24-أغسطس-2019

من فعاليات الاحتفالية (الملتقى الثقافي - الترا صوت)

أدت الحرب الدائرة في اليمن إلى هجرة مئات الآلاف من اليمنيين إلى مختلف دول العالم. وفي تلك البلدان يحاول اليمنيون التمسك بعاداتهم وتقاليدهم في مختلف المناسبات، ومنها أعيادهم الدينية، حيث دأب أبناء الجاليات اليمنية على تنظيم  مهرجانات وملتقيات عيدية في دول عربية ودول شرق أسيا وحتى في أوروبا.

شهدت العاصمة البريطانية لندن، هذا العام، احتفالًا كرنفاليًا للجالية اليمنية، في محاولة لتجاوز اختلافات الداخل بالالتقاء على الأصول الثقافية

وهذا العام شهدت العاصمة البريطانية لندن حفلًا كرنفاليًا بمناسبة عيد الأضحى، بحضور يمنيين وآخرين من مختلف الجاليات العربية والإسلامية.

اقرأ/ي أيضًا: تنصير وتنصاع وتدره.. ما يفعله اليمنيون في عيد الأضحى!

وتضمنت فعاليات المهرجان معرضًا تشكيليًا تحت عنوان "الملكة أروى والحضارة العربية السعيدة"، فيه رسومات لمجموعة من الرسامين اليمنيين والعرب، منهم عبداللطيف الحكيمي.

الملتقى الثقافي اليمني في لندن

هذا بالإضافة معرض خاص لرسومات الأطفال، ومسابقات ثقافية وُزع فيها البن اليمني كجوائز، إضافة إلى حفل غنائي أحيته فرقة برمنغهام الفنية قدمت فيه عدد من الأغنيات اليمنية. كما نظم في إطار المهرجان سوق شعبي احتوى على مأكولات محلية، ومشغولات يدوية لمنتجات يمنية.

إحياء التراث

يقول مصطفى خالد رئيس منظمة الملكة أروى والملتقى الثقافي اليمني، ومنظم المهرجان، إن "رسالة الملتقى في عامه السادس، تدعو للمحبة والتعايش والوئام وصلة الأرحام وإحياء التراث الحضاري والإنساني اليمني، وقد اتفق الجميع  على أن يكون شعار المهرجان: فلنجعل من اختلافنا جمالًا وقوة".

الملتقى الثقافي اليمني في لندن

ويرى خالد في حديثه لـ"الترا صوت"، أن هذا الشعار هو الذي دفع عشرات من أبناء الجاليات اليمنية المقيمة في مناطق هلزوين وبرايتون ولندن إلى حضور المهرجان.

ويضيف خالد: "الجيل الجديد من أبناء المهاجرين اليمنيين في بريطانيا بحاجة للتعرف على حضارة بلادهم وتراثها وإنجازاتها، خاصة أننا كيمنيين للأسف نجد أنفسنا مشتتي الذهن وأسرى صراعات الداخل، ومهووسين بالتأدلج والتعصب الحزبي والفكري والديني".

لذا، هذا المهرجان، وفقًا لمصطفى خالد، هو محاولة لـ"رد الجميل لبلد أكرم الجميع، يمتلك ثقافة غزيرة بالقيم السمحاء"، مضيفًا: "حاولنا إيضاح جزء من هذا التراث كأحد أهداف المهرجان، إضافة إلى سعينا لعكس صورة إيجابية عن الإنسان اليمني في أوساط الجاليات العربية والإسلامية وكذلك البريطانيين أنفسهم".

الملتقى الثقافي اليمني في لندن

تجاوز المأساة

تحدث لـ"الترا صوت" عدد من اليمنيين الذين حضروا المهرجان، منهم الأستاذ الجامعي محمد النعماني، المنتمي لمحافظة عدن جنوبي اليمن، والذي قال: "العيد، البن، الثقافة، صلة الأرحام. تلك كانت العناوين الحاضرة في المهرجان، وهي عناوين لمنتجات وقيم يمنية خالصة، غابت عن اليمنيين في بلاد المهجر، خاصة خلال فترة الحرب، والاعتداء الذي طال الأرض والقيم في البلاد".

فيما يرى الشاب رحمن طه، من محافظة ذمار شمال اليمن، أن "اليمنيين يحاولون تجاوز أحزانهم ومأساتهم من خلال الفن والترفية، وقد كانت فكرة إقامة المهرجان جميلة، رغم عدم انصهار أو غياب الخلافات السياسية بين اليمنيين المقيمين في بريطانيا".

الملتقى الثقافي اليمني في لندن

يُذكر أنه وفقًا لمصادر تاريخية، أن الجالية اليمنية في بريطانيا تعود لستينات القرن الـ19. وتشير إحصائيات إلى تراوح أعداد اليمنين في بريطانيا ما بين 70 ألفًا و80 ألف يمني أو بريطاني من أصول يمنية.

تشير إحصائيات إلى تراوح أعداد اليمنين في بريطانيا ما بين 70 ألفًا و80 ألف يمني أو بريطاني من أصول يمنية

ومنذ القدم تشكل الهجرة اليمنية جزءًا من تراث اليمن الحي، وتجربة معاشة بالنسبة لسكانه. ولعب يمنيو المهجر أدوارًا بارزة في التاريخ العربي والإسلامي، وهم الآن من مصادر الدخل الأبرز للبلاد، برفدها بالعملة الصعبة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أرض الألغام.. اليمن ساحة مفتوحة على الموت

230 ألف يمني..ضحايا 5 سنوات من الحرب والمجاعة والأوبئة