08-أغسطس-2020

عززت السيول من المأساة الإنسانية التي يعيشها اليمن (الأناضول)

الترا صوت – فريق التحرير

آخر ما كانت تتوقّعه العاصمة اليمنية صنعاء، هو أمطار غزيرة تحوّلت خلال الأيام القليلة الماضية إلى فيضاناتٍ خلّفت خسائر مادّية وبشرية ضخمة، فاقمت من المأساة الإنسانية القائمة منذ سنواتٍ خلت في المدينة التي حوّلتها غارات التحالف السعودي وميليشيات الحوثيّ إلى مدينة منكوبة، قد تخطّ السيول اليوم، في حال استمرار تساقط الأمطار، فصلًا جديدًا من فصول نكبتها، بعد أن أوقعت نحو 20 قتيلًا، وألحقت أضرارًا بالغة بآلاف المنازل الشعبية القديمة، مُجهزةً على منازل أخرى يزيد عمر البعض منها على 800 سنة.

أمطار غزيرة في مدن يمنية تحوّلت خلال الأيام القليلة الماضية إلى فيضاناتٍ خلّفت خسائر مادّية وبشرية ضخمة، فاقمت من المأساة الإنسانية القائمة منذ سنواتٍ

الأمطار التي تُعدّ الأشدّ غزارةً منذ سنوات، ضربت العاصمة اليمنية وبعض المحافظات المحيطة بها أيضًا، مثل الحديدة ومأرب وحجة، وذلك في ظلّ توقّعاتٍ محلّية وخارجية بتفاقم الكارثة وزيادة حدّة السيول التي باتت تُهدِّد أكثر من 2400 منزلٍ تاريخي في صنعاء القديمة التي جرفت الفيضانات أجزاءً من سورها التاريخيّ، وتسبّبت بموجة نزوح ضخمة في المحافظات المذكورة أعلاه بالإضافة إلى إلحاقها أضرارًا جسيمة في مخيمات النازحين الموزّعة على محافظات مأرب وأبين والضالع، تسبّبت في تشريد نحو 2242 نازحًا وفقًا للإحصائيات الأوّلية.

اقرأ/ي أيضًا: اليمن وهواجس "كورونا".. خوف ضمن مخاوف

أمّا بالنسبة للمحافظات المُحيطة بالعاصمة، والتي تُعدّ الأكثر تضرّرًا، أعلنت مفوضية الأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين في تغريدة لها على حسابها في "تويتر"، بأنّ "الأمطار الغزيرة والسيول التي شهدتها محافظتا حجة والحديدة تسبّبت بأضرار طالت أكثر من 9000 عائلة في اليمن"، وأضافت المفوضية في تغريدتها بأنّ فريقها "سارع لمساعدة آلاف الأشخاص وتوفير المواد الإغاثية مثل المأوى والفرشات والبطانيات للآلاف". وتأتي تغريدة المفوضية في الوقت الذي تزايدت فيه المطالب بإعلان حالة الطوارئ في محافظة الحديدة على خلفية فقد مئات العوائل في المنطقة لمنازلها في ريف المحافظة، وتهديد الأمطار الغزيرة لعوائل أخرى تسكن منازل من الصفيح، الأمر الذي يجعلها ضحية مؤجّلة إذا لم تُتّخذ التدابير اللازمة لإنقاذها.

صورة للفيضانات في مدينة مأرب (أ.ف.ب)

وفي الوقت الذي توقّعت فيه المراصد الجويّة استمرار المنخفض الجويّ حتّى منتصف آب/أغسطس الجاري، شهدت مديريتا الخوخة والتحيتا بدورهما أمطارًا غزيرة دمّرت مخيّمات النازحين وغمرت عددًا من المنازل في ضواحيهما، الأمر الذي أدى إلى فقد 100 عائلة لمساكنها بشكلٍ كامل، وسط غياب الاهتمام العالميّ بالكارثة التي أجبرت مئات العائلات في المناطق الجبلية على إخلاء منازلها بعد انهيارات صخرية ضربت محافظات حجة والمحويت وإب، وأسفرت عن تدمير عشرات المنازل، وارتفاع عدد العوائل التي باتت دون مأوى إلى أجلٍ غير مسمّى.

أطفال يمرون من منطقة تضررت بفعل الفيضانات في صنعاء (Getty)

إلى ذلك، حذّر ناشطون يمنيون في مواقع التواصل الاجتماعي من انهيار "سد مأرب" بعد أن ارتفعت مستويات المياه فيه مُتجاوزةً سعته المقدّرة بنحو 390 مليون متر مكعّب كحدّ أقصى بعد بلوغها أكثر من 400 مليون متر مكّعب، ممّا يجعل منه قنبلة موقوتة تُهدِّد حياة سكّان المُحافظة، لا سيما في ظلّ وجود عددٍ من المخيمات المُشيّدة في منطقة حوض السد الذي أدّى ارتفاع منسوب مياهه إلى تدمير جزء من هذه المخيمات، التي وصل عدد المتضرّرين فيها إلى أكثر من 1340 عائلة من أصل 4871 عائلة نازحة.

 حذّر ناشطون يمنيون في مواقع التواصل الاجتماعي من انهيار "سد مأرب" بعد أن ارتفعت مستويات المياه فيه مُتجاوزةً سعته المقدّرة بنحو 390 مليون متر مكعّب كحدّ أقصى

وكانت "الهيئة العامّة للمحافظة على المدن والمعالم التاريخية" التابعة لميليشيات الحوثي قد وجّهت في بيان لها نداءات استغاثة لإنقاذ العاصمة اليمنية من الكارثة التي حلّت بها، خصوصًا الجزء التاريخيّ منها، مُشيرةً إلى انهيار بعض المباني من المدينة بالإضافة إلى انهيارات جزئية بسوريها الشمالي والجنوبيّ، مُحذّرة من أنّها باتت في مواجهة كارثة حقيقية تُهدِّد وجودها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 الصحة في اليمن.. موت بالرصاص وآخر بالمرض