07-أكتوبر-2021

سايمون جريفيثز

ألتراصوت- فريق الترجمة 

قبل تسع سنوات تقريبًا، جلس سايمون جريفيثز 50 ساعة متواصلة على مقعدة المرحاض، لهدف وصفه بـ"السامي"، وهو جمع الأموال من المستثمرين لشركته الناشئة والتوعية بفكرتها الأساسية.

جلس سايمون جريفيثز 50 ساعة متواصلة على مقعدة المرحاض، لهدف وصفه بـ"السامي"، وهو جمع الأموال من المستثمرين لشركته الناشئة 

الرئيس التنفيذي الشاب نجح بالطبع في لفت الانتباه والاهتمام بشركته الناشئة، وزيادة الوعي بأهميتها وأثرها الاجتماعي. الشركة اسمها "Who Give A Crap" والتي تعني حرفيًا "من يقدّم البراز"، وهي شركة أسترالية تهدف إلى تطوير أدوات العناية بالنظافة الشخصية والصرف الصحي، حيث تنتج الشركة أدوات ومنتجات مستدامة للعناية بالنظافة اليومية. وفي جانب المسؤولية الاجتماعية للشركة، فإنها تتعهّد بالتبرع بنسبة خمسين بالمئة من أرباح مبيعاتها لتطوير أنظمة الصرف الصحي في الدول الأكثر فقرًا.

سايمون وشركاؤه

تأسست الشركة عام 2012، وذلك بعد عمل فريق الناشطين الذي أنشأوا الشركة في منظمات إغاثة إنسانية عالمية، حيث لاحظوا غياب المرافق الصحيّة الأساسية في العديد من دول العالم في أجزائها الأكثر فقرًا وتهميشًا، وتبيّن لهم بعد الاطلاع على الأرقام المتوفرة أن حوالي ملياري إنسان ما يزالون يعيشون في ظروف صحية غير آمنة، ولا تتوفّر لديهم أنظمة الصرف الصحي والمراحيض.

وقد قرر الناشطون وعلى أرسهم سايمون أن يطلقوا مشروعًا يسهم في تغيير هذا الواقع، عبر بيع منتجات يحتاجها الجميع، وأهمها "ورق التواليت".

"فكرة خرائية"

تقول الشركة على موقعها الإلكتروني إن الفكرة قد خطرت للرئيس التنفيذي الحالي، سايمون جريفيثز، وهو يقضي حاجته في الحمام ويستخدم ورق التواليت، حيث رأى أن بيع ورق التواليت قد يكون الوسيلة الأنجع لإطلاق مشروع ذي فرصة نجاح جيّدة، وتوجيه جزء من أرباحه لخدمة هدفهم في دعم المجتمعات في الدول النامية في تطوير أنظمة الصرف الصحي لديها.

وقد قال سايمون جريفيثز في حديث مع شبكة "سي أن بي سي" الأمريكية: "ما يزال في العالم مليارا إنسان تقريبًا لا تتوفر لديهم خدمات الصرف الصحي، ولذلك فإننا سنتبرع بنصف أرباحنا للمساعدة في توفير الحمامات والمياه النظيفة لهذه المجتمعات".

"امسح مؤخرتك وأنقذ العالم"

بعد سنتين من العمل على تطوير منتج ناعم ومريح وصديق للبيئة، جمع الشركاء الثلاثة 50،000 دولار أمريكي في أول جولة تمويل لمشروعهم الناشئ، ودعم إطلاقه. ومن أجل دعم الحملة والترويج لها، قرر جريفيثز أن يجلس على مقعد التواليت في مقرّ الشركة الفارغ، وقال في بثّ مباشر إنّه لن يغادر الحمّام قبل أن يحقق هدفه ويجمع مبلغ 50،000 دولار.

"أجلس على التواليت إيمانًا بهذا المشروع، ولن أقوم عن هذا المقعد إلا بعد الحصول على ورق التواليت"، أي بعد الحصول على المبلغ الذي سيساعد شركته على تصنيع أول دفعة من ورق التواليت.

قضى جريفيثز 50 ساعة على مقعدة الحمّام، وانتهت الحملة بنجاح، وتمكنت الشركة من الوقوف على قدميها وتصنيع أول منتجاتها وطرحه في الأسواق، وقد حصل ذلك في آذار/مارس 2013.

وقد حققت الشركة نجاحات متتالية منذ ذلك الحين، وتوسعت الأسواق التي تستهدفها، حيث وصلت الولايات المتحدة وبريطانيا وعدة دول أوروبية، كما وصلت منتجاتها إلى كندا. ولم تكتف الشركة بتصنيع ورق التواليت، بل بدأت بتصنيع المناديل وأوراق التنشيف وخرق التنشيف المستدامة.

كما التزمت الشركة بتعهداتها المجتمعية، وتبرعت حتى اليوم بحوالي 7.8 مليون دولار أمريكي لمشاريع تطوير البنى التحتية والصرف الصحي في عدد من دول العالم.

تبرعت الشركة الناشئة حتى اليوم بحوالي 7.8 مليون دولار أمريكي لمشاريع تطوير البنى التحتية والصرف الصحي في عدد من دول العالم

وقد جمعت الشركة مؤخرًا 30 مليون دولار أمريكي في جولة تمويل من مستثمرين خارجيين، من ضمنهم شركات رأس مال مخاطر كبرى، مثل "كرافتوري" (Craftory)، وجامجار للاستثمار (Jamjar Investments) وغيرها. ويأمل القائمون على الشركة أن يساعدهم هذا التمويل على خدمة المشاريع التي يدعمونها بشكل أكبر حول العالم.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

جوجل تخصّص مليار دولار للاستثمار في أفريقيا على مدى 5 سنوات

الإعلان عن مبادرة "انطلق بقوة مع جوجل" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا