03-يونيو-2019

الشاب محمد عثمان ضحية الانتحار في الهند (مواقع التواصل الاجتماعي)

بين الفرار من ويلات الحرب المستمرة والفقر المدقع الذي طال معظم السكان جراء الحصار المفروض على البلاد، وقسوة الحياة بمختلف جوانبها على الإنسان اليمني؛ لم يجد المئات من اليمنيين مخرجًا آخر سوى الموت إما بمشنقة نصبوها لأنفسهم، أو بتجرع السم بدلًا من تجرع المهانة في الحصول على لقمة العيش.

انتحر طالب يمني في الهند، بعد انتهاء إقامته وبات ملاحقًا من الشرطة، دون أن تسعفه السفارة اليمنية التي لجأ إليها لمساعدته

لا توجد إحصائية رسمية حديثة حول أعداد ضحايا الانتحار في اليمن، إلا أنه لا يكاد يمر يوم دون أن نقرأ خبراً لانتحار مواطن يمني إما داخل البلاد أو خارجها، وكذا في السجون التي تكتظ بالآلاف من المعتقلين.

اقرأ/ي أيضًا: طلبة يمنيون في الجزائر.. على هامش الحرب

واقعة انتحار في الهند

آخر واقعة انتحار أحدثت ضجة، كانت قبل أيام، حيث انتحر شاب يمني يبلغ من العمر 24 عامًا، بعد انتهاء إقامته في حيدر آباد الهندية، وبات ملاحقًا من قبل الشرطة.

ناشد الشاب محمد عثمان، القنصلية اليمنية في الهند لمساعدته في حل مشكلته مع الأمن ومكتب الهجرة الهندية، غير أنه لم يتلق أي رد من السفارة اليمنية، بحسب بيان اتحاد الطلاب اليمنيين في حيدر آباد. وعلى ما يبدو، لم يتقبل محمد عثمان أن يعود إلى بلده مهزومًا مطرودًا، فلجأ إلى الانتحار.

إهمال الخارجية اليمنية

ولم يكن محمد الضحية الأولى من الطلاب اليمنيين المبتعثين للدراسة في الخارج، بسبب إهمال الخارجية اليمنية لأوضاعهم، وعدم تسلم مستحقاتهم المالية لأشهر كثيرة. 

هذا بالإضافة إلى حالات الفساد الكبير في سفارات اليمن بالخارج، والعبث في شؤون الطلاب والجالية اليمنية في الدول الأجنبية.

ردود الفعل على السوشيال ميديا

وأثار انتحار الشاب اليمني غضبًا واسعًا انعكس على مواقع التواصل الاجتماعي، مع مطالبات بمحاسبة المسؤولين لأن تؤول الأمور إلى هذا الحد.

وقالت المحامية اليمنية هدى الصراري: "طالب يمني ينتحر نتيجة انتهاء مدة إقامته في حيدر أباد، ولم تتخذ سفارة اليمن في الهند تجاهه أي إجراء أو حل لرجوعه لليمن".

وطالبت الصراري في تغريدة على تويتر بـ"التحقيق في هذه الواقعة واتخاذ الإجراء المناسب تجاه سفراء اليمن الذين يخذلون اليمنيين في بلدان العالم ويضيفون معاناة إلى معاناتهم".

من جانبها قالت الناشطة شذى المخلافي، في تغريدة على تويتر: "لم يجد محمد طريقًا آخر للنجاة بروحه من خيبة الفقر والإقامة سوى الموت"، مضيفةً: "انتحر بعد آلاف المحاولات والترجيات والمراسلات والاستغاثات. لم يجبه أحد، لم يهتم به أحد".

وفي ذات السياق قال الباحث اليمني ثابت الأحمدي على فيسبوك: "انتحار الطالب اليمني بالهند، بعد أن وصل إلى طريق مسدود مع مسؤولي السفارة هناك، يعتبر قتلًا عمدًا من قبلهم، تتحمل وزارة الخارجية والملحقية الثقافية مسؤوليته المباشرة، وتستطيع أسرته مقاضاة الحكومة اليمنية وكسب الدعوى".

وأضاف: "لدينا مسؤولون أقل وصفٍ يستحقونه أنهم سفهاء، إلا ما ندر. تخيلوا، لا السفارة تقوم بواجبها، ولا وزارة الخارجية تتابع سفراءها، ولا الحكومة تتابع وزراءها ولا الرئاسة تتابع حكومتها، الكل مشغول في تجارته.

أما الصحفي علي محمد، فعلق على الحادثة بقوله: "القنصليات اليمنية في الخارج يُنفق عليها ملايين الدولارات، وهي مجرد فنادق للعهر والسمرات الحمراء للسفراء ومساعديهم".

أثار انتحار الطالب اليمني في الهند غضبًا واسعًا انعكس على السوشيال ميديا، مع اتهامات لوزارة الخارجية بالتورط غير المباشر في الحادثة

هذا ووجه رئيس مجلس الوزراء اليمني بإجراء تحقيق عاجل في قضية انتحار الطالب اليمني في الهند، محمد عثمان. وقال معين عبدالملك في تغريدة بحسابه الرسمي في تويتر إنه يتابع القضية بشكل مباشر، وأنه وجه لإجراء تحقيق عاجل، وتقييم تعامل السفارة والقنصلة مع القضية.

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

المغرب يشهد تزايدًا مقلقًا في حالات الانتحار.. فما السبب؟

الانتحار في لبنان.. "رغبة" التوقف عن العيش تنافس المعدلات العالمية