حذّر ريكاردو بيريز، مدير الاتصالات الطارئة في منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، من الخطر المميت الذي تشكله الذخائر غير المنفجرة في سوريا على الأطفال، مؤكدًا أن هذه الذخائر أصبحت تمثل تهديدًا مستمرًا على حياة الأطفال في البلاد.
جاء ذلك خلال مشاركته في المؤتمر الصحفي الأسبوعي لمكتب الأمم المتحدة في جنيف، حيث تحدث عبر اتصال مرئي من العاصمة السورية دمشق، وفق ما بيّنته وكالة "الأناضول".
وأوضح بيريز أن 116 طفلًا سوريًا قد قتلوا أو أصيبوا جراء انفجار ذخائر غير منفجرة في كانون الأول/ديسمبر 2024 فقط. ولفت إلى أن الأطفال السوريين، الذين كانوا يأملون في السلام بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، ما زالوا يعانون من تهديدات وحشية من القنابل غير المنفجرة التي تبقى عواقبها مدمرة.
اليونيسيف: 422 ألف انفجار ذخائر غير منفجرة قد تم الإبلاغ عنها في مختلف أنحاء سوريا على مدار السنوات التسع الماضية
وأشار بيريز إلى أن 422 ألف انفجار ذخائر غير منفجرة قد تم الإبلاغ عنها في مختلف أنحاء سوريا على مدار السنوات التسع الماضية. وأضاف أن ما لا يقل عن 5 ملايين طفل يعيشون في مناطق مليئة بالذخائر غير المنفجرة والألغام، والتي أصبحت السبب الرئيسي لوفيات الأطفال في سوريا.
وفي ختام حديثه، دعا بيريز إلى استثمارات عاجلة في عملية إزالة هذه الذخائر وتحقيق الأمن في الأرض السورية، خاصةً في ظل عملية إعادة الإعمار التي تشهدها البلاد.
وفي سياق متصل، واصل الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" تحذيراته وحملاته التوعوية بشأن خطر انتشار الألغام ومخلفات النظام من قنابل غير متفجرة، حيث كشف السبت الفائت، عن مقتل مدنيين وإصابة ثالث بحادثي انفجار لمخلفات الحرب، ونوّه في بيان له أن سوريا تشهد بشكل شبه يومي انفجارات لمخلفات الحرب موقعة ضحايا مدنيين، إذ تنتشر مئات الآلاف منها على مساحات واسعة كموت مؤجل خلفتها حرب نظام الأسد وحلفائه على السوريين، وتهدد هذه المخلفات حياة السكان وتمنعهم من الاستقرار والعودة لمنازلهم والعمل في مزارعهم، وتعمّق فجوة الاحتياجات الإنسانية.
وفي تقرير نشره في كانون الأول/ديسمبر الماضي، بعنوان: "إرث ثقيل من مخلفات الحرب والألغام الأرضية تركه نظام الأسد المجرم.. كموت مؤجل للسوريين"، أكد الدفاع المدني السوري استمرار فرقه في العمليات المكثفة للحد من مخاطر الألغام. وبيّن الدفاع المدني أن فرق المسح حددت 95 حقلًا ونقطة تحتوي على ألغام ومخلفات حرب في مناطق ريفي إدلب وحلب، والتي كانت تسيطر عليها قوات النظام، بالإضافة إلى العثور على العديد من الألغام المضادة للأفراد والمركبات.
وحذّر الدفاع المدني من المخاطر التي يواجهها السوريون، مع إرث ثقيل من الألغام الأرضية ومخلفات الحرب التي زرعها النظام وحلفاؤه في الأراضي السورية على مدى سنوات الحرب. هذه المخلفات، بما في ذلك الأسلحة المحرمة دوليًا مثل القنابل العنقودية، تشكل تهديدًا طويل الأمد، قد يستمر لعقود، ما يجعل التعامل معها أولوية إنسانية وأمنية.
وأوضح الدفاع المدني السوري في بيانه أن العمل في إزالة الألغام ومخلفات الحرب ليس مجرد مهمة إنسانية، بل استثمار في مستقبل المجتمعات السورية، حيث يسهم في حماية الأرواح، وإعادة تأهيل المناطق المتضررة، وتمكين النازحين من العودة إلى منازلهم، بالإضافة إلى تمكين الأطفال من العودة إلى مدارسهم وأماكن لعبهم بأمان.