10-مارس-2022
استمرار التصعيد في كييف (Getty)

استمرار التصعيد في كييف (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

احتدمت المواجهات مجددًا اليوم الخميس بين القوات الروسية والأوكرانية في ضواحي العاصمة كييف، فيما تباينت المعلومات بشأن الخسائر. وعلى الرغم من استمرار المعارك، لا تزال المساعي الديبلوماسية لإنهاء الحرب جارية على قدم وساق. وفي هذا الصدد، تبدأ اليوم فعاليات لقاء ثلاثي لوزراء خارجية تركيا وروسيا وأوكرانيا في مدينة أنطاليا التركية، استبقها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتصريح أكد فيه استعداد بلاده للحوار ورفضها الاستسلام.

احتدمت المواجهات مجددًا اليوم الخميس بين القوات الروسية والأوكرانية في ضواحي العاصمة كييف، فيما تباينت المعلومات بشأن الخسائر

 يأتي ذلك كله في ظل معطى خطير للغاية يتمثل في تبادل روسيا والولايات المتحدة الاتهامات بشأن التخطيط لاستخدام أسلحة كيميائية في أوكرانيا، وفي ظل حث واشنطن للقوى الغربية على ضرورة حشد الجهود لضمان استقلال البلاد.

وفي تفاصيل تطورات اليوم الخامس عشر من الحرب أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف أن 90% من المطارات العسكرية الأوكرانية تم إخراجها من الخدمة، مضيفًا القول إنه "تم تدمير 146 طائرة عسكرية أوكرانية منذ بدء العمليات العسكرية"، بالإضافة إلى تدمير 107 طائر مسيرة و986 دبابة.

في سياق متصل أيضًا، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية أن الجيش الروسي "دمّر 2911 من منشآت البنية التحتية العسكرية الأوكرانية منذ بدأت العملية الخاصة"، وتزامن هذا الإعلان مع إحراز القوات الروسية تقدمًا على أجزاء من مدينة ماريوبول التي انطلقت فيها عمليات إجلاء المواطنين منذ أيام، علمًا بأن السلطات الأوكرانية أعلنت عن مقتل 3 قتلى مدنيين في المدينة بينهم فتاة صغيرة في قصف روسي لمستشفى الأطفال بماريوبول.

واتهم الرئيس الأوكراني روسيا بشن غارة جوية على مستشفى للأطفال في مدينة ماريوبول جنوبي أوكرانيا، وقال في تغريدة مرفقة بمقطع فيديو عن المستشفى المدمر: "إن الناس والأطفال ما زالوا تحت الأنقاض". كما أفادت هيئة الطوارئ الأوكرانية بمقتل 4 مدنيين بينهم طفلين بقصف روسي على قرية سلوبوزانسكي في منطقة أيزيوم في خاركيف.

في مقابل التصريحات الروسية المتفائلة بتحقيق نصر وشيك في أوكرانيا، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن "إن روسيا ستتعرض لهزيمة إستراتيجية"، وكانت واشنطن أعلنت أنها "تحلل وتدرس الوثائق المتعلقة بالأنشطة العسكرية البيولوجية الأمريكية السرية في أوكرانيا.

على صعيد مستجدات الممرات الانسانية، أعلنت إيرينا فيريشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني أن بلادها افتتحت سبعة "ممرات إنسانية" اليوم الخميس للسماح للمدنيين بمغادرة المدن المحاصرة من طرف القوات الروسية ومن بينها مدينة ماريوبول الساحلية في الجنوب. وأكد حاكم إقليمي أوكراني أن المدنيين بدأوا فعلًا في مغادرة مدينة سومي بشمال شرق أوكرانيا بموجب وقف محلي لإطلاق النار.

وكانت سلطات كييف حذرت من قصف جوي على العاصمة وأطلقت صفارات الإنذار بصفة متكررة، وفي الأثناء أكد عمدة كييف إجلاء أكثر من 10 آلاف شخص أمس الأربعاء من القرى والمدن المحيطة بالعاصمة. وفي سياق متصل أعلن حرس الحدود البولندي أن "نحو مليون ونصف مليون شخص عبروا الحدود من أوكرانيا منذ 24 شباط/فبراير".

على صعيد التصريحات والمواقف الغربية قالت وزيرة الخارجية البريطانية إنها "تحدثت مع رئيسة مجلس النواب الأمريكي حول أهمية ردع روسيا وتقليل الاعتماد الاستراتيجي على النفط والغاز الروسي"،  تزامن ذلك مع حديث وزارة الدفاع البريطانية عن "انتشار مرتزقة من شركات عسكرية روسية خاصة للقتال في أوكرانيا لدعم موسكو".

وكان الرئيس الأوكراني زيلينسكي قد حمّل الغرب مجددًا مسؤولية كارثة إنسانية في بلاده إذا لم يفرِض حظرا للطيران، كما أثنى على الرئيس الأمريكي جو بايدن لقراره فرض حظر على استيراد منتجات الطاقة الروسية، معتبرًا القرار إشارة قوية للعالم. وشكر أيضًا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لاتخاذه قرارًا مماثلًا.

