28-أبريل-2025
الغارات الأميركية

حصيلة بالمئات للغارات الأميركية على اليمن (رويترز)

ذكرت قناة المسيرة التابعة للحوثيين أنه تم انتشال 35 جثة تعود لمهاجرين أفارقة، إضافة إلى نقل خمسين مصابًا إلى المستشفيات فجر اليوم الإثنين، إثر غارة أميركية أصابت بشكل مباشر مركزًا لاحتجاز المهاجرين في مدينة صعدة. ولم يصدر حتى اللحظة أي تعليق أميركي على هذا التطور، الذي يُعد سابقةً من نوعها منذ بدء الحملة الأميركية على الحوثيين في اليمن في 15 آذار/مارس الفائت.

وكان الجيش الأميركي قد كشف مساء الأحد عن حصيلة ضرباته العسكرية في اليمن، معلنًا ضرب أكثر من 800 هدف تابع لجماعة أنصار الله الحوثية، ومؤكدًا أن الضربات كانت لها "آثار قاتلة" على الجماعة. إلا أن البيان الأميركي أشار في الوقت نفسه إلى الحاجة إلى "الحفاظ على الأمن العملياتي"، مما يعني – وفق النهج العسكري الأميركي – أن البنتاغون سيحد من الكشف عن تفاصيل العمليات الجارية في اليمن.

وفي سياق متصل، قالت قناة "المسيرة" إن الغارة الأميركية استهدفت مركز احتجاز للمهاجرين في مدينة صعدة، حيث كان يؤوي نحو 115 مهاجرًا غير نظامي من جنسيات إفريقية. وأسفرت الضربة عن مقتل 35 شخصًا على الفور وإصابة 50 آخرين نُقلوا إلى المستشفيات.

مقتل 35 مهاجرا إفريقيا في غارة أميركية على مركز احتجاز للمهاجرين في صعدة

ذكرت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين أن مركز احتجاز المهاجرين، الذي تعرض لغارة أميركية في مدينة صعدة، كان يخضع لإشراف منظمة الهجرة الدولية ومنظمة الصليب الأحمر، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الداخلية في حكومة الحوثيين، غير المعترف بها دوليًا. وأضاف البيان أن "استهداف المركز يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاكًا صارخًا لكل القوانين والمواثيق الإنسانية الدولية".

وحمل البيان الإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن "هذه الجريمة النكراء"، معتبرًا أن "استهداف المدنيين والمهاجرين الأبرياء جريمة تضاف إلى سجل الجرائم الأميركية بحق الشعب اليمني والإنسانية جمعاء".

وكان قد أُعلن يوم الأحد عن مقتل 8 أشخاص، بينهم أطفال ونساء، في قصف أميركي استهدف عدة منازل في العاصمة صنعاء، وذلك وفقًا لوسائل إعلام محسوبة على الحوثيين.

حصيلة الضربات الأميركية

نشرت القيادة المركزية الأميركية بيانًا حول حصيلة الضربات العسكرية على مواقع الحوثيين منذ منتصف آذار/مارس الماضي، مؤكدة أن الغارات المتواصلة أدت إلى "مقتل مئات من مقاتلي الحوثيين إلى جانب عدد كبير من قيادات الجماعة، فضلًا عن تدمير منشآت استراتيجية تابعة لهم".

وأشارت الحصيلة إلى أن الضربات استهدفت أكثر من 800 هدف، شملت منشآت قيادة وتحكّم، وأنظمة دفاع جوي، ومراكز تصنيع أسلحة، ومخازن ذخيرة، إضافة إلى مقاتلين وقيادات ميدانية.

وأكد البيان أن القيادة المركزية "اختارت عدم الإفصاح عن تفاصيل العمليات الجارية أو المستقبلية"، مشيرة إلى أن الضربات تحقق "نتائج فعلية ميدانية" تسهم تدريجيًا في إضعاف الحوثيين.

في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية التابعة لحكومة الحوثيين أن الضربات الأميركية بلغت نحو ألف غارة منذ بدء العمليات، واتهمت الولايات المتحدة باستهداف مواقع مدنية، مشيرة إلى أن قصف ميناء رأس عيسى منتصف نيسان/أبريل أدى إلى مقتل 74 شخصًا.

وفي تقرير خاص، أكدت الأمم المتحدة أن الغارات الأميركية أدت إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن. وكشفت إحصائيات نقلتها وكالة الأناضول عن مقتل نحو 250 مدنيًا وإصابة نحو 500 آخرين، دون احتساب قتلى المقاتلين.

تصاعد المطالبات بالمحاسبة

على الصعيد السياسي، وجّه مشرعون تقدميون في الكونغرس رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب يطالبونه فيها بتوضيح الأساس القانوني للضربات العسكرية على اليمن، والتي نفذت دون موافقة مسبقة من المؤسسات التشريعية الأميركية.

وفي رسالة أخرى وجهها يوم الخميس الماضي ثلاثة نواب ديمقراطيين، على رأسهم السيناتور كريس فان هولين، إلى وزير الدفاع بيت هيغسيت، طالبوا بمحاسبة المسؤولين عن استهداف المدنيين، وسط تصاعد الانتقادات ضد هيغسيت نفسه بعد تسريب مخططات عسكرية في تطبيق "سيغنال".