24-نوفمبر-2018

يتزامن إجراء الانتخابات البحرينية مع حملة قمع ممنهج (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

بالتزامن مع تطبيع مستمر، يتجسد بزيارات من المرجح عقدها لمسؤولين إسرائيليين إلى البلاد، يصوت جزء من مواطني البحري، السبت 24 تشرين الثاني/نوفمبر، في انتخابات برلمانية تكمل مشهدًا من القمع الممنهج، تتبناه المنامة، التي يتم اعتبارها بشكل واسع كحديقة خلفية، لتمرير سياسات الإدارة السعودية بقيادة ولي العهد، محمد بن سلمان.

تزامنت الانتخابات البحرينية مع مجموعة من الإجراءات الواضحة، التي هدُفت إلى قمع أحزاب المعارضة والناشطين

وقد شهدت الفترة الماضية، دعوات واسعة لمقاطعة التصويت، من قبل نشطاء ومعارضين، يعتبرون ما يجري نوعًا من التمثيلية، والتحايل على العملية الديمقراطية غير الموجودة في البلاد.

في هذا السياق، تزامنت الانتخابات مع مجموعة من الإجراءات الواضحة، التي هدُفت إلى قمع أحزاب المعارضة والناشطين، حيث تم منع عدد كبير منهم من الترشح، بينما حكمت السلطة على العشرات من الناشطين، بالسجن لفترات طويلة، في محاكم جماعية أدانتها جمعيات حقوق الإنسان.

وتقول الحكومة البحرينية إن 506 مرشحًا يخوضون الانتخابات، بينما تحاول الترويج لرواية وجود عملية تصويت نزيهة، وسط حملة تشكيك واسعة يقودها ناشطون، ومجموعات حقوقية.

اقرأ/ي أيضًا: القمع في البحرين.. وصفة على الطريقة السعودية وصمتٌ أمريكي مدفوع الأجر

كما قالت وكالة الأنباء البحرينية إن التصويت بدأ في الساعة الثامنة صباحًا، ومن المزمع انتهاؤه في الثامنة مساء، بالتوقيت المحلي، ومن المفترض أن يختار المشاركون ممثلين عنهم في البرلمان الذي يتمتع بسلطات محدودة جدًا، وصلاحيات صورية.

تأتي حملات المقاطعة هذه، لتكرار سيناريو انتخابات عام 2014، التي لم يشارك فيها حوالي نصف المواطنين المسموح لهم بالتصويت، في حين يقول الكثير من الناشطين من الطائفة الشيعية إنهم محرومون من الوظائف والخدمات الحكومية، وأنهم يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية، وهو ما تنفيه المنامة متذرعة بأن إيران، تسعى إلى ترويج شائعات بهدف زعزعة النظام، من خلال دعم هؤلاء الناشطين.

بينما يوضح سيد أحمد الوداعي، مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، في تصريح لوكالة رويترز، فإن هناك اعتقاد رائج، بأن هذه الانتخابات تفتقر إلى أي نوع من الشرعية، حيث "لا يمكنك ببساطة سحق وتعذيب وسجن المعارضة بكاملها والدعوة إلى انتخابات زائفة، ثم المطالبة بالاحترام من المجتمع الدولي".

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش، في بيان لها، إن المنامة تخفق في تهيئة الظروف اللازمة لإجراء انتخابات حرة عن طريق "حبس أو إسكات الأشخاص الذين يتحدون العائلة الحاكمة" وحظر جميع أحزاب المعارضة.

شبح محمد بن سلمان يخيم على المنامة

منذ أن تدخلت السلطات السعودية بشكل مباشر، عسكريًا، لمساعدة النظام البحريني على قمع الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد في عام 2011، تزامنًا مع موجة من التظاهرات المطالبة بإسقاط الأنظمة في عدد من البلدان العربية، دخلت العلاقة القائمة على التبعية بين النظام في البحرين والرياض، إلى مستوى جديد كليًا، حيث تضمنت عمليات متبادلة من قمع المعارضين، والتنسيق الاستخباري، واتخاذ إجراءات دبلوماسية، على غرار المشاركة في حصار قطر في صيف عام 2017، ثم بدء جولات من التطبيع العلني، الذي يُرجح أن يصل إلى نوع من العلاقات الرسمية المؤسسية مع إسرائيل في الفترة القادمة.

حسب ما يقول ناشطون، فإن صعود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى السلطة، ساهم في اتخاذ عدد كبير من الإجراءات القمعية غير المسبوقة، مع توسيع دائرة الاستهداف. وفي هذا السياق، فإن زعيم جماعة الوفاق المعارضة التي تم حلها، يشير لوكالة رويترز، أن صعود ولي العهد السعودي شجع سلطات البحرين على تجريد مزيد من الناشطين من جنسياتهم.

كما يشير إلى أن مساحة التعبير السياسي تتقلص في الفترة الأخيرة، خصوصًا في الأيام التي سبقت الانتخابات. حيث تم اعتقال عدد من الناشطين، في الأسبوع الماضي، بسبب دعوتهم إلى مقاطعة التصويت.

في السياق عينه، تحث الحكومة البحرينية المواطنين على الاقتراع، باعتباره التزامًا وطنيًا، معتبرة على لسان أكثر من مسؤول، أن من لا يشارك في عملية الانتخاب، لن يكون جزءًا من التوافق الوطني.

اقرأ/ي أيضًا: هل نشهد الآن حربًا خليجية ثالثة منزوعة السلاح؟

بينما تأمل بعض شخصيات المعارضة، نتيجة الارتباط بين العائلتين الحاكمتين في السعودية والبحرين، أن تؤدي حملات المقاطعة والاحتجاج على مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع الشهر الماضي، إلى تعزيز الضغوط على المنامة، من أجل تخفيف عمليات القمع.

تأمل بعض شخصيات المعارضة البحرينية، أن تؤدي حملات المقاطعة والاحتجاج على مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، إلى تعزيز الضغوط على المنامة

التطبيع يتواصل.. تداعيات صعود ابن سلمان

يستمر التنامي في العلاقات البحرينية الإسرائيلية بشكل لافت، منذ تولي ابن سلمان لزمام السلطة الفعلية في السعودية، حيث شهدت المنامة عدة زيارات للوبيات وشخصيات مقربة من دوائر صنع القرار في تل أبيب، كما شهدت الفترة الماضية عددًا غير قليل من اللقاءات التطبيعية البارزة.

في خضم هذا المسار، نقلت صحف ووسائل إعلام إسرائيلية خلال اليومين الماضيين، عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عزمه على زيارة المنامة قريبًا، قبل أن يعود المكتب نفسه، ليصدر بيانًا ينفي فيه هذه الأنباء.

ورغم هذا النفي، فإنه من غير المستبعد أن تذهب العلاقات مع تل أبيب إلى مثل هذه الخطوة، مع ترجيحات بأن العلاقات تسير نحو إعلان رسمي، بعد سنوات من الود السري، خاصة أن السياسات الخارجية البحرينية غالبًا ما تعبر عن طموحات ونوايا الإدارة السعودية الجديدة.