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه الخارجية الروسية أن موسكو "لن تشارك بعد الآن في اجتماعات المجلس الأوروبي". كما تتزامن هذه المواقف الخارجية مع اجتماع ثلاثي مرتقب اليوم في أنطاليا التركية بين مسؤولين أتراك وروس وأوكرانيين لدفع الجهود الديبلوماسية الساعية لوقف القتال. وفي هذا الصدد أجرى وزير الخارجية التركي لقائين منفصلين مع نظيره الأوكراني والروسي قبل بدء الاجتماع الثلاثي في أنطاليا التركية.

وكان يوم أمس الأربعاء قد شهد تعثر عمليات إجلاء المدنيين الأوكرانيين في مدينة ماريوبول بسبب قصف روسيا للممر الإنساني وعدم احترامها لوقف إطلاق النار المؤقت بحسب مصادر في الحكومة الأوكرانية. وذلك في وقت بدأ فيه إجلاء المدنيين في مدينة سومي القريبة من الحدود الأوكرانية مع روسيا.أما على صعيد المواقف السياسية فقد تزايدت الدعوات داخل أوروبا وخارجها لفرض مزيد من العقوبات على روسيا وعزلها، وذلك في وقت دعت فيه روسيا الولايات المتحدة إلى العودة إلى مبدأ التعايش السلمي الذي كان مطبقًا إبان الحرب الباردة.

وفي التفاصيل قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إن القوات الروسية قصفت طريق القافلة الإنسانية المتوجهة من زابوروجيا إلى ماريوبول وإنها خرقت وقف إطلاق النار المؤقت ما أدى لتعطل عمليات الإجلاء، وكانت هيئة الطوارئ الأوكرانية قد أعلنت إجلاء أكثر من 300 مواطن من مدينة إربين وأن عمليات الإجلاء مستمرة وشملت اليوم مدينة سومي الأوكرانية القريبة من الحدود مع روسيا.

يذكر أن مدينة خيروسون شهدت مظاهرة احتجاجًا على سيطرة القوات الروسية على المدينة.

على صعيد التحركات العسكرية على الأرض والخسائر في الطرفين قال مستشار الرئيس الأوكراني إن وتيرة تقدم الجيش الروسي على الأراضي أخذت تتباطأ بشكل كبير. مضيفًا القول إنه منذ بدء الحرب تمكنت القوات الأوكرانية من مقتل 12 ألفًا من قوات العدو وتدمير 303 دبابات و1000 مدرعة و27 منظومة دفاع جوي، ولم يتسنّ التأكد من هذه المعلومات من مصدر روسي أو من مصدر محايد.

وكان وزير الدفاع الأوكراني قد قال في وقت سابق "إن خسائر روسيا من القتلى والجرحى ستفوق خسائرها في الحرب التي دامت 10 سنوات في أفغانستان". في سياق متصل قال وزير الدفاع الأوكراني إن "الجيش الروسي أخذ 400 ألف أوكراني رهائن في ماريوبول بعد قصفها بالطائرات والمدفعية"، مضيفًا القول "إن نحو 10 آلاف طالب من بلدان أخرى في أوكرانيا أهداف لقوات بوتين اليوم". كما أفاد وزير الدفاع الأوكراني أن "القوات الروسية دمرت أكثر من 200 مدرسة و34 مستشفى وأكثر من 1500 مبنى سكني في 11 يومًا". يشار إلى اعتراف السلطات الأوكرانية الأربعاء بسيطرة القوات الروسية على 6 مدن رئيسية في مقاطعة زابوروجيا جنوبي شرقي البلاد.

على صعيد الجهود الدبلوماسية والمحادثات الروسية الأوكرانية قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن "الجولة الثالثة من محادثات السلام مع روسيا ليست الأخيرة"، مشددًا في الوقت نفسه على أن الأوكرانيين "لن يستسلموا وسيواصلون القتال". أما على صعيد المواقف الدولية فقد أعلنت الحكومة اليابانية عن فرض مزيد من العقوبات على روسيا وبيلاروسيا على خلفية الحرب على أوكرانيا، كما فرضت الخارجية الأسترالية عقوبات على 6 قادة عسكريين روس.

كان وزير الدفاع الأوكراني قد قال في وقت سابق "إن خسائر روسيا من القتلى والجرحى ستفوق خسائرها في الحرب التي دامت 10 سنوات في أفغانستان"

وأعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس، الثلاثاء، أنه سيدعم بولندا في قرارها إرسال طائرات حربية إلى أوكرانيا إذا قررت ذلك، مضيفًا القول "إن بلاده ستدعم قرارًا من عضو "الناتو" بولندا، لتزويد أوكرانيا بمقاتلات من طراز "ميغ 29" إذا اختارت هي ذلك".

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أدلى بتصريح سابق لقناة (ABC) الأمريكية قال فيه "أهم ما طلبته من الرئيس بايدن هو تأمين الأجواء الأوكرانية". بدوره قال الأمين العام للناتو إنه تقع على عاتق الحلف مسؤولية منع توسع دائرة الصراع بين روسيا وأوكرانيا، مضيفًا أن "هناك حاجة لإيقاف الأعمال الحربية الروسية، وسندافع عن كل شبر من أراضي الحلف".