04-مارس-2017

مرشح اليمين المعتدل للانتخابات الرئاسية الفرنسية فرانسوا فيون (جوفري فان دير هاسليت/أ.ف.ب/Getty)

يعيش مرشح اليمين الجمهوري والوسط الفرنسي الأبرز فرانسوا فيون، وضعًا لا يحسد عليه فالمصائب تتوالى عليه فمن تهمة الوظائف الوهمية التي تلاحق زوجته إلى إعلان المتحدث باسم حملته انسحابه، إلى تفتيش الشرطة الفرنسية منزله في إطار التحقيقات القضائية، إلى شماتة الخصوم، وحتى من أقرب الناس إليه، فمنافسه السابق على صدارة اليمين وتمثيله آلان جوبيه، الذي انتصر عليه الرجل في الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي أعلن استعداده الترشح للانتخابات في حال انسحاب فيون، الذي يبدو جلدًا ويتلقى الضربات واحدة تلو الأخرى دون أن يتراجع أو يعلن انسحابه رغم كل الضغوطات.

آخر استطلاع للرأي في فرنسا في العاشر من شباط/ فبراير، خرج بنتيجة أن نسبة 70% من الفرنسيين يرغبون في انسحاب فيون من الانتخابات

وكانت النيابة الوطنية المالية في فرنسا قد كلفت مجموعة من القضاة بالتحقيق في شبهات وظائف وهمية تتهم بها عائلة المرشح اليميني الأبرز للرئاسة في فرنسا فيون، الذي يعيش أسوأ فتراته منذ ليلة سقوط ساركوزي والتي أختير فيها الرجل مرشحًا لليمين المعتدل الفرنسي وكانت كل استطلاعات الرأي تضعه في المركز الأول في السباق نحو قصر الإليزيه المقرر في نيسان/أبريل 2017، قبل أن يحدث ما لم يكن في حسبان الرجل.

اقرأ/ي أيضًا: فيون على مقصلة اليمين..وجوبيه نحو الإليزيه

فزوجة فيون "بنلوب فيون" متهمة بغسيل أموال والفضيحة تجوب فرنسا كلها، والأنصار والمقربون من الرجل يطالبونه بالانسحاب، وفيون يرفض ويصر على إكمال المعركة الانتخابية حتى النهاية.

آخر استطلاع للرأي في فرنسا أعدته مؤسسة أودسك في العاشر من شباط/ فبراير الماضي، خرج بنتيجة أن نسبة 70% من الفرنسيين يرغبون في انسحاب فيون بعد الفضيحة المالية، ورجح الاستطلاع أن يحل فرنسوا فيون، في حال مواصلته السباق الرئاسي، في المركز الثالث وراء مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان بحوالي27%، وهي التي شربت من نفس الكأس.

ففضائح اليمين الفرنسي توالت حين وجه القضاء في فرنسا تهمة استغلال الأموال الاجتماعية إلى أحد المقربين من مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان ليوجه الصفعة الثانية لمرشحي اليمين في فرنسا بشقيه المعتدل والمتطرف، ولتتواصل حلقات فضائح المرشحين اليمينيين للانتخابات الرئاسية في فرنسا، ويواصل معهم السباق نحو قصر الاليزيه 2017 إثارته وتشويقه.

تارة يبدو اليمين أقرب للفوز، وذلك بعد الانسحاب التاريخي للرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند من الترشح لفترة ثانية، وتارة أخرى يبتعد اليمين بمسافات كبيرة عن قصر الإليزيه بسبب الفضائح وتبدو الكرة في ملعب اليسار الفرنسي.

اقرأ/ي أيضًا: تصريحات ماكرون تفتح جرح الماضي بين فرنسا والجزائر

اليسار في فرنسا سيكون أبرز المستفيدين من التطورات والفضائح الأخيرة وخاصة إيمانويل ماكرون، الذي اعتبرته الصحافة الفرنسية الحصان الأسود للسباق الرئاسي، بعدما وضعته آخر استطلاعات الرأي في المركز الأول، بعد إزاحته رئيس وزراء فرنسا الأسبق مانويل فالس الذي أعلن ترشحه عن اليسار ليلة تنحي أولاند، كما جاءت عاصفة الفضائح والملاحقات القضائية التي اجتاحت خصومه في اليمين خاصة فيون وماريان لتمنحه فرصة كبيرة نحو الفوز بمنصب رئيس فرنسا القادم.

اليسار في فرنسا هو أبرز المستفيدين من فضائح مرشحي اليمين وخاصة إيمانويل ماكرون الذي اعتبرته الصحافة الحصان الأسود للسباق الرئاسي

تداعيات الفضائح اليمينية كانت الحدث الأبرز في فرنسا إن لم تكن أوربا كلها، فالمظاهرات المنددة بفساد السياسيين وبقضية الوظائف الوهمية عمت شوارع مارسيليا وباريس ولم تسلم مونبلييه ونيس وبقية المدن الفرنسية منها، حين تظاهر آلاف الفرنسيين يوم الاثنين الماضي مطالبين بانسحاب بعض المرشحين الذين طالتهم التهم القضائية من السباق الرئاسي أولًا وبمحاسبتهم ثانيًا، ففي جمهورية فرنسا، حسب المتظاهرين، لا أحد فوق طائلة القانون والكل حسب الدستور الفرنسي سواسية.

هي انتخابات رئاسية فرنسية مثيرة جدًا وهو سباق رئاسي مشوق لا يستطيع أحد التكهن بنتيجته النهائية والحكم الأخير والفيصل سيكون الناخب الفرنسي وفرنسا كلها بانتظار نيسان/ أبريل القادم.

وإن كانت استطلاعات الرأي الأخيرة قد استبعدت مرشحي اليمين من الفوز في الانتخابات الرئاسية، إلا أن كل شيء يبقى واردًا فمن كان يتوقع أن يأتي يوم على اليمين وهو في وضع لا يحسد عليه، بعدما كان الجميع متيقنًا من ذهاب رئاسة فرنسا لمرشح يميني.

اقرأ/ي ايضًا:

السباق نحو الإليزيه.. انشقاقات وفضائح فساد وشعبوية

"بلال".. الحصان الأسود في انتخابات فرنسا المقبلة؟