في اليوم الـ362 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، شنت إيران هجومًا بعشرات الصواريخ، أمس الثلاثاء، استهدف مختلف المدن الإسرائيلية، وصولًا إلى مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، في الوقت الذي أعلن "حزب الله"، اليوم الأربعاء، تصدي مقاتليه لعملية توغل بري نفذها جيش الاحتلال في جنوب لبنان، مؤكدًا نجاح عملية التصدي، وإجبار القوة المتوغلة على الانسحاب.
وفي التفاصيل، قالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" إن الطواقم الطبية انتشلت 40 شهيدًا غالبيتهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن عشرات الجرحى بعد توغل بري، وقصف جوي شنه جيش الاحتلال على المناطق الجنوبية الشرقية من خانيونس، تحديدًا أحياء معن وقيزان النجار والمنارة.
وقالت وكالة "الأناضول" التركية، نقلًا عن شهود عيان، إن المناطق المستهدفة في خانيونس شهدت حركة نزوح واسعة للفلسطينيين بفعل التوغل المفاجئ والقصف الإسرائيلي، رغم الظلام الدامس، مشيرةً إلى أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني لم تتمكن من الوصول إلى تلك المناطق إلا بعد انسحاب جيش الاحتلال منها لإجلاء الضحايا وانتشال الشهداء.
أعلنت الشرطة الإسرائيلية مقتل سبعة إسرائيليين، بالإضافة إلى إصابة تسعة آخرين، جراء عملية إطلاق نار وطعن في مدينة يافا، قرب "تل أبيب"
وقال موقع "العربي الجديد" إن عدد الشهداء جراء قصف جيش الاحتلال، اليوم الأربعاء، لـ"معهد الأمل للأيتام" ومدرسة "مسقط"، اللذين يؤويان نازحين في مدينة غزة، ارتفع إلى عشرة شهداء، بينهم 3 أطفال.
ونقل "العربي الجديد" عن جهاز الدفاع المدني في غزة، قوله في بيان: "استشهد خمسة فلسطينيين وأصيب آخرون بقصف الجيش الإسرائيلي على معهد الأمل للأيتام، الذي يؤوي نازحين"، فيما أفاد مصدر طبي بمستشفى "المعمداني" لوكالة "الأناضول"، بأنه "استشهد خمسة فلسطينيين بينهم 3 أطفال بقصف إسرائيلي استهدف مدرسة (مسقط) تؤوي نازحين"، لافتًا إلى وجود عدد من الأطفال أصيبوا بجراح وصفت بـ"الخطيرة".
كما أعلن الدفاع المدني في غزة، بحسب ما نقل "العربي الجديد"، انتشال جثامين ثمانية شهداء وعدد من الإصابات، جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف شارع النظير في حي الشجاعية شرقي غزة.
وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من 41638 ألف فلسطيني وفلسطينية، فضلًا عن إصابة أكثر من 96460 ألف آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
عملية إطلاق نار في يافا
إلى ذلك، أعلنت الشرطة الإسرائيلية مقتل سبعة إسرائيليين، بالإضافة إلى إصابة تسعة آخرين، جراء عملية إطلاق نار وطعن في مدينة يافا، قرب "تل أبيب"، فيما ذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن عشرة أشخاص على الأقل أصيبوا، أمس الثلاثاء، في عملية إطلاق نار في يافا، مشيرةً إلى أن العملية نفذها شخصان على الأقل.
ولاحقًا، أعلن المتحدث باسم شرطة الاحتلال أن عناصره قامت بإطلاق النار على منفذي العملية، ما أسفر عن استشهادهما، ورجح بيان شرطة الاحتلال أن "الهجوم جاء على خلفية قومية"، فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ عملية إطلاق النار جرت في موقعين، والتقديرات تشير إلى أن شخصين اثنين نفذا الهجوم.
