27-سبتمبر-2015

مدرسة مدمرة جزئيًا في إب باليمن(عادل الشاري/الأناضول)

في اليمن، التي تبلغ نسبة الأمية فيها حوالي 70 في المئة، يتدهور وضع التعليم بشكل مستمر خاصة بعد تعرض العديد من مدارس البلاد للتدمير، وتحول أُخرى إلى ثكنات عسكرية جراء الحرب الدائرة، منذ آذار/مارس الماضي.

تعرض العديد من مدارس اليمن للتدمير وتحول بعضها إلى ثكنات عسكرية جراء الحرب

يسكُن محمد في مدينة تعز، جنوب صنعاء، ولا يرى أملًا في العودة إلى مقعده الدراسي هذا العام، الذي من المنتظر أن ينطلق يوم 10 من تشرين الأول/أكتوبر القادم، بسبب الحرب. يقول محمد، 14 عامًا، لـ"ألترا صوت": "دُمرت كل المدارس تقريبًا، تمركز في مدرستي مسلحون وتم قصفها وهي مدمرة بالكامل". بينما ُتفكر منى علي، تلميذة في الفصل السابع بمدرسة التفوق في عدن، جنوب البلاد، في الانتقال إلى مدرسة أُخرى بعدما تحولت مدرستها إلى حطام.

تقول منى إنها "تُفكر في الانتقال من مدينة المُعلا، شمال مدينة عدن، حيث مدرستها المُدمرة إلى مدرسة في وسط أو جنوب المدينة". وتضيف: "لكن بُعد المسافة عن منزلنا يقف عائقًا أمامي إلى جانب الوضع الاقتصادي لوالدي الذي لا يسمح بدفع تكاليف المواصلات اليومية إلى هُناك والتي تبلُغ نحو 100 دولار شهريًا".

إقرأ أيضًا: القتال خيار طلابي يمني

وتحولت العديد من المدارس الابتدائية والثانوية في اليمن إلى أطلال خاصة في مُــدن تعز وعدن والبيضاء وبعض المدن الأخرى التي شهدت صـراعًا مُسلحًا بين الحوثيين وقوات صالح من جهة والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، المسنود بتحالف عربي يضم نحو 10 دول من جهة أخرى. وشهدت عديد المدن اليمنية مسيرات احتجاج للمطالبة بتحييد التعليم عن الصِراع السياسي ومسرح الأحداث الدائرة في مناطق عدة من البلاد.

شهدت عديد المدن اليمنية مسيرات احتجاجية للمطالبة بتحييد التعليم عن الصراع السياسي

حسب إحصائيات الأمم المُتحدة، قُتل أكثر من 4500 شخص في الحرب اليمنية، من بينهم 450 طفلًا، ويشكك المراقبون للوضع اليمني في انطلاق العام الدراسي الجديد في العاشر من الشهر القادم، حسب الإعلان الأخير لوزارة التربية والتعليم. لكن فاطمة العاقل، المسؤولة في الوزارة علقت أن "العام الدراسي سينطلق في موعده مهما كانت الظروف وبالامكانيات المتوفرة". وتضيف العاقل لـ"ألترا صوت": "لا يمكننا تأجيل بداية العام الدراسي فقد أضاع التلاميذ ما يكفي خلال العام الماضي".

مُعاناة مُنى ومحمد وغيرهما من التلاميذ في اليمن، وفي مدينة عدن على وجه التحديد، دفعت بمنظمات ومؤسسات مدنية وخيرية إلى العمل على إعمار المدارس المتضررة من الحرب وعلى توفير بعض الاحتياجات المدرسية لتلاميذ اليمن، أملًا في أن تكون عودتهم إلى مقاعد العلم أيسر وأفضل.

إقرأ أيضًا: اليمن.. امتحانات الحرب