10-أكتوبر-2022
احتمالات مفتوحة على التصعيد في اليمن (Getty)

احتمالات مفتوحة على التصعيد في اليمن (Getty)

ألقى الفشل في تمديد الهدنة بظلال قاتمة على المشهد اليمني، بعد تصعيد الحوثيين لهجامتهم ضد قوات الحكومة اليمنية في أكثر من جبهة بينها محافظة الحديدة غربي اليمني ومحافظتيْ تعز ومأرب. وردًا على عمليات التصعيد من طرف القوات الحوثية، أمر المجلس الرئاسي باليمن الجيش بالتصدي والرد الحازم على أي هجوم وتصعيد في جبهات القتال المتعددة في البلاد، ويأتي هذا التطور في وقت تتقاذف فيه الأطراف اليمنية المسؤولية بشأن إجهاض الهدنة التي تمت برعاية أممية الثاني من نيسان/أبريل الماضي، وانتهت في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر الحالي.

ألقى الفشل في تمديد الهدنة بظلال قاتمة على المشهد اليمني، بعد تصعيد الحوثيين لهجامتهم ضد قوات الحكومة اليمنية في أكثر من جبهة

مجلس القيادة الرئاسي يبدأ التعبئة

تُنذر مستجدات الوضع في اليمن بمواجهة جديدة بعدما أصدر المجلس الرئاسي توجيهاته للجيش بمواجهة أي هجمات حوثية على جبهات القتال. وفي هذا الصددد أفادت مصادر يمنية رسمية بأن لقاء على أعلى المستويات ضم عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي، الذي يرأس أيضًا المجلس الانتقالي الجنوبي، ووزير الدفاع في الحكومة اليمنية محسن الداعري، لبحث مستجدات الوضع العسكري في جبهات المواجهة مع جماعة الحوثي واتخاذ الإجراءات العملية للرد العسكري على تلك العمليات.

وذكرت المصادر اليمنية أن وزير الدفاع استعرض أمام عضو مجلس القيادة الرئاسي "مستوى الاستعداد القتالي لمواجهة اعتداءات الحوثيين التي أعقبت انتهاء الهدنة الأممية". من جانبه شدد عضو مجلس القيادة الرئاسي "على رفع اليقظة العسكرية والرد بكل قوة وحزم على أي محاولات اعتداء على القوات العسكرية المرابطة في جميع الجبهات".

آخر العمليات العسكرية في جبهات القتال

اندلعت مواجهات بين الحوثيين والقوات الحكومية في أكثر من جبهة، آخرها كان غربي محافظة تعز، دون الإعلان عن سقوط قتلى، حيث اقتصرت الخسائر على بعض الأضرار المادية. وفي هذا الصدد ذكرت مصادر أن سيارة نقل ركاب تعرضت للقصف عندما كانت في طريقها من مديرية مقبنة غربي محافظة تعز، إلى محافظة الحديدة غربي اليمن. وفي الحديدة، أصيب 8 مدنيين على الأقل بجراح جراء هجوم بطائرة مسيرة تابعة للحوثيين في مديرية حيس.

 أما في محافظة مأرب فقد أعلن الجيش اليمني، في بيان مقتضب، صادر أمس الأحد عن "إسقاط طائرة مسيّرة للحوثيين في الجبهة الشمالية الغربية للمحافظة" التي تشهد عمليات اشتباك بين الفينة والأخرى.

مجلس الأمن الدولي يعبّر عن خيبته

أمام هذا التصعيد المستمر الذي يعد مؤشرًا  على انهيار الهدنة الأممية، عبّر مجلس الأمن الدولي الخميس الماضي عن خيبة أمله من فشل وساطات تمديد الهدنة في اليمن، لكنه دعا فرقاء الأزمة إلى تغليب مصلحة اليمن بإحياء الهدنة من جديد. وكان المجلس قد اتهم الحوثيين بشكل صريح بإعاقة الجهود الأممية للتوصل إلى اتفاق بسبب مطالبهم المتطرفة، وفقًا لبيان صادر عنه.

يشار في هذا الصدد إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ عبر عن  قلق واشنطن إزاء رفض الحوثيين عرض الأمم المتحدة لتمديد الهدنة، مؤكّدًا أن الحوثيين فرضوا مطالب غير ممكنة لتمديد الهدنة، وإنهم لو أبدوا مرونة سيفتح الباب لخيار السلام.

تُنذر مستجدات الوضع في اليمن بمواجهة جديدة بعدما أصدر المجلس الرئاسي توجيهاته للجيش بمواجهة أي هجمات حوثية على جبهات القتال

لكن على الطرف الآخر يتمسك الحوثيون بمطالبهم التي رفضوا وصفها بالتعجيزية، وفقًا لما صرح به القيادي في الجماعة حسين العزي الذي اتهم المجتمع الدولي بالتواطؤ مع ما أسماه بـ"تحالف العدوان"، في إشارة إلى التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.