04-نوفمبر-2016

خرق للقوى المستقلة مع فوز متقدم لقوى 14 آذار في انتخابات اليسوعية (فيسبوك)

في خطوة متقدمة، فاز تحالف 14 آذار ("القوات" و"المستقبل" و"الكتائب")، على تحالف 8 آذار (التيار الوطني الحر و"حزب الله" و"حركة أمل")، في انتخابات "جامعة القديس يوسف" (اليسوعية). وبرز صوت المستقلين خلال انتخابات هذا العام، فحققوا انتصاراً في كليتي "الطب" و"طب الأسنان"، التي اكتسحوا مقاعدها، كما فازوا في كلية "العلوم السياسية".

حقق تحالف 14 آذار الفوز في الجامعة اليسوعية إضافة إلى تقدم ملحوظ للقوى المستقلة 

ويأتي هذا التقدم في وقت، تذهب فيه الخيارات إلى "مصالحة" وطنية بين الأحزاب والكتل النيابية، بعد توافق أسس له رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، للاتفاق على انتخاب ميشال عون رئيسًا للجمهورية بعد فراغ دام أكثر من 3 سنوات. وبدا واضحاً أن التوافق أسهم في التخفيف من وطأة التجاذبات بين الطلاب ومنع حصول أي مشاكل، خصوصًا في حرم "هوفلان"، الذي شهد في الأعوام الماضية خلافات بين طلاب مناصرين لـ"حزب الله"، وآخرين لـ"القوات" و"الكتائب".

ويضمّ الحرم أهمّ الكليات كإدارة الأعمال والعلوم السياسية والحقوق، الأكثر تشنّجاً خلال الانتخابات. ففي كلّ عام تحصل معظم الإشكالات فيه، ليس لأسباب لها علاقة بمصلحة الطلاب بالضرورة، بل لرمزية هذا الحرم، الذي درس فيه بشير الجميّل. أمّا طلاب حرم العلوم الإنسانيّة على طريق الشام، فيبدون، على عكس "هوفلان"، بعيدين عن الأجواء الانتخابية. وفي حرم المنصورية، حيث كلية الهندسة، تتعقّد الأمور أكثر، إذ هناك حضور أكثر لخلايا الأحزاب المسيحية، بالإضافة إلى بعض المستقلين الجدد.  

وبرز في المعركة الطلابية بروز "النادي العلماني"، وهو يتوج بذلك تفاعله منذ العام الماضي، في الكليات. وبخرقه المشهد مع مستقلين قدموا إلى الساحة ليغيروا من واقع الحياة السياسية الجامعية، التي سادها الانقسام المذهبي والحزبي، وشكل هذا تراجعًا في القضايا المطروحة وعلى مصالح الطلاب.

أقرأ/ي: انتخابات الجامعة الأمريكية ببيروت.. العلماني يتقدم

وجرت الانتخابات وفقاً لقانون "النسبية" الذي يُعتمد للمرة الثانية على التوالي. إلا أن جديد هذا العام، كان الانتخاب على صعيد السنوات الجامعية كافة، لا وفق كل سنة جامعية. فمنذ صباح اليوم الانتخابي سادت أجواء من الهدوء كليات الجامعة كافة.

 جرت محاولات كثيرة من النادي العلماني خلال السنوات الأخيرة لنشر حالته في مختلف الكليّات

ولطالما كان فوز "اليسوعية" من نصيب "14 آذار" في السنوات الماضية، ونالت خلالها "القوات" حصة الأسد.  وكان الفوز من حصة  14 آذار بالتزكية في كل من الكليات التالية: "التأمين"، "الترجمة"، "التربية" و"المرئي والمسموع". كما أظهرت النتائج فوزه في "العلوم السياسية"، "الحقوق"، "إدارة الأعمال"، "الاقتصاد"، "التمريض"، "العلاج الفيزيائي"، "الهندسة" و"المعلوماتية".  فيما فرضت الجامعة لوائح توافقية في "العلوم الدينية" وأربع كليات أخرى.

وفي السنوات الماضية، تعزز دور المستقلين في اليسوعية، وجرت محاولات كثيرة من النادي العلماني لنشر حالته في مختلف الكليّات. أما هذه السنة فقد أنشأ المستقلون حملة "صفحة بيضاء" في محاولة منهم لتشكيل أكبر حملة في الكليات، ضدّ كل من 8 و14 آذار، تطرح مشروعاً للطلاب. لكن بعض الأوساط المستقلّة الأخرى لم تنضمّ إلى هذه الحملة وفضّلت ألا تعادي الأحزاب وتبتعد كليّاً عن السياسة. إلّا أنّه حتى هذه الحملة، التي فازت بمقاعد عدّة بالتزكية في كليّة العلوم السياسية في هوفلان، لم تتبن شعارات كالعلمانية مثلاً، خوفاً من بروباغندا الإلحاد ومعاداة الدين. وهذا ما أخفى اسم النادي العلماني عن الواجهة، لكنه أعلن عن "فتح خطّ ساخن" يمكّنه من التواصل مع الطلاب الذين يتعرضون لضغوط عند الترشح والتصويت.

أقرأ/ي أيضًا:

مزوّر.. في رئاسة الجامعة اللبنانية؟

شباب الجامعات اللبنانية.. إلى الطائرة تحرك