16-أبريل-2019

تفوّق البارسا على اليونايتد ذهابًا في إنجلترا بهدف وحيد (Getty)

يتوق متابعو كرة القدم في العالم ليلة اليوم بشغف كبير لمعرفة ما ستسفر عنه مواجهتا الليلة في ملعبي الكامب نو وأليانز ستاديوم، ضمن إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، إذ يستضيف برشلونة فريق مانشستر يونايتد بعد فوزه ذهابًا في الأولد ترافورد بهدف وحيد، ونتيجة التعادل تكفي البلوغرانا من أجل بلوغ الدور نصف النهائي، كما سيظفر الفائز بين طرفي مباراة يوفنتوس وأياكس أمستردام ببطاقة دور النصف النهائي، بعد أن انتهت مواجهة الذهاب في هولندا بالتعادل الإيجابي1-1، والتعادل إن تكرّر قد يخدم يوفنتوس في حال كان دون أهداف، وإن كان بنتيجة تفوق 1-1 سيضمن أياكس بلوغ الدور نصف النهائي، وتكرار تعادل الذهاب سيعني تمديد المعركة لوقتين إضافيين.

اقرأ/ي أيضًا: برشلونة بطل مسرح الأحلام.. ورونالدو ينقذ فريقه من مطبّ أمستردام

أكثر المؤشّرات الفنّية توحي بشكل واضح بقدرة برشلونة على حسم الأمور لصالحه، فمن يملك لاعبًا بحجم ميسي يستطيع أن يسود العالم، فما بالك لو كان اسم الفريق هو برشلونة، يملك برشلونة العديد من مفاتيح اللعب ومهاجمين من الطراز الرفيع كالأوروغوياني لويس سواريز المتعطّش لهزّ شباك الخصوم بالمسابقة الأوروبية بعد غياب، وبانت قدرة برشلونة على تسيير الأمور لصالحه في مواجهة الذهاب بالأولد ترافورد، عندما سيطر على الكرة لمدة 3 دقائق دون أن يلمسها أصحاب الأرض، وهو أمر حذّر منه أولي غونار سولشاير قبل لقاء الليلة، فإن أراد فريقه الفوز الذي لا بديل عنه فعليه استغلال أنصاف الفرص، وأن لا يسمح لبرشلونة بفرض أسلوب لعبه في الميدان، وبالطبع سيكون من أولويات الشياطين الحمر إيقاف ميسي، وقد استطاعوا أن يفعلوا ذلك نسبيًّا في لقاء الذهاب عندما حاصر لوك شاو ميسي ورافقه كظلّه، لكن شاو سيغيب عن لقاء الليلة بسبب تراكم الإنذارات، وهو أمر على سولشاير التعامل معه بكل السبل الممكنة.

فريقٌ يملك لاعبًا  كميسي يستطيع أن يتسيّد الكرة في العالم، فما بالك لو كان اسم الفريق هو برشلونة..!

يملك سولشاير ذكريات رائعة في الكامب نو، فقبل 20 عامًا كان يرتدي قميص اليونايتد رقم 20 في نهائي دوري أبطال أوروبا الشهير، عندما سجّل النرويجي البديل هدف الفوز في الوقت بدل الضائع بمرمى الحارس المخضرم أوليفر كان مانحًا مانشستر يونايتد ثاني ألقابه في التشامبيونز ليغ، ويعوّل المدرّب صاحب الابتسامة الطفوليّة على هذه الذكريات الجميلة، إضافة إلى ما فعله فريقه في هذه البطولة، عندما استطاع أن يتغلّب على يوفنتوس في إيطاليا بعد الهزيمة ذهابًا في الأولد ترافورد ضمن دور المجموعات، وحين حقّق عودة أسطوريّة من ملعب حديقة الأمراء في باريس بعدما قلب تخلّفه ذهابًا 2-0 إلى فوز خارج الديار بثلاثة لواحد في دور الستة عشر، ويطمح الفريق لتكرار سلسلة النتائج الإيجابيّة هذه أمام الفرق الكبيرة خارج الديار، لكنهم يصطدمون بفريق برشلونة الذي لم ينتصروا عليه تاريخيًّا في الكامب نو، ويحمل الرقم القياسي بعدم الهزيمة في ميدانه بدوري الأبطال، فهو لم يخسر في آخر 30 مباراة على أرضه، فاز بـ27 وتعادل في ثلاث منها.

