لليوم الـ44 تواليًا، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه العنيف والمكثّف على مناطق متفرقة من قطاع غزة مخلّفًا مئات الشهداء والجرحى.
يأتي ذلك في وقت لم تعد فيه مستشفيات القطاع قادرة على التعامل مع ما يصل إليها من مصابين وجرحى بسبب نقص المستلزمات الطبية والكوادر البشرية إضافةً إلى انقطاع الكهرباء نتيجة نفاد الوقود، الذي تسبب أيضًا بتوقف سيارات الإسعاف التي لم تعد قادرة على الوصول إلى أماكن القصف لإخلاء الجرحى والشهداء.
31 شهيدًا في مجزرة جديدة
واستُشهد فجر اليوم، الأحد، 13 فلسطينيًا بقصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة "زهد" في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. كما ارتقت سيدة وطفلتها، وأُصيب آخرون، جراء غارة استهدفت منزلًا لعائلة "أبو عكر" بمحيط المستشفى الأوروبي جنوب شرق خان يونس، جنوب القطاع، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
لم تعد مستشفيات غزة قادرة على التعامل مع ما يصل إليها من مصابين وجرحى بسبب نقص المستلزمات الطبية ونفاد الوقود
وأفادت "قناة الأقصى"، عبر منصة "تلغرام"، باستشهاد 31 فلسطينيًا في مجزرة ارتكبها الاحتلال في مخيمي النصيرات والبريج، وسط القطاع، خلال الساعات الماضية. فيما ارتقى عدد من الشهداء بقصف استهدف منزلًا لعائلة "أبو ختلة" في حي الجنينة شرقي رفح، جنوب القطاع.
وطال القصف الإسرائيلي أيضًا، ليل السبت وفجر اليوم الأحد، بيت لاهيا ومخيم جباليا ومنطقة تل الزعتر شمالًا، ومحيط المستشفى الإندونيسي والمستشفى الأهلي العربي "المعمداني" وعددٍ من أحياء مدينة غزة. كما نفّذت مدفعية الاحتلال وطائراته الحربية سلسلة غارات وأحزمة نارية في مناطق متفرقة شمال مدينة غزة.
المقاومة تكبّد الاحتلال خسائر فادحة
وخاصت المقاومة الفلسطينية الليلة الماضية وفجر اليوم، الأحد، اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال المتوغلة في شمال غرب مخيم جباليا، وشرق حي الزيتون جنوب مدينة غزة.
وصباحًا، أعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قتلها 6 جنود إسرائيليين من مسافة صفر في منطقة جحر الديك، بعد: "مهاجمتهم بقذيفة مضادة للأفراد والإطباق عليهم بالأسلحة الرشاشة".
وقالت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لـ"حركة الجهاد الإسلامي"، إن مقاتليها اشتبكوا مع مجموعة من جنود الاحتلال في بيت حانون وأوقعوا بهم خسائر كبيرة. وأضافت أنهم تمكّنوا كذلك من استهداف آلية عسكرية صهيونية بقذيفة "التاندوم" في منطقة الصفطاوي. كما قاموا أيضًا بقصف مجموعة من جنود الاحتلال، غرب بيت لاهيا، بقذائف الهاون.
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل جندي وضابط في المواجهات الدائرة شمالي غزة، ليرتفع بذلك عدد قتلاه، حسب ما هو مُعلن رسميًا، إلى 60 منذ إطلاق عمليته البرية بغزة في السابع والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت. وإلى 375 منذ تنفيذ المقاومة الفلسطينية، بقيادة "كتائب القسام"، عملية "طوفان الأقصى" في السابع من الشهر نفسه.
1300 مجزرة في 43 يومًا
وفي سياق متصل، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بوقوع إطلاق نار كثيف في محيط المستشفى الأهلي "المعمداني" بمدينة غزة، مؤكدًا تعمّد جيش الاحتلال قصف المناطق المزدحمة بالسكان بهدف تهجيرهم.
وأعلن المكتب مساء أمس، السبت، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 12.300 شهيد بينهم أكثر من 5 آلاف طفل، و3.300 سيدة، و200 كادر طبي بين طبيب وممرض ومسعف، و22 من رجال الدفاع المدني، و56 صحفيًا. بالإضافة إلى أكثر من 30 ألف مصاب، 75% منهم من الأطفال والنساء.
وأكد المكتب ارتكاب جيش الاحتلال أكثر من 1300 مجزرة منذ بدء عدوانه، مشيرًا إلى ارتفاع عدد المفقودين إلى أكثر من 6 آلاف مفقود، بينهم أكثر من 4 آلاف طفل وامرأة، إما تحت الأنقاض أو أن جثامينهم لا تزال ملقاة في الشوارع بسبب صعوبة الوصول إليها نتيجة القصف المتواصل ومنع قوات الاحتلال فرق الإسعاف من وانتشالها.
وكانت قوات الاحتلال قد ارتكبت يوم أمس، السبت، مجزرتين في مدرسة الفاخورة التي تؤوي مئات النازحين في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ومدرسة تل الزعتر بمدينة بيت لاهيا، راح ضحيتهما العشرات بين شهيد وجريح ومفقود.