#إيران تضرب إسرائيل بنحو 200 صاروخ انتقاما لإسماعيل هنية وحسن نصر الله pic.twitter.com/WDUUsupvqS
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 2, 2024
وجاءت عملية إطلاق النار بعد وقت قصير من إعلان الجبهة الداخلية التابعة لجيش الاحتلال، أمس الثلاثاء، فرض قيود على تجمع الأشخاص في "تل أبيب الكبرى"، والقدس، ومستوطنات شمال الضفة الغربية، ومناطق أخرى، خشية استهدافها بصواريخ من إيران أو "حزب الله" اللبناني.
وبالتزامن مع وصول الشرطة الإسرائيلية إلى موقع تنفيذ عملية إطلاق النار في يافا، دوت صفارات الإنذار في مختلف أنحاء "إسرائيل"، جراء هجوم صاروخي شنته إيران، قالت إنه "انتقامًا" لاغتيال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، إسماعيل هنية، بالإضافة إلى الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، وقائد "فيلق القدس" في لبنان، عباس نيلفروشان.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن إيران أطلقت 180 صاروخًا اتجاه الأراضي الإسرائيلية، وأسفر الهجوم الصاروخي عن إغلاق المجال الجوي لمطار "بن غوريون" وسط "إسرائيل"، وتحويل الرحلات إلى مطارات بديلة في الخارج، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وشوهدت عبر شاشات التلفزة عشرات الصواريخ في سماء الضفة الغربية المحتلة قادمة من الشرق باتجاه النقب و"تل أبيب"، وسمعت أصوات انفجارات قوية جدًا في سماء مدينة القدس المحتلة جراء صواريخ اعتراضية، وبحسب "يديعوت أحرونوت"، أصيب مبنى جراء سقوط صاروخ شمال تل أبيب، فيما قال جهاز الإسعاف الإسرائيلي إن ثلاثة أشخاص أصيبوا جراء سقوط صواريخ إيرانية على "تل أبيب".
ولاحقًا قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانيال هاغاري، في مؤتمر صحفي، رصدنا سقوط صواريخ إيرانية، واعترضنا عددًا منها "لا بأس به"، داعيًا الإسرائيليين إلى عدم تداول مقاطع فيديو من الأماكن التي سقطت فيها الصواريخ "كي لا نقدم معلومات للعدو".
"حزب الله" يتصدى لعملية توغل بري لجيش الاحتلال
وفي شمال الأراضي المحتلة، قال "حزب الله" في بيان عبر منصة "تليغرام"، "تصدى مجاهدو المقاومة الإسلامية، اليوم الأربعاء، لقوة من مشاة العدو الإسرائيلي حاولت التسلل إلى بلدة العديسة من جهة خلة المحافر واشتبكوا معها وأوقعوا بها خسائر وأجبروها على التراجع".
غارة إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية لـ #بيروت pic.twitter.com/zpqiTVXgkZ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 2, 2024
وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها "حزب الله"، اشتباكه مع قوة مشاة لجيش الاحتلال منذ إعلان الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية "توغل بري محدودة" في جنوب لبنان، أمس الثلاثاء، حيث لم يتم رصد أي توغل بري لجيش الاحتلال، فيما نفى "حزب الله" ادعاءات بهذا الصدد، مؤكدًا أنه لم تقع أي اشتباكات مباشرة بين عناصره وجيش الاحتلال بجنوب لبنان في ذلك الوقت.
وفي السياق، جدد جيش الاحتلال، أمس الثلاثاء، مطالبه لسكان "حارة حريك" في ضاحية بيروت الجنوبية بضرورة إخلاء مباني على الفور، زاعمًا أنهم "موجودون بالقرب من منشآت خطيرة تابعة لحزب الله"، ووفقًا لعديد وسائل الإعلام، شنت مقاتلات جيش الاحتلال ما لا يقل عن عشرة غارات جوية استهدفت الضاحية الجنوبية، عقب صدور مطالب الإخلاء.
كما شهدت بلدات جنوب لبنان غارات جوية مكثفة شنتها مقاتلات جيش الاحتلال، وذلك بالتزامن مع إصداره قرار بالإخلاء الفوري لسكان عشرات البلدات الجنوبية، طلب فيها من سكان المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني التوجه إلى مناطق شمال النهر، ما أدى إلى اختناقات مرورية جراء كثافة السير العالية.