حيث انخفض عدد أعضاء كتلته إلى أكثر من النصف، ولم يعد بعد اليوم الممثل الأكبر للمسيحيين في لبنان، مع نجاح حزب القوات اللبنانية في تحقيق نتائج ملفتة، وحصد أكثر من عشرين مقعدًًا حتى الآن، مستفيدًا من النقمة المسيحية العارمة على التيار الوطني الحر بسبب انغماسه في المحور السوري -الإيراني، والغضب الشعبي نتيجة أدائه السياسي مع وصول البلاد إلى شفا الانهيار المالي والاجتماعي في عهد رئيس الجمهورية ميشال عون، مؤسس التيار.

لبنان

ويرى محللون أن لرئيس النظام السوري بشار الأسد أيضًا نصيب وافر من الخسارة التي مني بها ما يسمى حلف 8 آذار، فبالإضافة إلى خسارة مرشح الحزب القومي في الجنوب، فشلت أسماء وازنة محسوبة على النظام السوري بدخول الندوة البرلمانية، في مقدمها القطبان الدرزيان وئام وهاب وطلال أرسلان، بالرغم من الجهد الكبير الذي وضعه النظام السوري لتحقيق نتيجة إيجابية في الجبل الدرزي وتحجيم وليد جنبلاط.

كما كان لافتًا خسارة نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، أحد أهم حلفاء الأسد في لبنان، والمدعوم من الثنائي الشيعي، لمقعده في البقاع الغربي لصالح قوى التغيير، فيما تلقى التيار الوطني صفعة كبيرة أخرى في دائرة جزين المحسوبة تقليديًا له، مع إظهار النتائج الأولية شبه استحالة فوز مرشحيه زياد أسود وأمل أبو زيد. وبحسب مراسلة الجديد ، فإن ثمة احتمالية لخسارة فيصل كرامي حليف النظام السوري، ونجل رئيس الحكومة السابق عمر كرامي، لمقعده في طرابلس الذي كان قد فاز به في انتخابات 2018.

حققت قوى التغيير نتائج لافتة استرعت انتباه المراقبين، بالرغم من عدم اتضاح الصورة بشكل تام، فبالإضافة إلى فوز الياس جرادة عن المقعد الأورثودكسي في الجنوب الثالثة، نجح المرشح السني المستقل إبراهيم منيمنة في تحقيق أرقام ممتازة في دائرة بيروت الثانية ونجح في تأمين حاصل، فيما يُنتظر أن تحصل هذه القوى على أكثر من أربعة مقاعد في بيروت، ستُضاف إلى المقاعد التي حققتها في الشوف والبقاع العربي والشمال. فيما أتت النتيجة الأبرز للتغييرين من عاصمة الجنوب صيدا، مع نجاح النائب أسامة سعد، أحد أهم وجوه انتفاضة 17 تشرين، في حصد مقعدين على الأقل في دارة صيدا – جزين.

حققت قوى التغيير نتائج لافتة استرعت انتباه المراقبين

بالمحصلة يمكن القول أن نتائج انتخابات 2022 خالفت مجمل التوقعات، وقد كان للمغتربين دور أساسي بحسب التقديرات في تحديد هوية الفائزين في بعض المناطق، علمًا أن نسبة الاقتراع بلغت حوالي 41% بحسب وزارة الداخلية، مقابل 49 % في الدورة الماضية.