  اقرأ/ي أيضًا:  دوري الأبطال.. أياكس في اختبار جديد ومانشستر يتوعّد برشلونة

بعد مواجهة الذهاب التي جرت ليلة الأربعاء الفائت بثلاثة أيّام، توجّب على الفريقين خوض غمار الدوري المحلّي لبلديهما، وبما أنّ برشلونة أيقن بحتميّة حيازته للدوري الإسباني، أراح المدرّب فالفيردي أغلب نجوم الفريق أمام هويسكا، فانتهى اللقاء بالتعادل السلبي، بعكس اليونايتد الذي لعب بتشكيلة أساسية أمام ويستهام بسبب حاجته الشديدة لنقاط المباراة الثلاث من أجل الحفاظ على حظوظه في حجز إحدى المراكز الأربعة الأولى بالبريميرليغ، بالعموم تعد مباراة الليلة بمواجهة تاريخية لن تُنسى بسبب اكتمال تشكيلة الفريقين، ولا يُعكّر صفو اليونايتد سوى غياب لوك شاو بسبب الإنذارات، وقد يواجه لاعب اليونايتد التشيلي أليكسيس سانشيز فريقه الأسبق في الكامب نو، لأن سولشاير وضعه ضمن بعثة اللاعبين المسافرين إلى برشلونة، بعد تعافيه من الإصابة التي ألمّت به في شهر آذار/مارس الماضي.

لم يخسر برشلونة في آخر 30 مباراة على أرضه بدوري الأبطال، فاز بـ 27 وتعادل في ثلاث

 على الجانب الآخر يسعى يوفنتوس لإنهاء مغامرة أياكس أمستردام الهولندي، ولن يحدث ذلك إلا بالفوز على رفاق النجم المغربي حكيم زياش أو انتهاء المباراة بالتعادل السلبي، وغير ذلك سيعني بالتأكيد تحقيق أياكس المفاجأة للمرّة الثانية على التوالي، وطرد يوفنتوس من البطولة في ميدانه مثلما حدث مع ريال مدريد في دور الستة عشر.

أراح يوفنتوس جُلَّ نجومه في آخر مبارياته في الدوري الإيطالي، وبسبب ذلك تأجّل تتويج اليوفي بالكالتشيو حتّى يوم السبت القادم بعد خسارته أمام سبال المتواضع، القرار الذي اتّخذه ماسيميليانو أليغري بإراحة لاعبيه محلّيًا يوضح احترامه للخصوم الخطرين للغاية، فهم أبدعوا ذهابًا في ملعب يوهان كرويف آرينا، ولولا إبداع الحارس تشيزني لخرج اليوفي متكبّدًا هزيمة ثقيلة، كما كان كريستيانو رونالدو في أوج عطائه الكروي بعدما سجّل هدف فريقه الوحيد رغم ندرة الفرص المتاحة للفريق ككل.

الطامّة الكبرى بالنسبة ليوفنتوس في ليلة اليوم ستكون بغياب مدافعه الصلب وقائده جورجيو كيلليني بسبب الإصابة، وزاد الطين بلّة غياب المهاجم الكرواتي ماندزوكيتش للسبب ذاته، فمن جهة سيكون على دفاعات اليوفي بغياب قائدها منع طاحونة الأهداف الهولندية من هزّ شباك تشيزني، ومن جهة أخرى سيخسر الخطّ الهجومي أحد أبرز عناصره التي شكّلت ثنائيًّا خطرًا مع كريستيانو رونالدو، لكنّ خبرة فريق أليغري على شباب أياكس قد تصنع الفارق، سيّما وأن اليوفي يعتبر أحد أبرز المرشّحين لنيل اللقب الأوروبي هذا الموسم.

 

 اقرأ/ي أيضًا: 

مهمّة سهلة لليفربول في دوري الأبطال.. واليونايتد ينادي بالثأر من برشلونة

فعلها كريستيانو.. يوفنتوس يحقّق عودة تاريخية على حساب أتلتيكو مدريد