03-سبتمبر-2015

من حق الأطفال الاستمتاع بعطلتهم لا توزيع المنشورات الانتخابية (Getty)

مع انطلاق الحملة الانتخابية استعدادًا للانتخابات الجماعية والجهوية، التي أجريت في الرابع من أيلول/سبتمبر الجاري، تجندت الأحزاب المغربية للظفر بهذه الاستحقاقات، لدرجة استغلال بعضها الأطفال في هذه الحملة رغم  مصادقة المغرب على اتفاقيات دولية تنص على احترام حقوق الأطفال.

يقول المحلل السياسي عمر الشرقاوي لـ"الترا صوت": "المفترض أننا كنا في عطلة صيفية، والطبيعي أن يستمتع الأطفال بعطلتهم لا أن يتم الزج بهم في الأزقة والشوارع، قصد توزيع المنشورات الانتخابية". وجدير بالذكر غياب قانون يجرّم استغلال الأطفال في الانتخابات في المغرب، رغم وجود أكثر من 100 جنحة انتخابية يعاقب عليها القانون، لكن في المقابل ينص القانون المنظم لتكوين الأحزاب المغربية على أن السن الدنيا قانونيًا للنشاط داخل الأحزاب هي 18 سنة.

لا يوجد قانون يجرّم استغلال الأطفال في الحملات الانتخابية المغربية

ويضيف الشرقاوي "الأطفال الحاضرون في الحملات الانتخابية انقسموا إلى فئتين، تتمثل الأولى في أبناء المناضلين السياسيين الذين يصطحبونهم معهم إلى الشوارع، أما الفئة الثانية فهم أطفال وقع استغلالهم بشكل مقيت مقابل مبالغ زهيدة، وطبعًا هذا الأمر غير مقبول".

وأثار تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" على نطاق واسع صورًا لأطفال يشاركون في الحملات الانتخابية، ويقومون بتوزيع منشورات بعض المرشحين، انتقادات واسعة للأحزاب السياسية وأولياء أمور الأطفال الذين يسمحون باستغلال أطفالهم في مثل هذه المناسبات.

وذكرت أمينة ماء العينين، سياسية عن حزب العدالة والتنمية الإسلامي، على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ردًا عن نشر صور ابنها في الحملة الانتخابية "يحبذ أطفالنا حضور الحملات الانتخابية ويعتبرون الأمر متعة واكتشافًا لعوالم جديدة، هم يسألون ويتعلمون ويتفاعلون ويبنون وعيًا مبكرًا بالمشاركة والانخراط في الفعل السياسي."  

وأرفقت أمينة ماء العينين تدوينتها بصورة قالت إنها لابنها حاتم مع ابن أحد قياديي الحزب وهما يشاركان في الحملة الانتخابية، مضيفة "نجد صعوبة كبيرة في إقناع أبنائنا بعدم الخروج في الجولات التواصلية وشخصيًا فشلت في إقناع إبني كما أنه يصر دائمًا على مرافقتي لمخدع التصويت".

المركز المغربي لحقوق الإنسان: ظاهرة استغلال الأطفال في الحملات الانتخابية ليست وليدة اليوم

وأوضح عبد الإله الخضري، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، في التقرير الدوري الأول عن مجريات الحملة الانتخابية المتعلقة بالانتخابات الجماعية أن "ظاهرة استغلال الأطفال في الحملات الانتخابية ليست وليدة اليوم كما أننا نجهل طبيعة ارتباط هؤلاء الأطفال بأصحاب الحملات الانتخابية".

ويضيف الخضري"علينا كمجتمع مدني حق تلقين الأطفال عبر ورشات تحسيسية مبادئ المواطنة وكيفية ممارسة الديمقراطية وتدبير الاختلاف، وعلى السياسيين واجب ضمان نموهم في ظروف عادية وتجنب استغلالهم من أجل كراسي الحكم".