11-سبتمبر-2015

أحد مراكز امتحانات الثانوية العامة بصنعاء(محمد حويس/أ.ف.ب)

رغم عدم استكمال المنهج الدراسي المقرر لطلاب وطالبات المرحلة الأساسية والثانوية في اليمن، بسبب الحرب المستعرة منذ أواخر آذار/مارس الماضي من هذا العام، بين مسلحي جماعة أنصار الله الحوثي، ويساندهم الجيش الموالي للرئيس السابق علي عبد الله صالح من طرف، والمقاومة الشعبية التابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي ومعهم الجيش الموالي له وقوات التحالف العربي من طرف آخر، يخوض هذه الأيام قرابة 600 ألف تلميذ غمار الامتحانات وسط صعوبات نفسية ومادية ومعنوية.

وبلغ عدد التلاميذ المتقدمين لامتحانات الثانوية بقسميها العلمي والأدبي 241 ألفًا و861 موزعين على 1543 مركزًا، منها 217 ألفًا و613 تلميذًا في القسم العلمي، و24 ألفًا و248 في القسم الأدبي، و351 ألفًا يخوضون إمتحانات الشهادة الأساسية، بحسب تصريحات رسمية.

يخوض امتحانات المرحلة الأساسية والثانوية قرابة 600 ألف تلميذ يمني

وقال نائب وزير التربية والتعليم عبد الله الحامدي لـ"الترا صوت": إن "هناك صعوبات وعراقيل قد واجهتهم قبل بدء الامتحانات وأثناء سيرها والمتمثلة بالأمور المالية والقصف بالقرب من مراكز الامتحانات". وأكد الحامدي أنهم "حاولوا مراعاة ظروف الطلاب من خلال أسئلة الامتحانات التي كانت في المتناول وراعت الوضع العام ولم تتعرض لمواضيع لم يتم التطرق لها خلال الفصل الدراسي الأول والشهر الأول من الفصل الدراسي الثاني من السنة الماضية". وأوضح أنهم "سيعملون على مراعاة الطلاب فيما يتعلق بالدرجات أثناء الإصلاح".

وبينما تتواصل الامتحانات بشكل عادي ببعض المراكز فقد تم تأجيلها في المدارس الواقعة في أماكن يحتد فيها الصراع كمدينة تعز، جنوب غرب اليمن، ومحافظة صعدة، شمالًا، وبعض مديريات محافظة اب، وسط اليمن.

ويعمل ممثلون عن وزارة التربية والتعليم، هذه الأيام، على إعداد ملخصات تتضمن الدروس بمختلف المناهج التي لم يتناولها التلاميذ في العام الدراسي الماضي ليتم تدريسها لمدة شهر في مستهل السنة الدراسية القادمة. ويشمل هذا القرار تلاميذ شهادة الثانوية العامة إذ سيتم تعميم الملخصات على جامعاتهم.

وتضيف ابتسام البراري، مدرسة بمرحلة الثانوية وإحدى المشرفات على الامتحانات بصنعاء، لـ"الترا صوت": أن "الطلاب يعانون من الآثار السلبية للحرب وسينعكس ذلك حتمًا على تحصيلهم العلمي رغم أن أسئلة الامتحانات بشكل عام سهلة لكن الطلاب يؤكدون أنهم لا يتذكرون دروسهم جيدًا بسبب الأوضاع الراهنة". وتوضح: "نصف الاسئلة سهلة و25 في المئة منها للتلميذ المتوسط وباقي الأسئلة للمتميزين وقد راعينا من خلال ذلك تفاوت الفهم لدى التلميذ وظروفه".

تشتكي سمية الحرازي، وهي تمتحن لنيل شهادة الثانوية العامة في أحد مراكز الإمتحانات بالعاصمة صنعاء، لـ"الترا صوت": "نعاني من صعوبات كبرى أهمها انطفاء التيار الكهربائي بشكل دائم منذ بداية إجراء الامتحانات وهذا يمنعنا من المراجعة والتحضير". وترى سمية أن المدة المخصصة للامتحان والتي تقدر بساعتين ونصف "غير كافية" خاصة مع حالة الخوف والقلق التي تنتاب التلاميذ نتيجة القصف أثناء إجراء الامتحان. وتختم: "صرنا نفكر في كل لحظة في الموت لا في الإجابات وفي المغادرة بسرعة نحو منازلنا".

ومن جانبه يقول ساري رضوان، تلميذ يمتحن لنيل الشهادة الأساسية في أحد مراكز الامتحانات بمحافظة الحديدة غرب اليمن لـ"الترا صوت": "عدم توفر الكهرباء والقصف آخر الليل ومداهمة مسلحي الحوثي للبيوت والاشتباكات المتقطعة في أماكن مختلفة، كلها عناصر تبث فينا الرعب وتحرمنا من المراجعة والوضع العام لا يسمح بإجراء امتحانات صراحة".

ويؤكد بعض التلاميذ شعورهم بالإحباط نظرًا إلى ما ينتشر من إشاعات عن "عدم اعتماد الدرجات" وعن "عدم أهمية هذه الامتحانات". كما يشتكي بعضهم الآخر من بعض الاسئلة التي يقولون إنها "لم تكن ضمن البرنامج الذي تم تدريسه" ومن تمييز تلاميذ بعينهم من قبل المدرسين المشرفين على سير الامتحانات.